احتفت وسائل إعلام عبرية بما وصفته حدوث انقلاب في صورة إسرائيل في المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية وذلك بالتوازي في مع تقارير عن تقدم في تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأورد موقع موقع “jewishnews” اليهودي، نقلا عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، أن السلطات السعودية أزالت “كل المواد التي تشوه صورة إسرائيل وتمثل معاداة للسامية” من كتبها المدرسية.
وبحسب الموقع فإن إزالة تلك المواد جرى “وفق معايير” حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
وحلل التقرير “مجموعة مواد إنسانية كاملة” على مدى السنوات الخمس الماضية، بإجمالي 301 كتاب دراسي، بما في ذلك 80 كتابًا دراسيًا للعام الدراسي الحالي 2022-23.
وبحسب التقرير، فقد تم حذف المواد التي تشير إلى أن اليهود هم أعداء الإسلام، وكذلك تفسيرات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتهم اليهود والمسيحيين بالتآمر ضد الإسلام.
وفيما يتعلق بالمواد ذات الصلة بإسرائيل، أشار التقرير إلى وجود “اتجاه إيجابي للتحسن”.
إذ تمت إزالة المواد المعادية لإسرائيل من الكتب المدرسية لهذا العام، بما فيها مسؤولية إسرائيل عن إحراق المسجد الأقصى عام 1969، وشنها حرب 1967 لتوسيع حدودها، ووصف إسرائيل بأنها “ديمقراطية مزيفة”.
كما أزالت السعودية وصف الهيكل اليهودي المدعى في القدس بأنه “تلفيق له دوافع سياسية”.
وعقب ماركوس شيف، الرئيس التنفيذي لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، إن السعودية أزالت عمليا جميع المواد المعادية للسامية في كتب الدراسات الإسلامية السعودية، وذلك بعد إزالة سابقة لمواد كثيرة تنطوي على محتوى معاد للسامية في دراسات أخرى.
في المقابل فإن الكتب المدرسية السعودية لا تزال تشير إلى إسرائيل على أنها “الكيان الصهيوني” بحسب الموقع اليهودي.
كما تصف الكتب المدرسية في السعودية الصهيونية بأنها “حركة استعمارية وعنصرية أوروبية تهدف إلى طرد الفلسطينيين من ديارهم”.
ومع ذلك يصف الموقع اليهودي ما يصفه التطور الحاصل في المناهج الدراسية في السعودية بأنه “اتجاه واضح للاعتدال فيما يتعلق بإسرائيل، وجدير بالملاحظة”.
وقد التزمت السلطات السعودية الصمت إزاء الكشف عن اتصالات هاتفية جرت بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث التطبيع بين البلدين.
ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريرا أن نتنياهو وابن سلمان تحدثا مرتين عبر الهاتف بوسطة من البحرين قبل وبعد القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في جدة يوم الجمعة الماضي.
وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو وابن سلمان بحثا التطبيع المحتمل بين البلدين، وأن ولي العهد قدم قائمة مطالب لصالح الشعب الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني قام بتسهيل الاتصالين بين نتنياهو وبن سلمان.
ولا ترتبط السعودية بعلاقات معلنة مع إسرائيل وتشترط انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، التي تطمح بشدة إلى التطبيع مع السعودية، نظرا لمكانتها الدينية في العالم الإسلامي وقدراتها الاقتصادية الكبيرة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أن “نتنياهو وابن سلمان تحدثا قبل وبعد اجتماع جامعة الدول العربية لمناقشة إمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، لكن لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات، ورفض سلمان طلب نتنياهو للقاء”.
ووفقا للمصدر “لم يناقش نتنياهو وبن سلمان إمكانية تسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام (بالنسبة للمسلمين داخل إسرائيل). لكن بحسب مصدر دبلوماسي إسرائيلي “يوجد تفاؤل” في تل أبيب بشأن الجهود المستمرة لتطبيع العلاقات مع السعودية.
وبحسب موقع قناة “N12” الإسرائيلية فإن “السعوديين قدموا قائمة بتنازلات إسرائيلية مطلوبة تجاه الفلسطينيين تشمل السماح بتعزيز جهاز الأمن الفلسطيني على حساب الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة).
كما يطالب السعوديون بالسيطرة الأمنية الفلسطينية على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بينما سيظل حائط المبكى (البراق) تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة”، وفقا للصحيفة.
وقال مصدر على صلة بالقيادة السعودية، وفقا للصحيفة، إن “محمد بن سلمان يريد أن يكون قادرا على القول إنه فعل شيئا للفلسطينيين وأن يعزز تعاون الرياض الأمني مع واشنطن بالتزامن مع التطبيع”.
وخلال القمة العربية الأخيرة التي ترأسها في جدة، قال محمد بن سلمان إن “القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية، وهي على رأس أولويات المملكة”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=62799