في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي أصبح شمال غزة “يعبق برائحة الموت”

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي أصبح شمال غزة “يعبق برائحة الموت”، حيث تعاني غزة من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها المنطقة.

حيث صرح فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن شمال غزة “يعبق برائحة الموت” بعد ثلاثة أسابيع من القصف الإسرائيلي المتواصل، هذا التصريح يعكس الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في هذا القطاع المحاصر.

وتشير التقارير إلى أن الأوضاع في شمال غزة تتدهور بشكل سريع، فقد أفادت الأونروا بأن موظفيها يواجهون نقصًا حادًا في الماء والغذاء والرعاية الطبية، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى 42,718، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، حيث يزداد القلق بشأن مصير المدنيين الذين يتعرضون للقصف المستمر.

العديد من الجثث تُركت تحت الأنقاض أو على الطرق، مما يزيد من انعدام الأمل بين السكان.

لازارييني دعا إلى “هدنة فورية” حتى لو كانت لبضع ساعات، للسماح للعائلات الفلسطينية بالفرار بأمان من القصف، مشيرًا إلى أن الناس في شمال غزة يعيشون من لحظة إلى لحظة، وهم يخشون الموت في كل ثانية.

بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية، يعاني السكان من آثار نفسية عميقة بسبب القصف المستمر، حيث يشعر الكثيرون بأنهم مُهملون ومُعزولون، فتزداد مشاعر اليأس والخوف والعزلة، الأطفال والنساء هم الأكثر تأثرًا، حيث يعيشون في حالة من القلق المستمر، في ظل عدم توفر الأمان أو الموارد الأساسية.

منذ 6 أكتوبر، بدأت إسرائيل عملية عسكرية مكثفة في شمال غزة، مدعية أنها تستهدف مقاتلي حماس، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العديد من المدنيين قد قُتلوا، بما في ذلك أطفال ونساء، مما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، هذه العمليات العسكرية، جنبًا إلى جنب مع أوامر الإخلاء الواسعة للسكان، أثارت اتهامات بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب من خلال محاولة تهجير السكان المتبقيين.

وفي الوقت نفسه، الوضع في لبنان لا يقل سوءًا، فقد أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء للسكان في مناطق مثل الجنوبي اللبناني، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان.

الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية في لبنان، بما في ذلك المستشفيات، زادت من حدة الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

وتُظهر الاستجابة الدولية للأزمة تباينًا في الآراء، بينما تدعو بعض الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، وتواصل بعض الحكومات دعم إسرائيل في عملياتها العسكرية، هذه التناقضات تعكس الانقسام العميق في المجتمع الدولي حول كيفية التعامل مع الصراع.

ومع تزايد الضغوط الإنسانية، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة وقف الحرب والبحث عن حلول سلمية.

فيليب لازاريني، مع دعواته للهدنة، على أمل أن يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد طرق جديدة لدعم الفلسطينيين وتهيئة الظروف اللازمة للسلام، إن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة العنف والخسائر في الأرواح.

إن أزمة الشرق الأوسط، وخاصة الوضع في غزة ولبنان، تتطلب اهتمامًا عاجلاً من المجتمع الدولي، إن معاناة المدنيين لا يمكن تجاهلها، ويجب أن يكون هناك تركيز على تقديم المساعدات الإنسانية وحماية حقوق الإنسان.

لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، ويجب أن يجتمع الجميع حول طاولة الحوار من أجل إيجاد حلول دائمة للصراع، إن السلام ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.