الولايات المتحدة تعمق وجودها في لبنان وفقًا لخطة وقف إطلاق النار
أعلنت واشنطن عن خطط لتعميق وجودها العسكري في البلاد كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار الجديدة، والتي تهدف إلى إنهاء حرب اسرائيل على لبنان.
هذه الخطوة تأتي في إطار جهود دولية أوسع تهدف إلى معالجة الأزمات المتزايدة في المنطقة.
وتشير المعلومات إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان على مراحل، في حين يُطلب من حزب الله الانتقال شمال نهر الليطاني.
ويعتمد هذا الاتفاق على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والذي كان يهدف إلى نشر الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان.
بموجب الاتفاق، سيتولى الجيش اللبناني، وبمساعدة قوات الأمم المتحدة، تأمين المنطقة الجنوبية لضمان عدم عودة حزب الله إليها، كما يتوقع أن يكون بحلول اليوم الستين من الاتفاق، لا توجد أي قوات إسرائيلية أو من حزب الله في الجنوب.
وستقوم الولايات المتحدة، بموجب هذا الاتفاق، بنشر مستشارين عسكريين تقنيين في لبنان وتقديم مزيد من التمويل للجيش اللبناني، هذا الدعم العسكري يُعتبر جزءًا من جهود الولايات المتحدة لتعزيز قدرة الجيش اللبناني على مواجهة التحديات الأمنية في البلاد، حيث يُعتبر الجيش اللبناني مؤسسة وطنية تساهم في تجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية.
ومن المتوقع أيضًا أن يتولى مسئول عسكري من القيادة المركزية الأمريكية (Centcom) رئاسة لجنة دولية ستعمل على التنسيق مع القوات الفرنسية المُزمع نشرها كجزء من تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ومن جهة أخرى، يُشدد على أن إسرائيل لن تُمنح الحق في مهاجمة لبنان استنادًا إلى حركات مشبوهة، بل سيتعين عليها إبلاغ اللجنة الدولية بأي تحركات تعتبرها مشبوهة، والتي ستقوم بدورها بإبلاغ الجيش اللبناني لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي حال فشل الجيش اللبناني في التحرك بعد تلقي بلاغ عن أنشطة مشبوهة، ستعتبر إسرائيل الاتفاق باطلاً وستستأنف هجماتها على لبنان.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه لبنان أزمة مالية خانقة، تفاقمت بسبب النزاعات المستمرة، منذ بداية الحرب، وشهد لبنان تدميرًا واسع النطاق وأزمات إنسانية، حيث نزح حوالي 60,000 شخص في شمال إسرائيل نتيجة الهجمات، بينما تضرر أكثر من مليون لبناني جراء الغارات الإسرائيلية.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الخطط إلى دعم الاستقرار في لبنان، ولكن التحديات تبقى قائمة، خاصة فيما يتعلق بدور حزب الله، الذي يحتفظ بأسلحته بعد الحرب الأهلية اللبنانية. على الرغم من التهديدات، يظل حزب الله عنصرًا مهمًا في المعادلة السياسية اللبنانية، مما يجعل من الصعب فرض سيطرة كاملة على الوضع الأمني.
وتحمل هذه الخطوة فرصًا لتعزيز الأمن في لبنان، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الشكوك حول فعالية الجيش اللبناني في مواجهة التهديدات.
كما أن تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى ردود فعل من القوى الإقليمية الأخرى التي قد تشعر بالتهديد من هذا الوجود العسكري.
علاوة على ذلك، تظل المفاوضات النووية مع إيران وتأثيرها على الوضع في لبنان جزءًا من المعادلة المعقدة، حيث يسعى حزب الله إلى الحفاظ على نفوذه في ظل الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي.
إن تعميق الوجود الأمريكي في لبنان يمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، حيث يسعى إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز قدرات الجيش اللبناني، بينما تبدو هذه الخطوة واعدة، فإن الواقع على الأرض يظل معقدًا، ومع وجود العديد من التحديات، سيحتاج المجتمع الدولي إلى مراقبة الوضع عن كثب لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69314