فورن افيرز: حرب غزة أفشلت فرص نتنياهو بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل

اعتقدت إسرائيل أن قوتها العسكرية والاستخباراتية ستساعدها في كسب حلفاء في دول الخليج العربي، خاصة على مدار السنوات الأخيرة، ومنذ توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة، خصوصًا الحرب على قطاع غزة، قد أظهرت أن هذه الحسابات كانت خاطئة وفقا لمجلة فورن افيرز.

وافترض المسؤولون الإسرائيليون أن التصعيد العسكري قد يغير التوازن الإقليمي لصالحهم، مما يدفع الدول العربية، وخاصة السعودية، إلى الانحياز إلى جانبهم في مواجهة إيران وحلفائها، في هذا السياق، اعتقدوا أن أي تصعيد سيؤدي إلى تقويض المصالح المشتركة بين دول الخليج وإيران، مما يجبر هذه الدول على الاعتماد على الدعم الأمريكي كحليف رئيسي لإسرائيل.

ومع ذلك، جاءت التطورات لتظهر عكس ذلك، فالحرب في غزة أدت إلى تقارب بين السعودية وإيران، حيث أعادت الرياض تأكيد التزامها بحقوق الفلسطينيين وفتحت قنوات التواصل مع طهران، بينما كانت العمليات الإسرائيلية تستهدف أعداء السعودية، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لإقناع الرياض بضرورة التقارب مع إسرائيل.

وتسعى السعودية الآن لتكون عامل استقرار رئيسي في الشرق الأوسط، من خلال الحفاظ على خياراتها الاستراتيجية مفتوحة، فقد بدأت في انتقاد العمليات الإسرائيلية علنًا ودعم حقوق الفلسطينيين بشكل أكثر وضوحًا، هذا التحول يعكس إدراك الرياض أن الضمانات الأمنية التي قد تقدمها إيران أكثر أهمية من أي معلومات استخباراتية يمكن أن توفرها إسرائيل.

وقد يبدو تقارب السعودية مع إيران مقلقًا للولايات المتحدة، التي كانت تسعى لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، لكن هذا التحول قد يمنح الرياض دورًا جديدًا كوسيط في التوترات الإقليمية، فإذا تمكنت السعودية من بناء علاقات عمل مع كل من إيران وإسرائيل، فقد تساهم في تقليل التوترات وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وتسعى إسرائيل من خلال استعراض قوتها العسكرية إلى إضعاف إيران وحلفائها وإظهار قيمتها كحليف للدول المجاورة، لكن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تعزز العلاقات بين دول الخليج وإيران وتقلل من فرص التطبيع مع السعودية.

ومن خلال استراتيجيات متعددة، تسعى السعودية لإعادة التوازن الإقليمي، بما في ذلك الضغط على إيران لتقديم ضمانات أمنية متبادلة، يمكن أن تُستخدم هذه الضمانات لدفع إسرائيل نحو الاعتراف بأن استراتيجيتها التصعيدية تعزز من علاقات دول الخليج مع إيران.

ويجب على واشنطن أن تدرك أن وجود السعودية قوية يمكن أن يخدم مصالح الجميع، بما في ذلك تقليل نفوذ إيران ودفع إسرائيل نحو تحقيق السلام مع الفلسطينيين، من خلال ذلك، تتمتع السعودية بموقع فريد للمساعدة في إنهاء الصراعات التي دمرت الشرق الأوسط.

إن التغيرات الحالية في المشهد الإقليمي تشير إلى أن حسابات إسرائيل قد تحتاج إلى مراجعة شاملة، حيث أن دعم حقوق الفلسطينيين والحفاظ على استقرار المنطقة قد يكونان أكثر أهمية من أي تحالفات تكتيكية قصيرة الأمد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.