بيروت- خليج 24| قدم رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري الذي يعد رجل المملكة العربية السعودية في بلاد الأرز اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وجاء اعتذار الحريري خلال زيارته قصر بعبدا ولقائه برئيس لبنان ميشيل عون.
ويوم أمس قدم الحريري إلى عون تشكيلة مكونة من 24 وزيرا لحكومة لبنان المقبلة.
وقال الحريري عقب اجتماعه القصير مع عون الذي دام 20 دقيقة فقط “كانت هناك تعديلات طلبها (رئيس الجمهورية)”.
واعتبرها الحريري أنا “تغييرات جوهرية في التشكيلة.
وأيضا-بحسب الحريري- تناقشنا بالأمور التي لها دخل بالثقة، وتسمية الآخرين والمسيحيين، وغيرهم.
وأضاف رجل السعودية في لبنان “واضح أن الموقف لم يتغير، وواضح أننا لن نتفق مع الرئيس”.
وبحسب الحريري فإنني “طرحت على الرئيس عون أن يحظى بوقت أطول للتفكير”.
لكن قال- وفق ما أضاف- إننا لن نستطيع التوافق.
لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة.
في حين اختتم رئيس الحكومة المكلف في لبنان حديثه قائلا “الله يعين البلد”.
وما إن أعلن الحريري اعتذاره عن التشكيل حتى قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وكان يصرف الدولار مقابل 19200 ليرة في حين ارتفع إلى نحو 22000 ليرة.
في المقابل، قال مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في لبنان إن “الرئيس المكلف لم يكن مستعداً للبحث في أي تعديل”.
وأوضح أن الحريري لم يكن مستعدا للبحث بأي تعديل من أي نوع كان.
في حين اقترح على الرئيس عون أن يأخذ يوماً إضافياً واحداً للقبول بالتشكيلة المقترحة.
وأضاف “وعليه سأله الرئيس عون ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلاً”.
وعند هذا الحد انتهى اللقاء وغادر الرئيس الحريري معلناً اعتذاره، بحسب بيان رئاسة الجمهورية في لبنان.
ومنذ 9 أشهر تواصل الخلاف بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
فيما لم يتمكن هؤلاء من الوصول إلى اتفاق على حكومة تخلف تلك التي كان يرأسها حسان دياب.
وكانت حكومة دياب استقالت إثر تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.
وقبل يومين، كشفت مصادر سعودية مطلعة عن توجه إسرائيل بطلب رسمي إلى السعودية من أجل العمل لحل أزمة لبنان.
ولفتت المصادر السعودية ل”خليج 24″ إلى أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا رفيع المستوى هاتف رئيس المخابرات خالد الحميدان وطلب منه ذلك.
وأوضحت أن الطلب الإسرائيلي جاء بالتوازي مع ضغوط أمريكية- فرنسية على السعودية للعمل على حلحلة أزمة لبنان.
ونبهت إلى أن هذه التحركات جاءت في ضوء المخاوف الإسرائيلية الشديدة من التهديد المحتمل للأزمة الاقتصادية في لبنان.
واستعرض المسؤول الأمني الإسرائيلي-بحسب المصادر- تأثيرات الأزمة الاقتصادية والسياسية بلبنان على (تل أبيب).
وحذر من أن هذه الأزمة قد تكون فرصة لإيران لتعمل كمنقذ للبنان أو لتحفيز حزب الله على تولي ما تبقى من الدولة اللبنانية علنا.
وكشفت المصادر ل”خليج 24″ عن أن رئيس المخابرات السعودية أبرز المسؤول الإسرائيلي عن تغيير جوهري باتجاه أزمة لبنان.
ولفتت إلى أن الحميدان أبلغه أيضا تواصل العمل مع أطراف دولية أخرى من أجل منع إيران من استغلال الأزمة في لبنان.
وتمارس الولايات المتحدة وفرنسا ضغوطا شديدة على السعودية بهدف إجبارها على حلحلة أزمة لبنان المتفاقمة.
وزادت أزمة لبنان أخيرا في ظل توقعات بانهيار الدولة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الذي وصلت إليه.
يأتي هذا في الوقت الذي تتعنت فيه الأطراف اللبنانية المدعومة من السعودية لأجل التوصل إلى حل.
وأوفدت الولايات المتحدة وفرنسا سفيرتيها في لبنان للرياض بهدف بحث خطوات تنفيذية غريبة لحلحلة أزمة لبنان.
وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى فرض تشكيل حكومة في لبنان قبل انهيار البلاد وذهابه إلى المجهول.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن مصادر قولها إن “الفرنسيون والأمريكيون مغتاظون من معطلي تشكيل الحكومة”.
لذلك بينت المصادر أن “الولايات المتحدة وفرنسا لا تمانعان تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري”.
ولفتت إلى أن “الزيارة إلى السعودية ينبغي قراءتها من هذا الجانب”.
وذكرت “لو كانت ثمة رغبة في حكومة جديدة برئاسة شخصية سنية غير الحريري لكان تمّ التعبير عن هذه الرغبة بأية طريقه”.
وأضافت المصادر ذاتها “ولكان هذا الشخص البديل قد عُرف، وكلنا نعرف أنه ما في سر بلبنان”.
في حين، أكد وئام وهاب رئيس حزب “التوحيد العربي” والوزير اللبناني السابق أنه “لا يستبعد تطور موقف السعودية بإطار مساعي وقف الانهيار”.
وكتب وهاب على “تويتر”: “لا أستبعد تطورا في موقف السعودية من لبنان، في إطار مساعي وقف الانهيار”.
وأضاف “فلننتظر”.
وتتهم أطراف لبنانية السعودية بالمسؤولية عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد.
ويعيش لبنان على وقع أزمة سياسية تتجلى في عدم قدرة السلطات على تشكيل حكومة رغم تسمية رئيسها سعد الحريري منذ أشهر.
وهذا فجر أزمة اقتصادية بدأت بانهيار “تاريخي” لسعر الليرة.
كما انعكس على أزمات أخرى في أساسيات الحياة كالكهرباء والدواء.
يشار إلى أن لبنان يشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.
وفشل الفرقاء السياسيون في الاتفاق على خطة إنقاذ منذ اندلاع الأزمة في 2019.
ويأتي هذا مع توقف تدفقات الدولار وانتشار الاحتجاجات في البلاد على تدهور قيمة العملة المحلية في بيروت.
وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت أسعار العديد من السلع الاستهلاكية مثل الحبوب إلى حوالي أربعة أمثالها.
واتهم الحريري الذي عاد مؤخرا من زيارة إلى الإمارات إن الرئيس لا يزال “يصر” على الثلث المعطل في أي حكومة جديدة.
كما أعلن الحريري أن عون أرسل له تشكيلة حكومية تتضمن توزيعا طائفيا للوزارات.
وقال إنه طلب منه إسقاط الأسماء عليها “وهذه الورقة تتضمن ثلثا معطلا لفريقه السياسي بـ18 وزير، بـ20، وبـ22”.
غير أن الحريري قال إنه أخبر عون بأنه لا يملك صلاحية تشكيل الحكومة.
وذلك “لأن الدستور يقول بوضوح أنه على رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة ووضع الأسماء” وليس رئيس الجمهورية.
لذلك أوضح أن هدفه هو العمل على تفادي انهيار لبنان وأنه يترك الحكم للشعب على تشكيلته الحكومية التي اقترحها على الرئيس عون.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=26738
التعليقات مغلقة.