الرياض – خليج 24| تنتهج السلطات السعودية سياسة مركزة لقمع مناهضي التطبيع مع “إسرائيل” في البلد الخليجي الذي لا تربطه أي علاقات رسمية معه، عبر استخدام الاعتقال التعسفي.
وقالت منظمة القسط لحقوق الإنسان إن الرياض اعتقلت الكاتب والباحث عبدالله اليحيى منذ 24 ديسمبر 2021، لانتقاده التطبيعَ بسلسلة تغريدات.
وذكرت أن اليحيى ليس أول من اعتقل إثر انتقاده للتطبيع وتأييده للقضية الفلسطينية في السعودية.
وأشارت القسط إلى أن الرياض اعتقلت عشرات الدعاة والأكاديميين ومغردين لرفضهم التطبيع مع إسرائيل.
ونوهت إلى أن المحكمة الجزائية في الرياض حكم بسجن المغرد الشهير عبد العزيز العودة 5 سنوات مع وقف التنفيذ لعامين و6 أشهر، بأبريل الماضي.
وذكرت مصادر أن العودة اعتقل بسبتمبر 2019، حُكم بالسجن 5 سنوات مع وقف التنفيذ لعامين وستة أشهر.
وبينت القسط أن اعتقال العودة إثر دفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية ورفضه لموجة التطبيع، كما منعته من السفر.
وأشارت إلى أن فرضت توقيع تعهدات على مغردين عدم الحديث عن فلسطين أو التطبيع أو دعم المقاومة الفلسطينية.
وقال الكاتب الدولي جيريمي ستيرن إنه ولأول مرة في تاريخ السعودية يحاول الديوان الملكي تشويه سمعة رجال الدين ويكسر قوة تأثيرهم.
وكتب ستيرن أن الديوان باتت يقلل من شأن القضية الفلسطينية، على حساب التطبيع مع “إسرائيل”.
وأكد أن هذه مناورات محفوفة بالمخاطر حتى بالنسبة لمختل عقلي مثل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
وأشار الكاتب الدولي أن المجتمع السعودي يمرُ بتغيّرات هشة وسريعة، ومحاط بالاضطرابات العنيفة من جميع الجهات.
ونبه إلى أن هذا يمثل خطرًا حقيقيًا بالانهيار الداخلي.
و أكدت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن ابن سلمان ينفذ خطة متدرجة لتقليص دول الدين في الحياة العامة بالمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى قرار السلطات السعودية تقييد صوت مكبرات أذان الصلاة في المساجد.
وقالت إنه يأتي “ضمن إطار تنفيذ خطة ابن سلمان بتقليص دور الدين في الحياة العامة تدريجيًا”.
من جانبها، سلطت شبكة BBC البريطانية الضوء على الرود الشعبية الرافضة بالسعودية لقرار ابن سلمان بإغلاق مكبرات صوت المساجد.
ولفتت إلى أن القرار أثار ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى انتشار هاشتاغ يدعو لحظر الموسيقى الصاخبة بمطاعم ومقاهي السعودية.
وهذا لم يكن القرار الأول، فبداية مايو الماضي، أزالت السلطات السعودية بأوامر ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” عن اللوحات المرورية المؤدية إلى المدينة المنورة.
واستبدلت السلطات بإيعاز من ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” ب”حدود الحرم”.
وذكرت “اندبندنت العربية” في تقرير لها أن “ما هو معتاد في الطريق إلى المدينة المنورة (غرب السعودية) هو أن تستقبلك لوحات إرشادية ضخمة”.
وأضافت “هذه اللوحات تذكرك بأن أمامك طريقين يعتمدان على أي الأديان تتبع”.
فالأول-بحسب “اندبندنت العربية” – متاح للمسلمين، والآخر لغيرهم.
إلا أن الجهات المعنية في السعودية بدّلت تلك اللوحات الإرشادية التي تستقبل زوار المدينة المنورة.
وأردفت “المدينة تُعدّ في المرتبة الثانية بين البقاع المقدسة في الإسلام، بالعبارة الشهيرة للمسلمين فقط وسط لون تحذيري أحمر”.
وأوضحت “اندبندنت العربية” أن الديانة شرط لدخول المنطقة المقدسة على غرار مكة المكرمة إلى عبارة تبدو أكثر تلطفاً وترحيبا إلى حد الحرم”.
ويوم أمس، حاول وزير الشؤون الإسلامية في السعودية عبد اللطيف آل الشيخ تبرر أسباب اتخاذ القرار المتعلق بمكبرات الصوت بالمساجد.
وجاء تصريح آل الشيخ بعد ضجة كبيرة وواسعة شهدتها المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية تجاه القرار.
ووجهت انتقادات واسعة وكبيرة من قبل فئات مختلفة في المجتمع بالسعودية تجاه القرار الذي وصفوه ب”صدمة”.
وادعى آل الشيخ المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان أن عائلات تشتكي من أن تزاحم أصوات المكبرات يبقي أطفالها مستيقظين.
وقال آل الشيخ إن “التغييرات رد على شكاوى الأهالي العامة من الصوت شديد الارتفاع”.
وزعم أن “منهم كبار في السن وآباء لم يستطع أطفالهم النوم بشكل متواصل”، بحسب ادعائه.
وأردف “الذي عنده الرغبة في الصلاة لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويكبّر ويسمع صوته، المفروض انه يسبقه إلى المسجد”.
وواصل وزير الشؤون الإسلامية في السعودية تبريره في اتخاذ القرار قائلا “هناك أيضا عدة قنوات تلفزيونية تبث الصلوات”.
وواصل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان حربه على الهوية الإسلامية للمملكة، وأصدر قرارا جديدا يتعلق بمساجدها.
وبتعليمات من ابن سلمان، أعلنت السلطات السعودية أن استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد سيقتصر على “رفع الأذان والإقامة فقط”.
وجاء الإعلان على لسان وزير الشؤون الإسلامية في السعودية عبد اللطيف آل الشيخ الذي يتلقى تعليماته من ابن سلمان.
وقال إنه تم إصدار “تعميم جديد بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في على رفع الأذان والإقامة فقط.
وبحسب آل الشيخ فإن القرار يشير إلى ضرورة ألا يتجاوز “مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت”.
واشترط آل الشيخ “عدم تجاوز الصوت في الأجهزة عن الثلث” بجميع مساجد السعودية.
وتوعدت الوزارة باتخاذ “الإجراء النظامي بحق من يخالف”، في إشارة إلى توقعها إلى رفض الاستجابة للقرار.
وزعمت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية أنها استندت بالقرار إلى أدلة وقواعد شرعية.
وادعت أنها تندرج تحت قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”.
إضافة لفتوى للشيخ “محمد بن صالح العثيمين وصالح بن فوزان الفوزان”، بعدم استخدام المكبرات الخارجية لغير الآذان.
ووفق التعميم فإن أن الأصل في التبليغ “بمن هو داخل المسجد”، ولا يوجد حاجة شرعية “لتبليغ النهاس في بيوتهم”.
وواصلت ادعاءاتها بالزعم أن “قراءة القرآن في المكبرات الخارجية فيه امتهان للقرآن، خاصة عندما يتم تلاوته، ولا يستمع أحد إليه.
وضمن خطة ابن سلمان لتحويل المملكة، هزت واقعة فتاة سعودية ترتدي زي الشرطة بجوار الكعبة المشرفة في صحن المطاف بالمسجد الحرام، مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت صور نشرتها وزارة الداخلية السعودية لعناصر نسائية بأمن الحرم المكي بجوار الكعبة تفاعلا واسعا.
الأكثر أهمية أن الفتاة التي ظهرت كانت غير محتشمة وزينت وجهها وأثارت الانتباه كثيرا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=38088
التعليقات مغلقة.