الرياض- خليج 24| شن رئيس الاستخبارات العامة السععودية الأسبق الأمير تركي الفيصل هجوما عنيفا على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عقب الأخبار الحصرية التي تنشرها على تفاصيل وخبايا في المملكة آخرها طلبها الإفراج عن مدبر انقلاب الأردن باسم عوض الله.
وطعن الفيصل في تصريح لقناة “روسيا اليوم” في مصداقية الأخبار التي تنشرها “واشنطن بوست”.
وادعى أن الصحيفة الأمريكية تنشر أخبارا مغلوطة منذ نشأة المملكة العربية السعودية.
وأضاف الفصيل أنها “ليست حادثة واحدة هي التي أثرت على مصداقيتها، نحن نقرأ ما يأتي منها ولكن لا نصدقه”.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على قتل أو اختطاف الصحفي السعودي الذي كان يعمل في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي.
وقتل خاشقجي كاتب المقال في “واشنطن بوست” في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
وتنشر الصحيفة الأمريكية أخبارا حصرية عن الأوضاع داخل المملكة العربية السعودية ما يثير غضب السلطات عليها.
وكانت آخر الأخبار التي نشرتها، ما كشفته أمس عن طلب السعودية من الأردن عبر وفد أرسلته بالإفراج عن مدبر محاولة الانقلاب باسم عوض الله.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” أمس أن وفدا سعوديا وصل إلى العاصمة الأردنية عمان في محاولة لإقناع السلطات بالإفراج عن مدبر محاولة الانقلاب باسم عوض الله.
وعوض الله رئيس الديوان الملكي الأردني سابقا وهو مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال حساب “Restitutor Orientis” الإخباري الفرنسي إن وقوف ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في الأردن، سيعني الكثير.
وكتب الحساب الفني عبر موقع “تويتر” أنه “إذا كان محمد بن سلمان وراء محاولة الانقلاب هذه، فسوف يكون الأمر مثيرًا”.
وقالت إن من بين معتقلي انقلاب الأردن اسم باسم عوض الله، وهو قريب من الإمارات والسعودية، خاصة من محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية النقاب عن تفاصيل مثيرة لمحاولة الانقلاب في الأردن التي طفت على السطح باعتقال قادتها ودور السعودية والإمارات فيها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”الكبيرة جدًا” في الأردن عن أن السعودية وأبو ظبي على علاقة مباشرة في محاولة الانقلاب.
وأكدت أن عمان باتت تدرك دور ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ونظيره في أبو ظبي محمد بن زايد في تدبير الانقلاب الفاشل.
وقالت المصادر إنهما كانا شريكان سر بمحاولة الانقلاب التي تقف شخصيات عربية مقربة منهما خلفها وجرى اعتقالها.
ونشرت الصحيفة تفاصيل مهمة عن خلية الانقلاب في الأردن والتي يتزعمها باسم عوض الله المعروف بقربه من السعودية.
وأشارت إلى أنه عمل وزيرًا المالية ويحبه عاهل الأردن عبد الله، حتى تحوّل لحلقة وصل بين العائلة المالكة السعوديّة والأمراء في الأردن.
جاء ذلك في وقت اتهمت مواقع إماراتية، السعودية بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتداعت تلك المواقع لنشر تفاصيل كاملة عن الخلية التي اعتقلتها القوات الأردنية وتقف خلف تدبير محاولة الانقلاب وقربها من النظام السعودي.
وكتب موقع “إرم نيوز” بأن رئيس الديوان الملكي الأسبق في الأردن باسم عوض الله علاقات خاصة مع مسؤولين سعوديين بارزين.
وقالت إنه حصل على الجنسية السعودية وعينه ملك الأردن ممثله ومبعوثه الخاص للشأن السعودي.
ورأى مراقبون بأن الإعلام الإماراتي يفرد منذ ساحة الحدث مساحات واسعة.
وأكدوا أن ذلك لتبيان صلة مدبري انقلاب الأردن الفاشل مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
وأكد أن ذلك ضمن الصراع الإماراتي – السعودي المستمر بينهما وحالة الحراب الخفية بين النظامين واللذان يظهران قربًا لا رصيد له على الأرض.
يتزامن ذلك مع تلميح دبلوماسي أمريكي بارز بتوجيه أصابع الاتهام إلى السعودية بالوقوف وراء تدبير محاولة انقلاب مزعومة في الأردن.
وعزا آرون ديفيد ميلر الذي عمل مستشارًا لوزراء الخارجية الأمريكيين ذلك لـ”التوترات والمنافسات السعودية الأردنية”.
وقال خلال تعليقه على تحليل نشرته المحللة السياسية رولا جبريل بموقع “تويتر” إن خطا السعودية والأردن يعود لعقود عديدة إلى الوراء.
بينما رجحت جبريل وقوف الرياض أو أبو ظبي وراء ما جرى في الأردن خلال الساعات الماضية.
في وقت كشفت مصادر أردنية عن علاقة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ومستشاره الأمني محمد دحلان بمحاولة الانقلاب على ملك الأردن.
ولفتت المصادر لـ“خليج 24” إلى أن عوض الله كان حلقة الوصل بين الإمارات والمجموعة المخططة للانقلاب.
وأشارت إلى العلاقة المميزة التي كانت تربط عوض الله بمستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان.
وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية رصدت منذ فترة اتصالات بين عضو الله مع مسؤولين إماراتيين كبار ترتيبا للمحاولة الانقلابية.
وأكدت أن الأردن ستقوم برد قوي وحازم تجاه المحاولة الإماراتية وترتيب الانقلاب على الملك عبد الله.
ولفتت إلى أن الرد سيكون على صعيد العديد من الملفات الإقليمية التي تضطلع بها الأردن.
ولمحت المصادر إلى أن الرد لن يقتصر على الإمارات لوحدها، بل سيطال دحلان الذي يحضر “جماعته” لخوض الانتخابات الفلسطينية.
واعتبرت أن هذه فرصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس العدو اللدود لدحلان.
ونبهت المصادر إلى أن عباس ذاته كان قد حذر الأردن سابقا من محاولات للإمارات لتنفيذ انقلاب في الأردن.
وباسم عِوَض الله أردني الجنسية من مواليد عام ١٩٦٤.
وشغل عوض الله منصِب الرئيس التنفيذي لشركة طموح والتي تتخذ من مدينة دبي الإماراتية مقرًا لها.
وأعلن الأردن اعتقال رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله المقرب من محمد بن سلمان في السعودية وآخرين لأسباب أمنية لم يحددها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “بترا” أن اعتقال عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين قد تم بعد متابعة أمنية حثيثة.
وأضاف المصدر أن التحقيق جار في الموضوع دون أن يحدد أسباب الاعتقال وتفاصيل المتابعة الأمنية التي قادت إلى ذلك.
فيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن السلطات الأردنية تحتجز الأمير حمزة بن الحسين و20 آخرين.
وعزت ذلك إلى ما قالت إنه تهديد لاستقرار البلاد.
لكن وكالة الأنباء الرسمية (بترا) قالت إن الأمير حمزة بن الحسين ليس موقوفاً ولا يخضع لأي إجراءات تقييدية.
كما نقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين بالقصر الملكي أن “المؤامرة ضمت زعماء قبائل ومسؤولين بأجهزة أمنية”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأردنيين قولهم إن مؤامرة معقدة وبعيدة المدى ضمت أحد أفراد العائلة المالكة.
وشهدت عمان انتشارا أمنيا كثيفا في منطقة دابوق غرب العاصمة وهي المنطقة القريبة من القصور الملكية.
ومع إعلان الأردن عن اعتقال رئيس ديوانها الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين “لأسبابٍ أمنيّة” بات يطفو على السطح معلومات عن ارتباطه بمحاولة انقلاب معقدة وفاشلة.
صحف محلية ربطت الاعتقالات بعلاقات مشبوهة واستغلال مجلس القدس للتطوير والتنمية لشراء أراض لصالح اليهود.
بينما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن ارتباط عوض الله بمحاولة انقلاب معقدة وفاشلة.
وذكرت أن المحاولة يقف ورائها الأمير “حمزة بن الحسين” وهو الأخ غير الشقيق للملك “عبدالله الثاني بن الحسين”.
من هو عوض الله مستشار ولي عهد السعودية محمد بن سلمان؟
أردني يحمل الجنسية السعودية، وهو الرئيس التنفيذي لشركة “طموح” في دبي.
شغل منصب مستشار سابق في الديوان الملكي الأردني عرف أنه مشروع الخصخصة بالأردن.
ولد عوض الله في مدينة القدس عام 1964 ويحمل الجنسية الأردنية، وهو غير متزوج.
نال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن عامي 1985 1988.
اشتغل بالصيرفة الاستثمارية في المملكة المتحدة بين 1986 حتى 1991، ثم عاد إلى عمان.
شغل منصب رئاسة الديوان الملكي الهاشمي الأردني بين نوفمبر 2007 وحتى أكتوبر 2008.
عمل وزيرًا للتخطيط والتعاون الدولي 2001 إلى 2005، ووزيرًا للمالية لأشهر في 2005.
عيُن مديرًا لمكتب الملك عبدالله الثاني بن الحسين من أبريل 2006 حتى نوفمبر 2007.
وفي 2008، توجه إلى الإمارات حيث عُيّن عضوا في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية.
التحق عوض الله عام 2010 بمؤسسة سعودية لرجل الأعمال السعودي “صالح كامل”.
كلف بعضوية مجلس إدارة مجموعة “البركة” المصرفية الإسلامية بالبحرين، منذ عام 2010.
منح مقعد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود” للزمالة الزائرة عام 2010 بمركز الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد بلندن.
تربط عوض الله علاقة ممتدة بالقصر الملكي السعودي.
ظهر التصاقه جليا إبان مرحلة الملك الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز، لدرجة أنه مُنح الجنسية السعودية.
بالإضافة إلى ذلك كشفت صحف أمريكية عام 2017 عن ترشيح الإمارات له للسعودية للعمل كمستشار في الديوان الملكي.
وذكرت أنه صاحب فكرة خصخصة شركة “أرامكو” التي ارتكزت عليها رؤية ولي ابن سلمان.
عين عوض الله عام 2016 مبعوثًا خاصًا للملك الأردني لرأب صدع العلاقات الأردنية السعودية.
جاء ذلك غداة استبعاد الأردن من مؤتمر مجلس التعاون الخليجي عام 2016 المنعقد بالرياض.
غير أن عمله لم يدم كثيرًا كمبعوث للسعودية فقد أعفي بإرادة ملكية أردنية من مهامه نهاية 2018.
لكن القرار قوبل بجدل واسع بالشارع الأردني، فالإقالة أو الإطاحة به تبعت زيارة الملك الأردني لواشنطن.
عوض الله ظهر على يمين ابن سلمان بصلاة العيد بالحرم المكي في 2019، التي أداها الملك سلمان برفقة أمراء وسعد الحريري.
ويتضح من الصورة تقدمه في الصف الأمامي على أمراء العائلة المالكة السعودية، ما تسبب بضجة بمواقع التواصل.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر رسمي ربط اسم عوض الله بمحاولة انقلاب فاشلة، واصفًا إياه بـ”المواطن السعودي”.
وتساءل مغردون عن مغزى رسائل الرياض بظهور عوض الله عقب إنهاء خدماته ممثلًا ومبعوًثا خاصًا للملك عبدالله لدى السعودية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=16532
التعليقات مغلقة.