الكارثة الإنسانية في غزة تتصاعد بشكل متسارع هذا ما أعلنه المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، مشيرًا إلى أن “الليلة المرعبة” لا تزال مستمرة في القطاع.
وتأتي هذه التصريحات بعد تقارير تفيد بأن 87 شخصًا قد استشهدوا أو فقدوا نتيجة الضربات الإسرائيلية في شمال غزة.
وتشهد غزة أزمة إنسانية حادة، حيث تشير التقارير إلى أن عدد الشهداء في القطاع منذ بداية التصعيد في 7 أكتوبر 2023 قد بلغ 42,603، حسبما أفادت وزارة الصحة في غزة، فالوضع في المستشفيات مقلق للغاية، حيث تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والدواء، نتيجة للضغوط المستمرة وتوقف قوافل الإغاثة.
وينبه وينسلاند إلى أن “لا مكان آمن للمدنيين” في غزة، حيث تتعرض المناطق المدنية للقصف العنيف، مما يزيد من معاناة السكان، وقد زادت الضغوطات على السكان في الشمال بسبب الضربات الإسرائيلية المتواصلة، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات.
وعلى الصعيد السياسي، تتصاعد الضغوط الدولية من أجل إيجاد حل للحرب، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن نقص المساعدات الإنسانية يجعل من المستحيل تنفيذ عمليات إنسانية بالقدر المطلوب، ويقول وينسلاند: “لا يمكننا تشغيل عملية إنسانية بهذا الحجم مع عدد قليل من نقاط العبور غير الموثوقة”.
وتتزايد المخاوف من أن الوضع في غزة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة بأسرها، خاصة مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وقطاع غرة، وقد دعا العديد من القادة الدوليين إلى وقف فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وفي سياق الأحداث، أفادت التقارير بوقوع عمليات قصف عنيفة في مدينة بيت لاهيا، حيث سقطت العديد من القنابل على المناطق السكنية، مما أدى إلى استشهاد العشرات، كما تم الإبلاغ عن قصف مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، مما زاد من المخاوف بشأن سلامة المرضى والعاملين في المجال الطبي.
لم تكن غزة وحدها في دائرة القصف، حيث شهدت المناطق الجنوبية من لبنان تصعيدًا أيضًا، حيث أفادت التقارير باستشهاد ثلاثة جنود لبنانيين نتيجة ضربة إسرائيلية على مركبة عسكرية في الجنوب، كما أطلقت جماعة حزب الله صواريخ على القوات الإسرائيلية في قرى حدودية، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.
وتتزايد الدعوات من جميع أنحاء العالم لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للحرب، وقال وينسلاند: “يجب أن تنتهي هذه الحرب، ويجب أن يتم الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حماس، ويجب أن يتوقف النزوح القسري للفلسطينيين”.
وفي سياق متصل، دعا العديد من المنظمات الإنسانية إلى زيادة المساعدات الإنسانية، حيث يواجه الناس في غزة ظروفًا معيشية قاسية، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وقد أشار تقرير من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع لا يمكن تحمله.
وتؤثر الأزمة في غزة على الأوضاع الإقليمية بشكل كبير، حيث يشعر القادة في الدول المجاورة بالقلق من احتمالية تفاقم الحرب إلى صراعات أوسع، كما أن هناك مخاوف من أن تعود الجماعات المسلحة إلى تنفيذ هجمات خارجية نتيجة للتوترات المتزايدة.
وقالت مصادر في الاستخبارات البريطانية إن التصعيد في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى زيادة الهجمات على الأراضي الأوروبية، حيث تم الربط بين تصاعد العنف في المنطقة وزيادة التهديدات الأمنية.
وتبقى الأزمة الإنسانية في غزة متفاقمة، مع استمرار الضغوط العسكرية والسياسية، فمن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
إن استقرار المنطقة يعتمد على الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية، ويجب أن يكون هناك ضغط دولي حقيقي لتحقيق ذلك.
كما يجب أن نتذكر أن هناك عائلات وأطفال يعيشون في ظروف قاسية، وأن الإنسانية تتطلب منا جميعًا العمل نحو السلام والاستقرار.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68478