صنعاء- خليج 24| تعيش مليشيا دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن بمأزق كبير في ظل التطورات المتلاحقة ما بين صراع قياداتها وتدهوره إلى تصفيات ومحاولات اغتيال، وأخيرا تصاعد حدة الانشقاقات والانضمام لصفوف مسلحي الحوثي.
وكشفت مصادر يمنية ل”خليج 24″ عن انشقاقات كبيرة في صفوف قوات حراس الجمهورية التابعة لطارق صالح المدعومة من الإمارات.
وأوضحت المصادر أن هذه الانشقاقات حدثت بصفوف المليشيا التي يقودها طارق صالح المقيم في الإمارات وذلك بمنطقة الساحل الغربي.
ولفتت إلى أن “سرية كاملة من حراس الجمهورية بقيادة الشيخ هيثم إبراهيم عريك انشقت”.
وأعلنت هذه السرية التي تحوز على أسلحة وعربات مصفحة إماراتية انضمامها إلى مسلحي جماعة الحوثي.
ونبهت المصادر ذاتها إلى أن هذا الانشقاق أثار حالة من الارتباك الكبير في صفوف قوات طارق صالح.
وتحاول الإمارات احتواء تصاعد الصراع بين قادة مليشياتها في اليمن والتي وصلت حد تنفيذ عمليات اغتيال متبادلة.
وأجرت الإمارات تغييرات في صفوف مليشيا “المجلس الانتقالي الجنوبي” في محاولة لتخفيف حدة التوتر والصراعات في صفوفهم.
وصدر قرار بتكليف عبد السلام زين البيحاني اليافعي بقيادة قوات الدعم والإسناد (الحزام الأمني) المدعومة من الإمارات.
وجرى تعيين اليافعي خلفا لقائدها السابق محسن الوالي.
فيما عُين جلال الربيعي بما يسمى أركان ألوية الدعم والإسناد بدل نبيل المشوشي.
وفي مارس الماضي، نجا الوالي والمشوشي من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت بموكبها في محافظة عدن.
وأدى التفجير إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 من حراس الوالي والمشوشي.
وفجرت محاولة الاغتيال الخلافات بين قادة مليشيا الإمارات لتبدأ بعدها محاولات الاغتيال المتبادلة وتوسيع نطاق السيطرة والنفوذ.
وبحسب وسائل إعلام محلية في اليمن فإن عزل الوالي تم عقب خلافات حادة بينه وبين رئيس مليشيا المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.
ويقيم الزبيدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودائم التنسيق مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
ولفتت وسائل الإعلام اليمنية إلى أن خلافات الوالي والزبيدي جاءت بسبب إنشاء الوالي شركة خدمات بترول.
وتصاعدت الخلافات على خلفية العائدات المالية التي تجنيها شركة الوالي الجديدة التي أطلق عليها اسم “إسناد”.
وتستولي هذه الشركة من الإتاوات المفروضة على البضائع على مبالغ ضخمة خلال مرور الشاحنات على نقاط تفتيش مليشيا الإمارات.
وتم عزل الوالي بعد استدعاء الإمارات له ولأسرته يوم الثلاثاء الماضي إلى أبو ظبي.
وتصاعد مؤخرا الخلاف بين مليشيا الإمارات في عدن في صراع محتدم على الثروات في المدينة الغنية.
يشار إلى أن اشتباكات ومعارك ضارية اندلعت بين قادة مليشيا الإمارات بسبب ذلك، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات في اليمن.
وكشف تقرير صدر حديثا عن حجم الأموال التي استولت عليها مليشيا الإمارات في اليمن، من إيرادات مدينة عدن لوحدها خلال 3 أشهر فقط.
جاء ذلك في تقرير أصدرته مؤسسة خليج عدن للإعلام بعنوان “الحصاد الاقتصادي لمدينة عدن 2020”.
وأوضح التقرير أن مليشيا “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعومة إماراتيا سطت على 320 مليون دولار من موارد عدن خلال 3 أشهر.
وأشار إلى أن عدن كانت تعتبر مصدرا رئيسيا للبترول والغاز والمشتقات النفطية لبقية المحافظات اليمنية.
لكن الحرب المتواصلة على اليمن منذ 2015 عقب سيطرة الحوثيين أدت إلى تدمير حقول ومصافي البترول فيها.
غير أنه العمل يقتصر حاليا في عدن على تخزين النفط المستورد نظير مبالغ مالية تقدمها الشركات التي تستورد النفط.
وأوضح التقرير أن شاحنات نقل النفط تتعرض أثناء خروجها من المصافي للتعسف وابتزاز النقاط التابعة للحزام الأمني (مليشيا أنشأتها الإمارات).
وتجبر عناصر المليشيا هذه سائقي الشاحنات على دفع 4 ريالات عن كل لتر وقود.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=18558
التعليقات مغلقة.