مسؤول قطري سابق: ذباب السعودية والإمارات الإلكتروني غير ملتزم باتفاق “العلا”

 

الدوحة – خليج 24| كشف رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم عن أن الذباب الإلكتروني في الإمارات والسعودية والبحرين لا يزال يواصل عمله، رغم توقيع المصالحة الخليجية بقمة “العلا”.

وأكد بن جاسم في حوار أن التراشق على مواقع التواصل يتم من حسابات أغلبها يخضع للحكومات، مبينًا أن تبريد المواقف يحتاج إلى وقت.

وبين أن التراشق يؤذي أي علاقة إيجابية أو سلبية ليس فقط على مستوى دول الخليج ولكن عربيًا.

وأشار بن جاسم إلى أن “هناك إعلام منافس للإعلام المرئي والمسموع أو الرسمي ولكن بشكل انفرادي”.

وذكر أن الأحداث الحالية تؤكد أن “اتفاق العلا” أبعد من كونه مصالحة سعودية قطرية.

وقال: “هناك جيوش كما نعلم من هذا النوع من الإعلام ـ يقصد الذباب الإلكتروني ـ تحتاج إلى نوع من الانضباط”.

وأضاف: “ما نقول إرجاع الجني إلى القمقم. لذا يجب الحذر من السوشيال ميديا والجهات التي تتبنى أجندات خاصة وتريد تأجيج الوضع.”

ومع تفجر الأزمة الخليجية وبدء حصار قطر عام 2017 بدا لافتًا عمل اللجان الإلكترونية أو ما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني” السعودي الذي يديره سعود القحطاني المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان.

وظهرت أولى هجمات اللجان من حسابات إلكترونية سعودية تعمل بشكل متزامن على أشد وجه ضد من تصفهم بـ”خصوم المملكة”.

لكن ذلك لم يلبث إلا برهة حتى اتسع عملها وتحول بشكل تدريجي إلى المساس بالحلفاء أيضًا، حتى وصلت لخطة دور تدمير ممنهج للعلاقات متى دعت الحاجة.

وكشف تحقيق أعده موقع “خليج 24” أن القحطاني أنشأ لجان إلكترونية –لم ينجح بمعرفة عددها الحقيقي –لكن مقربون أكدوا أنهم بالآلاف.

ويؤكد التحقيق أن الذباب الإلكتروني مكون من 3 فاعلين أو فئات أولهم يظهرون بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية كصحفيين ومسؤولين مثل القحطاني.

ويوضح أن ثانيهم موظّفو السّلطة وهم أشخاص حقيقيون يكتبون دون أسمائهم الحقيقية.

ويشير التحقيق إلى أن الفئة الثالثة حسابات وهميّة تعتمد خوارزميات تنشأ عبر البرامج، ويناط بها إعادة التغريدات، لتنشئ حالة تفاعل وهمية.

ويوضح أن “الذباب الإلكتروني قادر على صناعة عداء مع دول حليفة، رغم أن الدولة الموجهة ضدها لا تعلن العداء، ولا تعترف به”.

ويؤكد أنه بـ”النهاية يعرف بأن هذه اللجان الالكترونية تمثل هوى الدولة وميولها الداخلية”.

وأشار إلى أن اللجان تعتمد بشكل رئيسي على حسابات وهمية بصور حقيقية، وأسماء تعود لعائلات سعودية معروفة في المملكة.

وذكر التحقيق أن اللجان الإلكترونية قادرة على نشر تغريدات غير حقيقية تقدر بـ 150 ألف تغريدة يوميًا تصدر من السعودية

وأكد أن هذه الحسابات تدشن وسوم تحمل تأييدًا للمملكة وسياساتها وتنشر تغريدات تخدم الموقف السعودي وتهاجم كل من يخالف المملكة.

ونبه التحقيق إلى القحطاني كلف هذه اللجان بالتشويش على أي معلومات حقيقية تنتقد السعودية أو تكشف حقيقة الأوضاع الداخلية وتردي الأوضاع لمواطنيها.

وأكد أن ابن سلمان استخدم هذه اللجان الالكترونية في عديد القضايا، وأبرزها حصار قطر، وتقرير مقتل خاشقجي وفيلم المنشق، والهجوم على الإمارات ومصر.

وأشار التحقيق إلى أن دور الذباب الالكتروني تراجع مؤخرًا ليقتصر فقط على تبيض صورة ولي العهد السعودي عالميًا على خلفية سجله الحقوقي الأسود.

وأوضح أن العاملين في اللجان هم موظفون حكوميون لدى المملكة ويحصلون على امتيازات مقابل مهاجمتهم الدائمة لكل ما يخالف ابن سلمان.

واليوم، أغلقت إدارة تويتر آلاف الحسابات المزيفة التي تتهمها بشن حملة واسعة ضد تقرير رسمي أمريكي يتهم ابن سلمان بالمسؤولية عن قتل جمال خاشقجي عام 2018.

وأعلنت إدارة “تويتر” عن تحقيقها في 3500 حساب حذفت معظمها بعد تعليق تقرير المخابرات الأمريكية الأخير.

لكن الشركة قالت إنها لم تحدد من يقف وراء الحملة التي يرجح أن الذباب الالكتروني التابع لابن سلمان يقف خلفها.

وينشر التحقيق مواقف كان للجان الالكترونية دور بارز فيها بأوامر من ابن سلمان.

ودشن “الذباب الالكتروني” وسمًا يساند بن سلمان قبيل نشر التقرير السري الأمريكي بشأن جريمة قتل خاشقجي.

وغرد هؤلاء بكثافة على وسم #شعب_المملكه_يساند_ولي_العهد ، بغية تلميع بن سلمان.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الذباب الالكتروني السعودي شن حملة منسقة ضد فيلم “المنشق” الذي يصف أحداث قتل خاشقجي.

وتلفت الصحيفة إلى أن “المنشق” يواجه موجة من التقييمات السلبية من قبل الذباب الالكتروني التابع لابن سلمان.

وتوضح أن هذه الحملة التي يتعرض لها “المنشق” تجري على مواقع تقييم الأفلام.

وتؤكد أن الفيلم الذي أخرجه الحائز على جائزة الأوسكار بريان فوغل جاء ليلقي الضوء على قمع حرية التعبير.

كما توعدت الإعلامية الأردنية المذيعة في قناة “الجزيرة” الفضائية علا الفارس الذباب الالكتروني في الإمارات والسعودية.

وكتبت الفارس على حسابها على ” تويتر ” صباح اليوم السبت “ذباب ( الإمارات والسعودية) ممول بميزانيات ضخمة ومفتوحة من قوتِ الشعوب “.

وتقول: “يجلس خلف كيبورد يشتم ويسب ويلعن وتدعمه حسابات معروفة وموثقة تروج لأكاذيبه ومع ذلك لا يصمد تهزه كلمة “.

توجه الفارس رسالة للذباب: “اضربوا راسكم في أقرب حيط لن تنالوا شيئا سوى مصيركم وهو السحب إلى المحاكم..هناك ما في حب خشوم”.

وتأتي تغريده الفارس بعد حملة استهدفتها وزميلتها اللبنانية غادة عويس من الذباب الالكتروني في الإمارات والسعودية.

وقالت إن حسابات في الإمارات والسعودية لفقت الأكاذيب ودبلجت صورًا للنيل منها وعويس

كما هاجم المسؤول السعودي تركي آل الشيخ دولة المغرب رغم أنه بلد حليف للرياض، كونه الوحيد المتقدّم لاستضافة مونديال 2026.

وكتت تغريدة عبر “تويتر” إنّه ” إذا طلب من السعودية دعم ملف مونديال 2026، ستبحث الرياض عن مصلحتها أولًا، اللون الرمادي لم يعد مقبولًا”.

عقب حديث آل الشيخ آلاف التغريدات الموجّهة كهجوم إلكتروني ضخم على المغرب.

ويرصد التحقيق بأنها تغريدات تفاعلية تركت أثرًا كبيرًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وبحسب التحقيق، فإن هذه التغريدات تسببت بتراجع العلاقات وحشرها بزاوية يصعب تجاوزها حتّى الآن.

كما لم تسلم الكويت الشقيقة الخليجية للرياض أذى الذباب الإلكتروني وقتما هاجم آل الشيخ وزير الشباب الكويتي خالد الروضان بتغريدة بحسابه “تويتر”.

جاء ذلك على خلفية لقاء وفد ترأسه المسؤول الكويتي بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد في 21 يناير 2018.

وكتب آل الشيخ: “الروضان، باختصار، هو: الارتزاق تحت مظلة المناصب وضد الحقائق المثبتة”.

وانطلقت فورا حسابات إلكترونية سعودية بعدها تنتقد الكويت ودشنت وسومًا مسيئة منها #الروضان_يلعب_بسمعة_الكويت.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تبعه هجمة شرسة على مصر والنادي الأهلي المصري عقب اعتذار آل الشيخ عن رئاسته الشرفية بمايو الماضي.

ووجّه في حينه انتقادات لرئيسه اللاعب المصري الشهير محمود الخطيب، ثم تتفاقم مع هجمات متتالية من الذباب الإلكتروني .

وأعلن آل الشيخ عن سحبه استثماراته الرياضية من مصر، ما تسبب بحالة احتقان الشعبي بين البلدين “الحليفين”.

ويرصد التحقيق أزمة السباب والانسحاب حملات منظمة إلكترونية سعودية تسيء لمصر والنادي الأهلي.

ويستعرض هجمة الذباب الإلكتروني على السودان عقب تصريحات رسمية سودانية تلمح إلى إمكانية سحب الخرطوم قواته الموجودة في اليمن.

وطرحت قناة “العربية” السعودية استفتاء لها بحسابها بـ”تويتر” بيوليو الماضي، تساءلت فيه عن سبب انضمام شباب وبنات السودان إلى تنظيم “داعش”.

وأثار الاستفتاء رفضًا سودانيًا، واعتبره مدونون سودانيون في حينه بمثابة حرب تشويه على الخرطوم.

الهجمات طالت أيضًا شخصيات معروفة بتأييدها لابن سلمان، مثل الكاتب الكويتي أحمد الجار الله والذي تلقّى هجمة ضاريةً.

فقد غرّد في 24 نوفمبر مخاطبًا بن سلمان بـ”أمير محمد”، لتهاجمه حسابات بأنّ “من صيغ الاحترام (الألقاب) فهو صاحب السمو الملكي، وليس أمير فقط”.

وتعرّض الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله لهجمة مماثلة عقب نشر صورة للأكاديمية السعودية الناشطة المعتقلة هتون الفارسي.

وأرفق تعليقًا: “صديقة عزيزة وزميلة أكاديمية جادة أتمنى أن أراها قريبًا”، لتنقضّ عليه آلاف التغريدات وتتهمه بالتدخل بالشأن السيادي السعودي.

غير أن الهجمات لم تبقى حبيسة على غير السعوديين، بل طالت الكاتب السعودي زياد الدريس رغم أنه معروف بتأييده المطلق لابن سلمان.

ورصد التحقيق إطلاق الذباب الالكتروني وسم #الدريس_يسيء_لمغردي_الوطن، عقب مقال له بصحيفة “الحياة” السعودية.

وكتب: “ابتليت بلادي الحبيبة، بأن بعض الذين يدافعون عنها هم على مستوى من البذاءة والسوقية”، ليحصد الوسم 30 ألف تغريدة

خبير التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية بسام شحادات رأى أن الذباب الإلكتروني دعاية سوداء.

ويوضح أن الدول تستخدمها للسيطرة على الرأي العام وتدشين حملات تنمر لرصد أي تعليقات، وقمع أي اعتراضات.

ويبين شحادات أن الذباب الإلكتروني يوظف لإبراز موقف دولته خاصة وقت حال الخلافات.

إلا أن النموذج السعودي -وفق المختص الرقمي- يزرع الشحناء والبغضاء والكراهية بين الشعوب العربية.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.