عقب تهديده الانسحاب من اتفاق الرياض.. السعودية تستدعي زعيم مليشيا الإمارات باليمن

الرياض- خليج 24| أعلنت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة عن استدعاء القيادة السعودية لزعيمها عيدروس الزبيدي إلى الرياض.

وقالت مليشيا الإمارات إنها ترحب بدعوة السعودية إلى الزبيدي لزيارة الرياض.

واعتبرت أنها “مسعى جديد لإحياء اتفاق الرياض وإنقاذه من الفشل.

وذكرت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي أن هيئة رئاسة المجلس عقدت اجتماعا استثنائيا لمناقشة الدعوة الموجهة من السعودية.

كما ثمنت مليشيا الإمارات “حرص القيادة السياسية السعودية على توحيد الجهود، مؤكداً تعاطيه الإيجابي مع تلك الجهود”.

وطلبت السعودية من الزبيدي الحضور الى الرياض لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمستجدات الوضع في اليمن.

غير أن الرياض لم تعطي مزيدا من التفاصيل عن طبيعة المسائل التي سيتم إثارتها مع زعيم مليشيا الإمارات باليمن.

الأكثر أهمية، أن دعوة الرياض للزبيدي تأتي بعد تهديد مليشيا الإمارات وتلويحها بالانسحاب من الحكومة اليمنية.

وكانت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي هددت بالانسحاب من الحكومة المدعومة من السعودية.

وتشكلت الحكومة التي يرأسها معين عبد الملك بموجب اتفاق سياسي جرى إبرامه برعاية الرياض في نوفمبر 2019.

ومؤخرا، تصاعدت حدة التوتر بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والشريك المفترض فيها “المجلس الانتقالي” المدعوم من الإمارات.

ويأتي التصعيد بظل مخاوف محلية واقليمية من خروج الوضع عن السيطرة والانزلاق لمواجهة مسلحة جديدة.

ويوم الثلاثاء الماضي، أصدرت مليشيا الإمارات بيانا شديدا ضد الحكومة المدعومة من السعودية ضمن حملة تصعيدية.

وهددت مليشيا المجلس الانتقالي بالانسحاب من الحكومة، متهمة إياها “بالاستمرار في تعطيل تنفيذ بنود اتفاق الرياض”.

وكثف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانز غروندبرغ من ضغوطه على مليشيا الإمارات للالتزام باتفاق الرياض مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا المدعومة من السعودية.

ولأجل ذلك، التقى غروندبرغ قبل أيام بزعيم مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات عيدروس الزبيدي.

وعقد اللقاء في محافظة عدن جنوب اليمن التي تعقد معقل مليشيا الإمارات في اليمن.

ويأتي اللقاء بعد نحو أسبوع من زيارة غروندبرغ إلى الإمارات ولقائه كبار المسؤولين للضغط على أبو ظبي لإلزام مليشيا باتفاق الرياض.

وبحسب وسائل إعلام تابعة لمليشيا المجلس الانتقالي فقد جرى “مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والعسكرية باليمن”.

واتهم الزبيدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بعدم الالتزام باتفاق الرياض.

وحذر زعيم مليشيا الإمارات باليمن من “خروج الأوضاع عن السيطرة”، في رسالة تهديد.

لكن اللافت أن وسائل إعلام مليشيا المجلس الانتقالي لم تنقل الرسالة الحادة التي نقلها غروندبرغ إلى الزبيدي.

ويأتي هذا اللقاء بعد يومين من تلويح المجلس الانتقالي بالانسحاب من حكومة المناصفة اليمنية المعترف بها.

وشكلت الحكومة بموجب اتفاق الرياض الذي رعته السعودية عام 2019، وسط مؤشرات جديدة عن توتر العلاقة بين المجلس والتحالف الحكومي.

وكان جروندبرج أكد وجوب تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المدعومة سعوديا ومليشيا دولة الإمارات.

وقال جروندبرج إن “التقدّم في تنفيذ اتفاق الرياض من شأنه أن يساهم بتعزيز الشراكات السياسية ودعم تقديم الخدمات الأساسي واستقرار الاقتصاد”.

وجاء تصريح جروندبرج عقب الزيارة الأولى للمبعوث الأممي إلى الإمارات.

وخلال زيارته عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإماراتيين واليمنيين من مكونات سياسية مختلفة والقطاع الخاص.

والتقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج بعدد من كبار المسؤولين في دولة الإمارات.

وتأتي الزيارة الخاصة للمبعوث الأممي باليمن إلى الإمارات بهدف بحث التطورات في اليمن ومحاولة إلزامها ومليشياتها باتفاق الرياض.

وخلال زيارته التقى بالمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش.

وقبل أسبوع، أعلن زعيم مليشيا الإمارات في اليمن عن شروط جديدة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقع برعاية السعودية.

وجاء الإعلان عن هذه الشروط على لسان زعيم مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبو ظبي عيدروس الزبيدي.

ونقلت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الانتقالي عنه قوله إن هناك “بعض النقاط الواجبة التنفيذ قبل البدء بتنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض”.

في حين، تضمنت الاشتراطات الجديدة لزعيم مليشيا أبو ظبي “خروج القوات الموالية لجماعة الإخوان” من محافظات أبين وشبوة، ووادي حضرموت.

كما اشترط زعيم مليشيا الإمارات في اليمن المضي في اجراءات “إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية”.

وشدد على ضرورة أن تكون مليشيا الإمارات طرفا رئيسيا في أي صياغة عملية سلام شاملة باليمن.

وما زال اتفاق الرياض الذي وقع بين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية ومليشيا الإمارات متعثرا.

وتعثر تنفيذ الاتفاق بسبب رفض مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذ الالتزام الخاصة المتعلق بالترتيبات العسكرية والأمنية.

وفي مقدمة هذه الترتيبات سحب التشكيلات المسلحة لمليشيا الإمارات من العاصمة المؤقتة عدن وبقية المدن الرئيسية.

إضافة إلى دمج تلك التشكيلات ضمن وزارتي للدفاع والداخلية في الحكومة المعترف بها والتي يشارك فيها بخمس حقائب وزارية.

وبداية أكتوبر الجاري، وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج إلى عدن جنوب اليمن معقل مليشيا الإمارات.

وجاءت الزيارة بهدف إلزام دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بتنفيذ اتفاق الرياض.

وتعد زيارة جروندبرج إلى عدن الأولى منذ تعيينه رسمياً مطلع سبتمبر الماضي.

كما تأتي في إطار جولة تهدف لوقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام المتعثرة.

وكشفت مصادر محلية يمنية في عدن ل”خليج 24″ أن جروندبرج التقي رئيس الحكومة المعترف بها دولياً معين عبدالملك.

وكان عبد الملك عاد لممارسة مهامه من عدن قبل شهرين بعد غياب إجباري لمدة ستة أشهر.

أيضا تهدف الزيارة بشكل رئيس إلى حضور المبعوث داخل المدن اليمنية وعدم الاكتفاء بجولات إقليمية.

ويحرص جروندبرج على تقديم دفعة معنوية لرئيس الحكومة اليمنية إثر عودته إلى عدن.

الأكثر أهمية أن الزيارة تأتي لدعم تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض والتي تنصلت مليشيا الإمارات منها.

ونفذ جروندبرج قبل 3 أسابيع ثاني جولاته الإقليمية لإحياء عملية السلام المتعثرة في اليمن.

ومؤخرا، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوطها على دولة الإمارات لإلزام مليشياتها في اليمن بتنفيذ اتفاق الرياض.

وأكدت الولايات المتحدة سعيها للحفاظ على وحدة اليمن خلال اجتماع لمبعوثها الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ مع مسؤولين من الإمارات.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن المبعوث الخاص عقد اجتماعا خاصا مع وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين، وسفيرة الإمارات بواشنطن لانا نسيبة.

وجدد المبعوث الأمريكي خلال اللقاء على الحاجة الملحة للحفاظ على وحدة اليمن.

وأكد على ضرورة تميكن الحكومة المعترف بها دوليا من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة أعمالها وتنفيذ اتفاق الرياض.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب أن “اللقاء ناقش أيضا الحاجة لقيام التحالف الحكومي بالعمل معا للحفاظ على وحدة اليمن.

كما شدد على ضرورة تمكين عودة مجلس الوزراء اليمني إلى عدن، وضرورة استقرار الاقتصاد اليمني.

وصعدت مليشيا الإمارات في اليمن من هجماتها على القوات الحكومية المعترف بها دوليا المدعومة من المملكة العربية السعودية.

وجاء تصعيد مليشيا الإمارات بالتوازي مع تصعيد عسكري من قبل الحوثيين ضد القوات الحكومية أيضا.

وفي نوفمبر 2019 رعت السعودية اتفاقا سياسيا بين الشرعية ومليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي.

وجرى بموجب الاتفاق تشكيل حكومة مناصفة بمشاركة المجلس المدعوم إماراتيا بعد عام كامل من التوقيع على الاتفاق.

لكنه رغم عودة الحكومة بكامل وزرائها للعاصمة المؤقتة مطلع العام الجاري إلا أن التعثر بتنفيذ الشق الأمني والعسكري بسبب تعنت الانتقالي.

وأجبر ذلك الحكومة على مغادرة عدن في مارس عقب اقتحام أنصار المجلس قصر معاشيق الذي اتخذته الحكومة مقراً مؤقتا لها.

ويأتي صراع مليشيا الإمارات باليمن مع القوات الحكومية المدعومة سعوديا ضمن حرب في الخفاء تجري بين الرياض وأبو ظبي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.