السعودية تسعى لاستضافة كأس العالم 2034 وسط جدل أمام مبادئ الحوكمة 

يترقب العالم تتويج السعودية كمستضيف لكأس العالم 2034، والذي أثار جدلاً واسعاً، حيث كشفت تقارير جديدة عن الشبكة الواسعة للإنفاق والتأثير التي تملكها المملكة في مجال الرياضة محذرة من تآكل مبادئ الحوكمة الجيدة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة “بلاي ذا جيم” الدنماركية، التي تركز على أخلاقيات الرياضة، تمتلك السعودية أكثر من 900 صفقة رعاية رياضية، يتولى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار، تمويل أكثر من ثلثها.
وقال ستانيس إلسبرغ، من “بلاي ذا جيم”:
“السعودية لا تقتصر استراتيجيتها على استضافة الأحداث الرياضية على أراضيها فقط، بل تسعى أيضًا لرعاية وتنظيم أحداث رياضية بارزة في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة”.
أحداث رياضية برعاية سعودية
•بطولات رابطة التنس للسيدات (WTA) في إنديان ويلز وميامي.
•سلسلة أرامكو للجولف في تامبا.
•كأس العالم للكريكيت 2024.
•موسم الرياض “ليلة UFC”.
•دوري LIV للجولف.
•كأس العالم 2026.
الرياضة كأداة للقوة الناعمة
وأوضح إلسبرغ أن الهدف من هذه الاستراتيجية هو تعزيز قوة السعودية الناعمة وبناء تحالفات دولية، “السعودية، مثل قطر والصين، تستخدم الرياضة لتحسين صورتها العالمية وتشتيت الانتباه عن قضايا حقوق الإنسان.
لكن السعودية تأخذ خطوة أبعد، حيث دمجت الرياضة بشكل أعمق في الحوكمة، مع تولي شخصيات بارزة مناصب رفيعة في الدولة، مما يمنحهم مستويات استثنائية من السلطة السياسية والمالية”.
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد سهل عملية ترشيح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، بعد أن منح الدول الأخرى أقل من شهر لتقديم طلباتها.
ويعزى هذا التسهيل إلى العلاقة القوية بين جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رغم السجل الحقوقي المتباين للمملكة.
ويقول إلسبرغ: “المسألة تتعلق بالمال، ويعتمد الفيفا على الدول المضيفة لتمويل هذه الفعاليات الضخمة، والسعودية مستعدة لإنفاق مليارات الدولارات لتقديم ما سيصفه إنفانتينو بأنه ‘أفضل كأس عالم على الإطلاق’.”
“بالنسبة للسعودية، استضافة كأس العالم تمثل الأداة المثلى لإضفاء الشرعية على نظامها على الساحة العالمية، أما بالنسبة للفيفا، فإنها صفقة مربحة، رغم التكاليف الأخلاقية.”
ويستمر الدور المتزايد للسعودية في الرياضة العالمية كأداة استراتيجية لتعزيز صورتها ونفوذها، ومع ذلك، يظل السؤال قائماً حول تأثير ذلك على معايير الحوكمة وأخلاقيات الرياضة على المستوى الدولي.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.