الرياض – خليج 24| تخلت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو وهي الأكبر في العالم عن أرباحها، لتسجل خسائر بلغت 1.4% للسهم الواحد من أسهمها.
وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن الشركة التي فاقت أبل وحلت على عرش العالم كأكبر شركة فيه بمايو الماضي تخلت عن مكاسبها.
وذكرت أن أرامكو أنهت عام 2022 قرب المستوى الذي بدأته عنده، مسجلة خسائر سنوية في السهم بلغت 1.4$.
يذكر أن مؤشر “تداول” العام الرئيسي في الرياض حل كسادس أسوأ مؤشر أداء بين 92 مؤشرًا من حيث القيمة الدولارية.
وأكدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن “تداول” يكمل الطريق كأكبر مؤشر انخفض سنويًا منذ عام 2015.
وعزت الهبوط الضخم لمخاوف ارتفاع أسعار الفائدة المحلية، وأسعار النفط التي لعبت دورًا الأكبر مع خشية المستثمرون من مستقبل الاقتصاد العالمي.
وذكرت “بلومبيرغ” إنه بينما ترغب السعودية بالقيام في صفقات لطرح عام أولي لـ “أرامكو” فإن سوق الاكتتابات الأولية العالمية يعاني بشدة.
وعزت الوكالة الشهيرة ذلك إلى أسباب عدة أبرزها ضعف الاقتصادات وارتفاع أسعار الفائدة عالمياً.
وأشارت إلى أنه قد يتم تأجيل أو إلغاء الاكتتاب العام لشركة أرامكو حال ساءت ظروف السوق العالمي.
وذكرت أن خطة الطرح العام الأولي لأرامكو تتزامن مع تصاعد التوتر بين السعودية وأمريكا.
ونبهت الوكالة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس بغضب تقييم العلاقة مع المملكة، وتحميلها عواقب قرار أوبك+.
وكشفت عن تعيين أرامكو 3 شركات في وول ستريت كمستشارين رئيسيين لإدراج أسهمها في الرياض، بنهاية العام أو أوائل عام 2023.
فيما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن توقيت قرار خفض إنتاج النفط كان بمثابة ضربة كبيرة لأمريكا، وأنه جاء رغم الاعتراضات الشديدة من الدبلوماسيين الأمريكيين.
وذكرت الصحيفة واسعة الانتشار أن هذا الرأي يعبر عنه حتى عن أشد المدافعين عن السعودية.
وأشارت إلى أنه وفي واشنطن يعترفون بأن الجوهر السياسي لقرار خفض انتاج النفط هو ميل السعودية ودول الخليج الأخرى لصالح روسيا.
وبينت الصحيفة انه لذا فإنه لا يمكن لأمريكا أن تستسلم لهذا النوع من الضغط، ويجب المضي قدمًا بخطة تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
فيما قال مركز دراسات CSIS الأمريكي إن قرار خفض إنتاج النفط سيخلق ردة فعل عنيف كبير في واشنطن ضد أوبك، مع إعادة تقييم العلاقة الأمريكية السعودية.
وذكر المركز أن البيت الأبيض يتشاور مع الكونجرس بشأن أدوات وسلطات إضافية لتقليل سيطرة أوبك على أسعار الطاقة.
وبين أن خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا خطوة محفوفة بالمخاطر ستؤدي لارتفاع أسعاره ثم تفاقم المشاكل الاقتصادية العالمية.
وأشار المركز إلى أنه سينتج عنها تنفير الدول المستوردة للنفط، مع تدهور العلاقات الأمريكية السعودية.
وقال الباحث الأمريكي Jon Alterman إن قرار أوبك يُقرأ على أنه تحدٍ لأمريكا، لذا سيتعين على البيت الأبيض الرد لأسباب سياسية ودبلوماسية.
ورجح أن يسمح بايدن للكونجرس بأخذ زمام المبادرة في انتقاد السعودية.
ونشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية مقالاً بعنوان: “أخيرًا بوتين وجد صديقًا حقيقيًا في السعودية”، بإشارة لخفض ولي عهدها محمد بن سلمان إنتاج النفط.
وقالت الوكالة إنه “إذا كان السعوديون يريدون علاقة قائمة على التعاملات الاقتصادية الصارمة؛ فلن تصبح العلاقة تكافلية بعد الآن”.
وأشارت إلى أنه ستتعامل أمريكا مع السعودية بشكل روتيني، وستقلل من مستوى العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير.
وأكدت “بلومبرغ” أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يضرب السعودية في المكان الذي يؤلمها حقًا.
ونبهت إلى أن البيت الأبيض يفكر بخطواته التالية بعد خفض أوبك+ إنتاج النفط.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إدارة بايدن تحث النواب الديمقراطيون الغاضبون في الكونجرس؛ على الانتقام من السعودية.
وذكرت أن المملكة تُعرّض الاقتصاد العالمي ومبيعاتها المستقبلية للخطر، بهدف مساعدة بوتين في تمويل حربه غير القانونية.
وقال خبير الطاقة Javier Blas إن قرار السعودية سيتحول لهزيمة ذاتية، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار النفط لاستمرار البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن ذلك سيضر بالاقتصاد العالمي، ويؤثر سلبياً في الطلب على النفط.
فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” والتي تترأسها السعودية خاطئ وقصير النظر.
ورد جان بيبر على سؤال صحفي: “هل السعودية شريك يمكن الوثوق به؟” بقولها: “من الواضح لنا الآن أن أوبك+ عبر قرارها اليوم؛ تصطف مع روسيا”.
وقال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.
وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.
ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.
وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.
وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.
لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.
اطلاق سراح المعتقلين السياسيين
ونقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن ابن سلمان ومستشاريه ووالده الملك سلمان التقوا العام الماضي بقصر على شاطئ البحر.
وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش عقوبات جديدة محتملة من بايدن وكيف يمكن للمملكة أن تسبقهم.
وبينت الصحيفة أن المجموعة بحثت إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين لاسترضاء بايدن.
استرضاء بايدن
لكن ابن سلمان قال بدلًا من ذلك إن على السعودية أن تهدد بتوطيد تحالفاتها مع روسيا والصين.
ولاحقا، أفرجت السعودية عن أبرز المعتقلات السياسيين، لجين الهذلول بفبراير 2021 وعديد الأشخاص الآخرين بأعقابها.
وقالت الصحيفة إنه ليس واضحا ما إذا كان ابن سلمان هدد واشنطن بالتحرك نحو الصين وروسيا.
تهديد ابن سلمان
لكن السعودية بذات الوقت اقتربت بسرعة من الصين بـ2021، ما عمق العلاقات عسكريا وثقافيا واقتصاديا.
وتسبب ذلك بتوتر العلاقات السعودية الأمريكية إثر انزعاج السعوديين من فشل ضمان أمريكا لأمنها بمواجهة ضربات الحوثيين.
وقالت صحيفة “واشنطن تايم” إن الاستقلال في مجال الطاقة هو خيار بايدن الوحيد للخروج من المأزق الحالي الذي تفاقم مع غزو روسيا لأوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ذلك يتأتى من خلال تقليل الاعتماد على الديكتاتوريين المستبدين، وعدم استبدال طاغية روسيا بطاغية آخر في السعودية أو فنزويلا.
يتزامن ذلك مع كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن أن بايدن يمتلك سلاحًا حاسمًا في معركتها “السرية” مع السعودية.
وقالت الصحيفة في تقرير إن أمريكا يجب أن تتذكر بأن السعودية هي الشريك الأصغر في هذه الشراكة، قد تسبب الصداع لأمريكا.
وأشارت إلى أن هذا لا يمكن مقارنته بالضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسعودية في حال استخدام أسلحتها الحاسمة.
وذكرت الصحيفة أن ذلك من خلال سحب تكنولوجيا حقول النفط الغربية والتمويل والغطاء الدبلوماسي.
فيما قالت مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لديه غرور كبير جدًا.
ونبهت إلى أنه شعر بإهانة شخصية إثر حديث الرئيس جو بايدن عنه.
تهور ابن سلمان
وذكرت المؤسسة أن ابن سلمان المتهور يرى في أزمة النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا ويعتقد هو وقت رد الإهانة.
وأشارت إلى أن ولي عهد السعودية تشعر بأن مخاوفها الأمنية تتعرض للتجاهل في الولايات المتحدة.
وسعت المملكة لنيل مساعدة واشنطن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
لكن بايدن اتخذ قرارا بوقف دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.
وبحسب المؤسسة، فإن “بن سلمان” بات محبطا على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة.
وذكرت أن واشنطن ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.
وأكدت أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة ما سيدر أموالا كثيرة لخزائن المملكة.
بايدن يهين ابن سلمان
وكشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.
وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.
عصا النفط
وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة.
وذلك على إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.
وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.
إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=57968
التعليقات مغلقة.