تل أبيب- خليج 24| ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية واسعة الانتشار أنه لطالما استخدمت إسرائيل مبيعات الأسلحة السيبرانية كشكل من أشكال الدبلوماسية.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل وافقت على تسليم هذه الأسلحة إلى “للطغاة والأنظمة الفاسدة مثل السعودية لأنها لا تترك أي أثر”.
ولفتت إلى أن هذا ما يجعله السلاح المفضل للمستبدين ليكون لهم القدرة على خنق المعارضة، وإسكات الصحفيين وإيقاف المحتجين.
ووضعت الإمارات والسعودية إسرائيل في ورطة كبيرة عقب الفضائح المدوية لاستخدامهما ودول أخرى برنامج “بيغاسوس” التجسسي بشكل سيء.
وأوضحت إذاعة “NPR” الأميركية أن حكومة إسرائيل واجهت ضغوطا دولية على ضوء بيع إحدى الشركات تكنولوجيا التجسس لدول أخرى “أساءت استخدامها”.
وقبل يومين، قال وزير الجيش في إسرائيل بيني غانتس إن بلاده “منحت تراخيص إلكترونية (برنامج بيغاسوس وغيره) فقط للدول القومية”.
وأضاف غانتس في بيان صادر عن مكتبه عقب اجتماعه بنظيرته الفرنسية لبحث تداعيات فضائح “بيغاسوس “أن (هذه التقنيات) تستخدم فقط لتلبية احتياجات التعامل مع الإرهاب والجريمة فقط”.
كما أكد غانتس لنظيرته الفرنسية فلورانس بارلي أنهم يتعاملون بجدية مع مزاعم استخدام برنامج “بيغاسوس” التجسسي الذي طورته شركة NSO بإسرائيل ضد شخصيات عامة عبر العالم.
والليلة الماضية، أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلي عن فتح تحقيق باستخدام برنامجها التجسسي “بيغاسوس” من قبل دول مختلفة وفي مقدمتها الإمارات والسعودية، بعد الفضائح المدوية حول استخدامه.
وذكرت وزارة الجيش أن ممثلين حضروا لمقر شركة NSO الإلكترونية للتحقيق بالادعاءات حول استخدام برنامجها “بيغاسوس”.
وتحقق الوزارة في استخدام “بيغاسوس” بالتجسس على شخصيات دولية بعد الفضائح المدوية.
في حين، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن فريق التفتيش يضم ممثلين عن وزارة الجيش والأمن الوطني وجهاز الموساد.
وأوضحت أن الفريق سيحقق فيما إذا كانت الشركة قد انتهكت تصريح التصدير الدفاعي ل”بيغاسوس” الصادر من قسم مراقبة الصادرات الدفاعية (AFI) بوزارة الدفاع.
وبينت أنه سيتم التحقيق فيما إذا كانت برامجها قد استخدمت بطريقة مخالفة لشروط التصريح.
في حين ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن إعلان الوزارة تزامن مع وصول وزير الجيش بيني غانتس لباريس للقاء نظيرته الفرنسية.
وسيبلغها غانتس أنه تم القيام بتفتيش في إسرائيل من قبل العديد من الأجهزة الأمنية حول “بيغاسوس”.
وتتوالى فضائح برنامج “بيغاسوس” الذي حصلت عليه دول مختلفة بينها الإمارات والسعودية والمغرب والهند والمكسيك.
ويزور وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس فرنسا التي تم التجسس على رئيسها ايمانويل ماكرون.
وأوضحت أن غانتس سيجري مع نظيرته فلورنس بارلي “حوارا أمنيا استراتيجيا”.
كما سيتشاوران حول الوضع الحرج في لبنان في ظل تخوفات إسرائيل من انعكاس الأوضاع عليها.
أيضا سيبحث غانتس وبارلي الاتفاق النووي الإيراني.
كما سيبحثان قضية شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية “NSO” المصنعة لبرنامج “بيغاسوس”.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية الأسبوع الماضي أن سلطات المغرب استخدمت نظام “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس على مكالمات ماكرون.
وأوضحت أن “أحد الأرقام الهاتفية التي يستخدمها ماكرون بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة ظهرت بقائمة الأرقام المستهدفة.
وقبل أيام، هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وطالب ماكرون خلال المكالمة بينيت بتقديم توضيحات حول برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي طورته مجموعة “إن. إس. أو” الإسرائيلية.
وكشفت القناة الـ12 العبرية أن ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا ببينت الخميس الماضي، مطالبا إياه بتوضيحات.
وجاء اتصال ماكرون بعد أن كشفت منظمة “فوربيدن ستوريز” عن تعرض “محتمل” لهواتف ماكرون وأعضاء في حكومته للتجسس.
كما أعرب الرئيس الفرنسي عن استيائه في محادثته مع بينيت مما جرى.
لذلك طلب ماكرون من بينيت التأكد من أن إسرائيل تأخذ الموضوع على محمل الجد، وفق ما ذكرت القناة الـ12.
في حين بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد رسالة إلى ماكرون مفادها أن الحادث وقع حتى قبل توليه منصبه.
وذكر أنه وعد بالتحقيق في الحادث على أعلى المستويات باستخلاص النتائج المطلوبة قريبًا.
في حين كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن “الفرنسيين يريدون معرفة ما إذا كانت إسرائيل قد فتحت تحقيقا ضد مجموعة (إن. إس. أو) الإسرائيلية”.
كما يريدون معرفة ما إذا كانت إسرائيل تنوي تكثيف الرقابة على تصدير البرامج السيبرانية الهجومية.
وذكرت أن فرنسا تبدي اهتماما كبيرا لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تعتزم اتخاذ إجراء ضد الشركة إذا تبين تجاوزها تصريح التصدير.
ويوم الأربعاء الماضي، كشفت وسائل إعلام أمريكية أبرز الشخصيات حول العالم التي تم التجسس عليها بواسطة برنامج “بيغاسوس” التجسسي الإسرائيلي الذي اقتنته الإمارات والسعودية.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أسماء جديدة وردت على قائمة تجسس برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
وتضم قائمة الشخصيات التي تعرضت للمراقبة والاختراق رؤساء دول حاليين ورؤساء حكومات حاليين وسابقين أيضا.
وكشفت الصحيفة عن أسماء 3 رؤساء حاليين تم التجسس عليهم بواسطة “بيغاسوس” هم الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما تم التجسس على الرئيس العراقي برهم صالح والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا.
أيضا ورد اسم ملك واحد هو ملك المغرب محمد السادس تعرض للتجسس بواسطة “بيغاسوس”.
كما تشمل القائمة 3 رؤساء حكومات حاليين هم رئيس وزراء باكستان عمران خان، إضافة إلى المصري مصطفى مدبولي.
وأيضا شملت القائمة رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني.
فيما ضمت القائمة 7 رؤساء حكومات سابقين استهدفهم التجسس بواسطة البرنامج الذي اشترته السعودية والإمارات.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء تم التجسس عليهم عندما كانوا في مناصبهم بينهم اللبناني سعد الحريري والبلجيكي تشارلز ميشيل.
بدورها، أكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن هاتف ماكرون ورئيس الوزراء السابق إدوار فيليب تعرّضا للتجسس.
ولفتت إلى أنه تم التجسس على ماكرون وفيليب من قبل الاستخبارات المغربية بواسطة برنامج “بيغاسوس”.
وعلق وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس على فضيحة بيع برنامج “بيغاسوس” التجسسي إلى كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن غانتس قوله تعليقا على بيع “بيغاسوس” إن “إسرائيل من الدول الديمقراطية الغربية”.
وأضاف “إسرائيل ذات قدرات تكنولوجية عالية وهي تسمح بتصدير الوسائل الأمنية إلى الدول الديمقراطية”.
وذكر أنه تم تصدير “بيغاسوس” والوسائل الأمنية الأخرى لهذه الدول بـ”زعم استخدامها بشكل قانوني للتحقيق في الجرائم والإرهاب”.
وكشفت “يديعوت” عن حالة من القلق والتوتر تسود إسرائيل عقب الكشف عن فضيحة بيعها برنامج التجسس بيغاسوس.
وأكد تحقيق صحفي أن شركة “NSO” الإسرائيلية قامت تصنيع البرنامج وبيعه للعديد من الجهات الدولية.
وكان ذلك بدعوى مراقبة الصحفيين والسياسيين والناشطين الاجتماعيين.
ولفتت تحقيق لصحيفة “الغارديان” البريطانية أن الشركة الإسرائيلية متورطة في بيع البرامج الاستخبارية والتجسسية.
ونوهت إلى أن 10 دول حول العالم وفي مقدمتها الإمارات والسعودية استخدمت “بيغاسوس” لتتبع الصحفيين ومعارضي النظام.
وأشارت إلى أن هذه “الدول تتمتع بعلاقات دافئة مع إسرائيل، أو قامت بدورها بتجديد علاقاتها مع إسرائيل في السنوات الأخيرة”.
في حين أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن حكومات الدول التي اشترت “بيغاسوس” استخدمته في اختراق الهواتف الذكية.
وبينت أن ضحايا البرنامج التجسسي هذا كانوا من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين ومدراء الأعمال، وليس كما ادعت لـ”محاربة الإرهاب”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=28140
التعليقات مغلقة.