أديس أبابا- خليج 24| اتهمت إثيوبيا دولة السودان باحتلال أراضيها وذلك بعد يوم من كشف مسؤول سوداني كبير تفاصيل عرض مخز من دولة الإمارات العربية المتحدة حول الخلاف الحدودي مع إثيوبيا.
واتهم وزير الخارجة إثيوبيا ديميكي ميكونين القوات السودانية بالاستيلاء على مناطق حدودية بين البلدين.
وانتقد موقف المجتمع الدولي من النزاع الحدودي بين بلاده والسودان.
جاء ذلك خلال محادثات ميكونين مع وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي.
وقال إن “المجتمع الدولي لم ينتقد الخرطوم علانية لاحتلالها أراض إثيوبية باستخدام القوة”، وذلك حسب موقع “فانا” الإثيوبي.
وادعى “التزام إثيوبيا بالعملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة”.
ويوم أمس، كشف مسؤول سوداني كبير تفاصيل عرض مخز قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة للسودان لحل الخلاف مع إثيوبيا حول منطقة الفشقة الحدودية.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان مالك عقار إن “الإمارات اقترحت أن نتقاسم أرضنا مع إثيوبيا”.
وأضاف “أبو ظبي تريد تقسيم المنطقة والخرطوم لن تقبل بذلك”.
وشدد المسؤول السوداني الكبير على رفض مبادرة الإمارات لتسوية الصراع السوداني – الإثيوبي حول منطقة الفشقة الحدودية.
وفي هجوم شديد على أبو ظبي قال إن “الإمارات التي تقع خلف البحار تريد أن توزع أرضنا”.
وأضاف “هذه (بلبصة) سترمي بظلالها وتبعاتها على المنطقة”، على حد وصفه.
وجدد التأكيد على أنه لم يكن هناك نزاع في “الفشقة” وأنها أرض سودانية.
ومنذ نوفمبر الماضي تشهد علاقات السودان وإثيوبيا توترا على خلفية إعادة الجيش السوداني انتشاره في منطقة الفشقة الحدودية.
وأعلن الجيش السوداني بعد ذلك استرداد 90 في المائة من الأراضي الخصبة التي كانت تحت سيطرة مزارعين ومسلحين إثيوبيين.
وتمتاز أراضي الفشقة بخصوبتها الشديدة، حيث تشتهر المنطقة التي تشقها أنهار عطبرة وباسلام وستيت، بإنتاج الذرة والسمسم.
وقبل أسابيع، كشف المفكر الأكاديمي السوداني البارز تاج السر عثمان، عن دور الإمارات في تأجيج الخلاف بين السودان وإثيوبيا .
ونشر عثمان تغريدة قال فيها: إن “الإمارات إلى الجانب الإثيوبي وعسكر السودان يزجون بالجنجويد بحروب الدولتين”.
وأضاف: “دور الإمارات بلا رؤية و بلا أفق و بلا عائد سياسي.. فقط مرتزقة للإيجار”، في إشارة لدورها في إثيوبيا .
لكن عثمان أكد أن السعودية تقف على الحياد من اعتداء الميليشيات الاثيوبية على السودان.
تغريدة المفكر السوداني أثارت تفاعلًا واسعًا بين النشطاء.
فعل مغرد: “الرخيص من استرخص نفسه أخي.. لابد أن تراجع السودان علاقتها مع محور الشر ولا توثق بهم لأنهم لا عهد لهم ولا ميثاق”.
ودعا ناشط إلى سحب الجنود السودانيين من اليمن بشكل فوري.
وقال إنهم كانوا في واقع الأمر مرتزقة حميدتي وليسوا بسودانيين.
وكتب آخر: “السعودية أو الإمارات لا تدينان اعتداءات مليشيا الشفتة الاثيوبية على السودان”.
وتساؤل: ” لماذا يقاتل السودان الحوثي من أجلهما؟ بل ويدين كل صاروخًا أطلق على السعودية”.
ودعا رابع بلاده بعدم الدخول في حرب إثيوبيا، مضيفًا: “حتى إذا ما حمى وطيس الحرب يقوم العرب بدعم اثيوبيا”.
وتدور تساؤلات عدة عن دلالات صور تجمع القيادي بالتيار المنشق عن حركة “فتح” الفلسطينية محمد دحلان مع رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد في إثيوبيا .
وطرح مغردون علامات استفهام عن زيارة دحلان الذي يقيم في الإمارات إلى تلك البلاد ودوره المشبوه معها.
وأكد آخرون أن زيارته تأتي بسياق قطف ثمار مساعدات قدمتها الإمارات (ضربات الدرون) لابي احمد في حربه مع جبهةTPLF.
وأشاروا إلى أن أبو ظبي تُذكي حرائق قد تتمدد تداعياتها لتشمل حلفاءها بالرياض، إضافة للحكومة الانتقالية في الخرطوم.
يذكر أن زيارة دحلان تأتي في خضم الحرب الأهلية الراهنة في إثيوبيا، ويعرف بأنه صبي أبو ظبي ورأس الشر في كل منطقة يزورها.
ولم يتوقف دعم الإمارات لإثيوبيا فمن الاستثمارات الاقتصادية إلى الجانب السياسي حتى دعمها عسكريًا بحربها الداخلية.
وللإمارات استثمارات بـ90 مشروعًا منها 33 عاملا و23 قيد الإنجاز بقطاعات متنوعة.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية حظيت 36 شركة إماراتية على التراخيص اللازمة للعمل في إثيوبيا.
وتؤكد تقارير غربية أن موقف أبو ظبي الداعم لأديس أبابا لا يتناسب مع طبيعة وعمق العلاقة المصرية الإماراتية.
وتقول إن الإمارات يحتم عليها الوقوف إلى جانب مصر.
وأشارت إلى أن السودان أيضًا الذي اقترب من الإمارات عقب الإطاحة بنظام عمر البشير.
وتدعم الإمارات الحكومة الإثيوبية بمواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي “الانفصالية”، وفق توصيف الحكومة بأديس أبابا.
وتقول الإمارات إن موقفها يأتي من منطلق “الحرص على أمن واستقرار إثيوبيا “.
وتبذل أبو ظبي منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة في إثيوبيا في 27 مارس 2018، جهودا كبيرة للمحافظة على نفوذها السياسي.
وسعت إلى تعزيز السلطة الفيدرالية على حساب جبهة تيغراي المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الصين وجذورها الماركسية.
وعززت الإمارات من دورها في الصراع الإثيوبي إلى جانب الحكومة في أديس أبابا.
وكان ذلك بدعم مباشر أو عبر إريتريا التي فتحت أراضيها لإقامة قواعد إماراتية، واستثمارات ضخمة بموانئها.
كما شملت توظيف جغرافية البلد لصالح امتداد النفوذ الإقليمي للإمارات بالقرن الافريقي، وتقديم الدعم اللوجستي عبر البحر الأحمر للقوات الحليفة لها في اليمن.
جبهة تحرير شعب تيغراي اتهمت الإمارات بقصف قواتها بطائرات مسيرة انطلاقا من قواعد لها في إريتريا.
وقالت إن ذلك دفعها للرد على قواعد ومعسكرات تابعة للحكومة الإريترية بصواريخ متوسطة المدى.
ويذكر أن الإمارات دأبت على توسيع دورها في القرن الأفريقي؛ وتوسع مع قوى خليجية أخرى علاقاتها في المنطقة.
وكثفت حضورها مؤخرًا بمناطق مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن بنشاط عسكري واقتصادي بتلك المنطقة الحيوية.
وتخلل ذلك اتهامات بتقديم الدعم العسكري للحكومة في إثيوبيا واستخدام قاعدتها العسكرية بإريتريا المجاورة بذلك.
وجاءت الاتهامات متزامنة مع استضافة السودان مناورات عسكرية مشتركة مع مصر.
وتبدو هذه رسائل تحمل في طياتها تهديد “بردع” أديس أبابا.
يذكر أن اتهامات عديدة توجه إلى الإمارات بممارسة دور “مشبوه” في القرن الأفريقي الذي يعتبر بمثابة امتداد للعمق الاستراتيجي لمصر.
وقال مراقبون إن اندفاع أبو ظبي لمزيد من النفوذ الكبير لمحاربة خصومها الإقليميين -الدوحة وأنقرة- في المنطقة.
وأشاروا إلى أن ذلك ساهم باندلاع الأزمة الخليجية والحصار على قطر في يونيو/حزيران 2017.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=16844
التعليقات مغلقة.