موقع أمريكي: تداعيات إيجابية على مكانة قطر دوليًا عقب مونديال 2022

 

الدوحة– خليج 24| قال موقع “The Arab Gulf States Institute In Washington” الأمريكي إن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ستحقق الاعتراف بمكانة قطر ونجاحها الكبير بتنظيم هذا الحدث الضخم.

وذكر الموقع في مقال لكاتبه الأمريكي روبرت موجيلنيكي أن تداعياته الإيجابية ستنعكس على عديد المجالات، بما في ذلك القطاع السياحي.

وأكدت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن مونديال قطر 2022 جذب انتباه العالم حوله.

وذكرت أن ذلك رغم ما يعتريه من مخاطر قاسية أبرزها التضخم المتزايد وإغلاق كورونا بالصين وتصعيد روسيا.

وقالت الصحيفة في تقرير إن الاهتمام لا يبدو كافيا بسلسلة أحداث مهمة أبرزها اجتماع تكتل “أوبك+”، وإصرار روسيا على تصعيب شتاء أوروبا.

وبينت أن الاجتماع سيعقد افتراضيا عبر الإنترنت، الأحد 4 ديسمبر الجاري عقب آخر سابق بأكتوبر والذي أفرز قرارا صادما بخفض كبير لإنتاج النفط.

وأوضحت أن تفاؤلًا الحذر بعد إعلان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” بتقليص محتمل لأسعار الفائدة.

وأشارت إلى أن ذلك ينعكس على استقرار أسعار النفط خاصة مع قرار محتمل من “أوبك+” بتثبيت الإنتاج.

وذكرت الصحيفة أنه: “العالم يغرق بالفوضى، من حرب روسيا ضد أوكرانيا ومقامتها لها ما أطال من أمدها وإغلاقات كورونا التي تمزق الصين”.

وقالت: “إن الشتاء المخيف الذي سيصل أوروبا خلال أيام ينجم عن نقص الطاقة”.

وبين أن الغرب وضع سقف لأسعار صادرات النفط الخام الروسي بداية من الأسبوع المقبل، وهو ما سيدفع موسكو للانتقام عبر قطع المزيد من خطوط الطاقة مع أوروبا.

وأكدت “ذا هيل” أن العالم الآن تشتت انتباهه عن هذه المخاطر تماما نتيجة بطولة كأس العالم قطر، وهو تشتت طال حتى الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن ذلك رغم أن كرة القدم ليست رياضة شعبية هناك، لكن المنتخب الأمريكي عبر لدور الـ16، وبات الأمريكيون أكثر انتباها له.

وحتى الفريق السعودي، الذي لا يصنف قويًا، دفع ولي العهد محمد بن سلمان للانسحاب من رحلة عمل في اليابان، وطار للدوحة لحضور حفل افتتاح المونديال.

فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن قطر تربعت بقوة على عرش ساحة الرياضة العالمية.

جاء ذلك عقب تتويج جهودها بإخراج مميز لكأس العالم 2022.

وذكرت الصحيفة الواسعة الانتشار أن مونديال قطر ظهر كتتويج لجهود دول الخليج للظهور بشكل قوي على ساحة الرياضة العالمية.

وبينت أن استقبال مباريات عالمية بدول خليجية وشراء نواد رياضية وتنظيم بطولات دولية أمثلة على محاولتها لاستخدام ثرواتها لكي تلفت الانتباه.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك لنيل المكانة العالمية ودعم التنويع الاقتصادي وبناء المصداقية السياسية.

وقالت إن قطر وعلى مدار عقد من الزمان ضخت ودول الخليج الأخرى مليارات الدولارات في الرياضة الدولية.

وبينت أنها اشترت نوادي رياضية ورعت إعلانات وماركات واستضافت مناسبات لتعزيز تأثيرها الدولي، والرغبة في تنويع اقتصادها.

وذكرت أنها لجذب السياحة وتوسيع سياساتها الخارجية وإثارة القومية في الداخل.

لكن تريد بعضها “شرعنة حكمها الديكتاتوري”.

وبحسب الصحيفة فإن يعتبر كأس العالم في قطر ذروة الدفع الإقليمي نحو الرياضة الدولية، ولبلد عدد سكانه 3 ملايين نسمة.

وبينت أن المونديال الذي سيستمر على مدى شهر هو نهاية لـ 12 عاما من التحضيرات و200 مليار دولار من الإنفاق على البنية التحتية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنها “تداخلت في عملية بناء الدولة لبلد لا تتجاوز مساحته ولاية كونيكتيكت وتحيط به دول قوية”.

وأكدت أن مونديال قطر هو جزء من خطة العائلة الحاكمة الدفع ببلدهم المحافظ نحو الأضواء العالمية.

وأشارت الصحيفة إلى أنها استراتيجية مولتها ثروة الغاز الطبيعي.

ونبهت أن هناك الكثير الذي يعول عليه البلد لدرجة أن الدوحة حبست أنفاسها بانتظار البداية.

جاء ذلك بوقت ينتقد فيه الكثيرين حكام الخليج بأن اهتمامهم بالرياضة لتبييض سجلاتهم وسط انتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت إن مسؤولو قطر يأملون تعزيز مباريات كأس العالم مكانتها كدولة متميزة تعتمد على نفسها مع جيران أقوياء، بمن فيها السعودية والإمارات.

فيما قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن دولة قطر عززت من مكانتها الجيواستراتيجية، كمصدر مهم للغاز ولاعب دولي مؤثر عقب غزو روسيا لأوكرانيا.

وأكدت الوكالة في تقرير إن الدوحة استفادت من عقوبات الغرب وأمريكا على موسكو وامتناع أوروبا عن استيراد الغاز الطبيعي الروسي.

وبينت أن استضافة قطر لكأس العالم والحاجة لغازها سيمنحان شبه الجزيرة الصغيرة تأثيرا كبيرا.

قطر لاعب دولي

وأشارت الوكالة إلى أن ذلك يعد بتحويلها للاعب أكبر على الساحة العالمية.

وقالت بلومبيرغ إن ارتفاع أسعار النفط عقب غزو أوكرانيا عزز مكانة منتجي النفط بالشرق الأوسط مثل السعودية والكويت.

وذكرت أن عوائد الأزمة المالية والجيوسياسية التي يمكن لقطر حصدها تجعلها الفائز الأول بهذا المجال.

ووصل كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى الدوحة ومعهم رسالة مفادها “نحن بحاجة لغازكم بأسرع ما يمكن”.

الغاز الطبيعي في قطر

وعقب قطع روسيا إمدادات بولندا وبلغاريا بات الإلحاح الأوروبي أكثر حدة.

ومن المقرر وصول صادرات الطاقة القطرية إلى 100 مليار دولار بـ2022 لأول مرة منذ عام 2014.

وترجح قطر وصول عوائدها الاقتصادية قدرها 20 مليار دولار عبر تنظيمها لكأس العالم 2022.

رفع ثروة قطر

وبحسب بلومبيرغ، سيرفع المونديال من ثراء واحدة من أغنى البلدان ويعزز نفوذها بطريقة كانت تبدو غير مرجحة قبل عام واحد فقط.

ويتزامن طلب أوروبا لغاز قطر مع إطلاق الدوحة مشروعا بـ30 مليار دولار لتعزيز صادراتها بنسبة 60% بحلول عام 2027.

وتنتج الدوحة الغاز الطبيعي المسال بأقل تكلفة وبفارق كبير عن منافسيها عالميا، وهي مصدر خُمس إمداداته العالمية.

نفوذ قطر العالمي

ويستورد الاتحاد الأوروبي 40% من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا، وتبحث واشنطن وحلفائها عن مصادر بديلة.

فيما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي يعمل منذ أشهر بكل “قوة” لتحويل دولة قطر إلى وجهته البديلة عن الغاز الروسي.

وقالت الصحيفة في تقرير إلى أن الدوحة رغم صغرها ينظر لها كواحدة من أفضل آمال أوروبا لفطم نفسها عن الغاز الطبيعي الروسي.

وتجري ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا مفاوضات مع قطر لشراء الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل.

غاز قطر

وذكرت الصحيفة أن “ثراء قطر ارتفع بصورة كبيرة عبر بيع الغاز الطبيعي المسال للصين وكوريا الجنوبية واليابان بعقود طويلة الأجل”.

وأشار إلى أن ذلك بتحويل الدوحة لثاني أكبر مصدر للغاز في العالم، وهي التي تحلم دائما بالتوسع في أوروبا، لكن كان المشترون هناك مترددين.

ونبه إلى أن ذلك لا سيما مع مصادر أرخص كروسيا التي يمكن شحن غازها عبر خطوط الأنابيب الحالية ونيل عقود أقصر أجلاً وأكثر مرونة.

بديل الغاز الروسي

وتفتش أوروبا عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي كبديل للواردات الروسية التي تمثل 38% من الغاز المستورد للاتحاد الأوروبي.

وتبحث عدا عن قطر مع منتجي الغاز في أنجولا والجزائر وليبيا والولايات المتحدة.

وظهرت قطر كواحدة من أكثر الخيارات جاذبية لأنها تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز 40% بحلول عام 2026.

وتخطط لدفع 28.7 مليارات دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية 40%، أو 33 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2026.

صادرات الغاز الطبيعي

ويعادل أكثر من ضعفي مجمل صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية إلى أوروبا التي بلغت 13.7 ملايين طن متري العام الماضي.

وتشير الصحيفة إلى أن فجوة ستظل باقية لأن معظم الغاز الروسي ينتقل عبر خطوط الأنابيب.

ويأتي ذلك بوقت يضخ عديد المنتجين الآخرين بخلاف قطر، بكامل طاقتهم ولا يمكنهم تحقيق الكثير لأوروبا.

وقالت صحيفة “زود دويتشه تسايتوند” الألمانية إن موقفها بشأن الغز يحمل بطياته التوازن دون إغضاب روسيا أو الغرب، وسيؤمن لها مكاسب اقتصادية كبيرة.

وأكدت الصحيفة أن غالبية كميات الغاز في الدوحة ترتبط بعقود طويلة الأجل، وهو نهج تلجأ إليه أوروبا لنيل الغاز القطري.

وحولت الدوحة مسار 4 ناقلات كبيرة إلى بريطانيا نهاية 2021، عقب طلب للمساعدة تلقته من رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”.

غاز قطر ويكبيديا

وذكرت الصحيفة أن البلد الخليجي مهتمة بصفقات شراء طويلة المدى، وليس فقط لعب دور مؤقت لسد الفراغ، حتى انتهاء الحرب على أوكرانيا.

وأوضحت أن الدول الأوروبية تفضل شراء الغاز عبر صفقات قصيرة المدى للاستفادة من الأسعار المتدنية.

وبينت الصحيفة أنه وعكس الدول الآسيوية التي ترتبط بعقود مع قطر تمتد لفترات تتراوح بين 20 و25 سنة، وهو الأسلوب الذي تفضله الدوحة.

كم يبلغ غاز قطر

ورجحت أن يلجأ الاتحاد الأوروبي للالتزام بعقود طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال.

وذلك لتجنب صدمات العرض مستقبلًا، والاستفادة من زيادة الإنتاج القطري.

وأكدت الصحيفة أن هذا هو ما سيؤمن للدوحة عقودا مليارية عبر دبلوماسية الغاز.

وذكرت أن الدوحة تتجه لحصد مكاسب عدة سياسيا واقتصاديا، بداية من كونها لاعب رئيس ومهم لأوروبا والعالم.

هل تنقذ قطر أوروبا بالغاز

وأشارت إلى أن ذلك النظر إليها كرمانة الميزان في سوق إمدادات الغاز.

وكذلك التوجه إليها كقبلة حيوية لإنقاذ أوروبا من أزمة محتملة.

وبينت الصحيفة أنه “ليس أخيرًا جني تعاقدات طويلة الأجل تعزز محفظتها المالية”.

وتصنف الدوحة كأكبر المستثمرين الأجانب في روسيا، باستثمارات متنوعة تبلغ 13 مليار دولار.

 

إقرأ أيضا| هل تنقذ قطر “رمانة الميزان” أوروبا من معضلة الغاز؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.