الضربات الإسرائيلية تستهدف بيروت وتبعاتها على الصراع اللبناني ،حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على العاصمة اللبنانية بيروت يوم الأحد، تزامنت مع إطلاق حوالي 70 قذيفة من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تواصل جبهة القتال بين إسرائيل ولبنان تأجيج الأوضاع في المنطقة.
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، أكدت القوات الإسرائيلية أنها استهدفت مركز قيادة تابع لحزب الله في بيروت، بالإضافة إلى ورشة أسلحة تحت الأرض.
وذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن الضربات شملت عدة مناطق في الضاحية الجنوبية من بيروت، حيث يُعتبر حزب الله قويًا. وتركزت الهجمات على مناطق مثل حارة حريك وحداث، حيث تم تحذير المدنيين من مغادرة المباني القريبة من الأهداف المستهدفة.
هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من التحذيرات الإسرائيلية للمدنيين في المناطق القريبة من مواقع حزب الله، حيث دعتهم القوات الإسرائيلية إلى إخلاء المباني لمواجهة الضربات المتوقعة.
وردًا على الهجمات الإسرائيلية، أعلن حزب الله عن إطلاقه صواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية شرق مدينة صفد، مؤكدًا أن هذا الهجوم يأتي “دفاعًا عن لبنان” و”ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية”.
وأكد حزب الله أن هذه الضربات كانت جزءًا من “مرحلة تصعيد جديدة” في الصراع الدائر.
الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله ليست جديدة، إذ شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا للنيران يوميًا منذ بداية الحرب في غزة العام الماضي، ومع ذلك، فإن التصعيد الأخير يمثل مرحلة جديدة من التوترات، حيث تتصاعد حدة الأعمال العسكرية بين الجانبين.
وتأتي هذه الأحداث في ظل أزمة إنسانية متزايدة في لبنان، منذ اندلاع الحرب، استشهد ما لا يقل عن 1454 شخصًا في لبنان، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وقد أدت الضربات الإسرائيلية إلى تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، مما زاد من معاناة المدنيين.
على الرغم من أن لبنان يشهد حالة من الفوضى، إلا أن المدنيين لا يزالون يتحملون وطأة الحرب. في إحدى الحالات، فقد والدٌ ابنه في قصف منزله، معبرًا عن يأسه وفقدانه كل شيء، هذه القصص الإنسانية تعكس الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مواجهة هذه الأزمات المتكررة.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن القوات الإسرائيلية تعزز من وجودها على الحدود الجنوبية مع لبنان، حيث تجري عمليات عسكرية مستمرة ضد حزب الله.
وقد أعلنت إسرائيل عن استشهاد ثلاثة من مقاتلي حزب الله في ضربات سابقة في الجنوب، مما يعكس نيتها للحد من قدرة حزب الله على تنفيذ عمليات هجومية.
وتسعى إسرائيل، من خلال هذه العمليات، إلى التأكيد على سيطرتها الأمنية على الحدود مع لبنان، خاصة في ظل المخاوف من تصاعد نفوذ إيران في المنطقة.
تثير هذه الأحداث تساؤلات حول مستقبل لبنان في ظل تصاعد الحرب. من جهة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى دعم الحكومة اللبنانية وتخفيف حدة النزاع، ولكن من جهة أخرى، هناك قلق من أن تزايد الضغوط العسكرية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في البلاد.
كما أن الوضع السياسي في لبنان يعاني من الانقسام، حيث تجري محادثات حول انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد فراغ دام لعامين، هذا الفراغ السياسي يزيد من تعقيد الوضع في البلاد، خاصة في ظل تزايد الضغط من كل من إيران والولايات المتحدة.
إن التصعيد الأخير بين إسرائيل ولبنان يشير إلى أن المنطقة لا تزال تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالاستقرار والأمن، وفي ظل تصاعد الأعمال العدائية، يبقى المدنيون هم الأكثر تأثرًا، مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، كما أن الوضع السياسي في لبنان يتطلب اهتمامًا عاجلًا، حيث يحتاج الشعب اللبناني إلى قيادة قوية قادرة على مواجهة التحديات الحالية.
ومع استمرار الحرب وتزايد الضغوط، يبقى الأمل في التوصل إلى حلول سلمية بعيدًا عن العنف والدمار، ولكن الواقع الحالي يبدو معقدًا وصعبًا في ظل الظروف الراهنة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68498