الرياض- خليج 24| خرجت المملكة العربية السعودية عن صمتها، بعد أن ضاقت ذرعا من تصرفات دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في اليمن بسبب عرقلتها اتفاق الرياض مع الحكومة المعترف بها دوليا.
وعبرت السعودية عن ذلك بتقرير لصحيفة “المواطن” واسعة الانتشار تحت عنوان “ماذا يريد المعطلون والأيادي الخفية من عرقلة اتفاق الرياض؟”.
وشددت الصحيفة المقربة من السلطات السعودية على أن الوضع لا يحتمل مزيدًا من المقامرات على حساب الشعب.
وقالت “في حين شكل اتفاق الرياض مخرجًا آمنًا من الدخول في متسلسلة صراعات تزيد الوضع تعقيدًا في اليمن، يصر البعض على تعطيل تنفيذ الاتفاق”.
وأضافت “ووضع العصا في عجلة جهود الحل السياسي وتحسين معيشة الأشقاء اليمنيين؛ خدمة لأجندات معادية”، وفق وصفها.
وأكدت الصحيفة السعودية “لا يحتمل الوضع السياسي والعسكري والإنساني في اليمن مزيدًا من المقامرات على حساب الشعب اليمني”.
إضافة إلى حقه في حياة آمنة ومعيشة كريمة، ولابد من إيقاف دوامة العنف، بحسب صحيفة “المواطن”.
ولفتت إلى أن السعودية قامت بدورٍ بناء لنزع فتيل عنف خطير كان يهدد اليمن.
وأردفت “شكّل اتفاق الرياض محطة مهمة لتحقيق هذه الغاية، لابد من التمسك بها لإخراج البلاد من النفق المظلم الذي تمر به حاليًّا”.
وتساءلت الصحيفة السعودية “ماذا يريد المعطلون والأيادي الخفية التي تعمل عبر أدوات مكشوفة لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض؟!”.
واتهمت مليشيا الإمارات في مناطق جنوب اليمن بتأزيم الوضع المعيشي في المناطق المحررة.
الأكثر خطورة بحسب الصحيفة أن هذا “لا يخدم إلا ميليشيا الحوثي، ومن خلفه نظام الملالي (إيران).
وأردفت “بالتالي فإن عودة الحكومة لعدن (معقل مليشيا الإمارات)، وتحسين الخدمات أولوية مهمة”.
وذلك في المواجهة مع المشروع الإيراني الذي يتفق الجميع على خطورته، بحسب صحيفة “المواطن” السعودية.
وقالت “يبدو جليًّا حرص المملكة على استقرار اليمن ورفع المعاناة عن أبنائه”.
وأضافت “يظهر كذلك جليًّا تصميم أطراف يمنية محددة (مليشيا الإمارات) على تعقيد المشهد السياسي والأمني”.
إضافة إلى تأزيم الأوضاع المعيشية، بما يخدم ميليشيا الحوثي، الذي يعد عدوًّا واضحًا لجميع اليمنيين، وفق الصحيفة.
وزادت الصحيفة السعودية “من يتخادم معه (الحوثي) فهو عدو مثله، ومع التقدير لكل طرف وضع مصلحة البلاد فوق مصالحه”.
وشددت على وجود كشف الستار عن المتآمرين المعطلين لاتفاق الرياض.
سواء من ينخرطون في التحريض أو يقومون بأعمال تعطل التنفيذ تحقيقًا لأجندات خاصة أو خدمة لأجندات معادية للتحالف العربي.
وأردفت “ولأن التعاطي الإيجابي مع تنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة لعدن من قبل الصادقين مع التحالف من طرفي الاتفاق”.
فلابد-بحسب الصحيفة السعودية- من أن يكشف الستار أمام الشعب اليمني عن المعطلين للاتفاق.
واتهمت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا بالتآمر على أمن واستقرار ومعيشة شعب اليمن.
وتابعت “ليميز الخائنين من الصادقين؛ لأنه يعرف العدو قبل الصديق أن المملكة قدمت وتقدم دعمًا بلا حدود لصناعة السلام والاستقرار”.
وتساءلت مستنكرة “فماذا يريد الذين يعملون على تعقيد الوضع الأمني وتأزيم الوضع المعيشي؟”.
وشددت على أن عودة الحكومة إلى عدن للقيام بواجباتها أولوية تمليها الاستحقاقات المرتبطة بالحرب مع الحوثي.
إضافة إلى الاستحقاقات اللازمة لأي تسويات سياسية، بحسب الصحيفة.
وأكدت أنه “لابد أن يدرك الجميع أن خلط الأوراق لا يخدم إلا الأعداء، وكذلك الأبواق الناعقة ضد التحالف العربي”.
وبينت أن “المجاهرة بالعداء للمملكة ليست إلا أدوات تحركها أدوات خفية تتقاطع مصالحها مع أجندات معادية للتحالف”.
وزادت في كشف مليشيا المجلس الانتقالي “أصبحت ارتباطاتها الاقتصادية مع شبكات مرتبطة بالحوثي مكشوفة”.
ويأتي تقرير الصحيفة السعودية واسعة الانتشار في ظل التطورات المتلاحقة في محافظة عدن وجنوب اليمن عموما.
وصعدت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بشكل كبير مؤخرا ضد السعودية والحكومة الشرعية.
وجاء التصعيد استعدادا لتنفيذ خطة الإمارات بفصل شمال اليمن عن جنوبه.
ومؤخرا، دعا زعيم مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المدعومة من الإمارات مليشياته إلى رفع درجات الاستعداد القتالي.
وشدد عيدروس الزبيدي المقيم بشكل شبه دائم في الإمارات خلال اجتماع مع قيادات عسكرية وأمنية على التمسك بالانفصال عن الشمال.
وقال “أؤكد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ورفع درجة الاستعداد القتالي”.
ودعا الزبيدي الذي حضر مؤخرا من الإمارات إلى عدن إلى تأمين المحافظة خاصة ومحافظات جنوب اليمن عامة.
وأضاف “يجب التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار الجنوب، وكل المحاولات الساعية للنيل من قضية شعب الجنوب”.
وأكد على “حق شعب الجنوب باستعادة دولته الحرة كاملة السيادة على كامل ترابه الوطني” في إشارة للانفصال عن شمال اليمن.
وقبل أيام، توعد الزبيدي الحكومة التي تدعمها المملكة العربية السعودية بخيارات وإجراءات عدة ضدها.
ووصف زعيم مليشيا الإمارات في اليمن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا ب”احتلال”.
وجاءت تصريحات الزبيدي في خطار له بذكرى إعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله في أيار (مايو) 1994.
وقال الزبيدي إن “ما يعانيه الجنوبيون جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي المتعمد ما هو إلا امتداد لممارسات قوى الاحتلال (الحكومة)”.
واتهم زعيم مليشيا الإمارات في اليمن الحكومة الشرعية بأنها تسعى إلى تحطيم معنويات الجنوبيين، وكسر إرادتهم.
إضافة إلى دفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وفي مقدمة ذلك قيامهم بتعطيل الخدمات العامة، بحسب الزبيدي.
وصعدت المليشيا المدعومة من أبو ظبي في اليمن مؤخرا بشكل كبير ضد الحكومة الشرعية.
ويأتي ذلك ضمن ترتيباتها للانقلاب على السعودية، وبذلك بتحريض من أبو ظبي.
لذلك عملت مليشيا محمد بن زايد على طرد الحكومة الشرعية من محافظة عدن.
وعمدت على تعطيل اتفاق الرياض والعمل لتقويض جهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات على عدن، منذ انقلابه المسلح في آب/ أغسطس 2019.
ورغم توقيعه اتفاقا سياسيا عامي 2019 و2020 مع الحكومة اليمنية برعاية سعودية إلا أنه يرفض استكمال تنفيذ بقية البنود.
لذلك فإن هذه البنود متعلقة بالملفين الأمني والعسكري، اللذين وردا في الاتفاق.
وترفض مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي على مليشياتها ودمج القوات المسلحة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=23021
التعليقات مغلقة.