الجيش الجزائري يؤكد ما كشفه “خليج 24”.. ورئيس أركانه يتوعد الإمارات

الجزائر- خليج 24| أكد الجيش الجزائري يوم الثلاثاء ما كشفه موقع “خليج 24” قبل نحو أسبوع بوضع قواته بحالة تأهب لإحباط مؤامرة لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر ليبيا.

وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها إن رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة زار إحدى المناطق الحدودية.

ولفتت إلى أن زيارة رئيس أركان الجيش تأتي في إطار اختتام سنة التحضير 2020-2021، بغرض تقييم مدى تنفيذ برامج التحضير القتالي.

خاصة ما تعلق بالوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش والقوات المرابطة على الحدود، بحسب بيان الجيش الجزائري.

وتوعد الفريق شنقريحة دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب مؤامراتها الخبيثة ضد البلاد.

وحذر رئيس أركان الجيش الجزائري في تلميح إلى الإمارات بأن بلاده “لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها.

وجدد تحذيره من “من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية”.

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري “نحذر أشد التحذير، هذه الأطراف وكل من تُسول له نفسه المريضة” من المساس بالجزائر.

وأضاف “ليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسيا وحاسما، وأن الجزائر القوية بجيشها الباسل، وشعبها الثائر المكافح عبر العصور”.

ونبه إلى أن الجزائر راسخة بتاريخها المجيد، هي أشرف من أن ينال منها بعض المعتوهين والمتهورين.

وخاطب ضباط وجنود الجيش الجزائري قائلا “من هذا المنظور، تتجلى طبيعة التحديات التي يتعين عليكم رفعها”.

وأردف “أنتم إطارات ومستخدمي الناحية العسكرية الرابعة، بل وجميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي”.

ودعا لمواصلة بذل المزيد من الجهود من أجل الوصول إلى “ما ينسجم مع تحقيق تطلعات الجيش الجزائري والوطن”.

وهذه تتمثل في “الأداء الكامل بل والأمثل، في كافة الظروف والأحوال، للمهام العظيمة والحساسة الموكلة لقواتنا المسلحة”.

وذلك “بما يتوافق تماما مع سياسة الدفاع الوطني، ومطلب تعزيز ركائزه ومقوماته الأساسية”.

كما أكد على أن الجيش الجزائري مطالب “أكثر من أي وقت مضى” في جميع النواحي العسكرية.

بمضاعفة “الإصرار والعزم على بذل المزيد من الجهود، خاصة بظل الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها منطقتنا الإقليمية”.

ونوه إلى التوترات في الدول المحيطة بالجزائر بسبب المؤامرات التي تحيكها دولة الإمارات.

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري “سعينا ولا زلنا انطلاقا من مكانتنا كدولة محورية بالمنطقة لدعم جميع المبادرات الدولية”.

وبين أن هذه المبادرات الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار.

ونوه إلى أن هذا يأتي بسبب التنافس الدولي على النفوذ والتدخلات العسكرية الخارجية بالمنطقة.

وأكد رئيس أركان الجيش الجزائري إلى أن هذا أزم الوضع الأمني الإقليمي المتدهور أصلا.

والأسبوع الماضي، كشفت مصادر عسكرية جزائرية عن وضع الجيش قواته خاصة في المناطق المحاذية مع ليبيا بهدف إحباط مؤامرة أعدتها دولة الإمارات العربية المتحدة ضد البلاد.

وأوضحت المصادر في حديث لموقع “خليج 24” أن أوامر عليا صدرت إلى الجيش من الرئيس عبد المجيد تبون بإعلان حالة الاستنفار.

وأشارت المصادر إلى أن تعليمات واضحة صدرت إلى الجيش بوضع قواته بحالة تأهب قصوى خاصة على الحدود مع ليبيا.

وبينت أن القرارات العليا جاءت في ضوء التطورات المتلاحقة في ليبيا وسيطرة مليشيا خليفة حفتر على مناطق حدودية مع الجزائر.

وأكدت المصادر ذاتها أن معلومات استخبارية وردت إلى الجيش بإعداد الإمارات مخططا ضد البلاد سيتم تنفيذه عبر حفتر.

وكشفت أن الأوامر هي التصدي لأي محاولة لاختراق الحدود بين الجزائر وليبيا.

ولفتت المصادر إلى أن الجيش يستعين بطائرات استطلاع ومراقبة لرصد أي تحركات مشبوهة.

وأكدت أنه سيتم التعامل بقوة مع أي محاولة، من قبل مليشيا حفتر التي تتلقى دعما من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتخشى الجزائر من محاولة الإمارات عبر مليشيا حفتر إدخال أسلحة ومتفجرات إلى البلاد بهدف تنفيذ هجمات دموية.

وفي وقت ساق اليوم أعلنت مليشيا حفتر إغلاق الحدود بين ليبيا والجزائر وأعلنتها منطقة عسكرية يمنع التحرك بها.

وجاء إعلان مليشيا حفتر عن ذلك، عقب سيطرتها على معبر ايسين الحدودي في مدينة غات جنوب غرب ليبيا مع الجزائر.

ومعبر ايسين واحد من أصل 3 معابر تربط كلا من الجزائر وليبيا.

وادعت مليشيا حفتر أن تحركها العسكري هذا يأتي “بهدف تأمين المنطقة الجنوبية”.

والأسبوع الماضي، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأول مرة عن المؤامرات التي قادتها دولة الإمارات داخليا وفي الدول المحيطة.

وتحدث تبون عن الأوضاع الداخلية، مؤكدا أن المسيرات التي خرجت مؤخرا “مجهولة الهوية”.

وأضاف عن المسيرات “غير موحدة فكريا لا في المطالب ولا في الشعارات وهي بالمئات فقط”.

ولفت تبون إلى أن الإمارات تستهدف الجزائر بالمؤامرات “لأنها بلد لا يسمح بالتآمر على العالم العربي”.

وفي إبريل الماضي، اتهمت حكومة الجزائر صراحة دولة الإمارات باستخدام وسائل قذرة للتحريض الداخلي.

وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي لحكومة الجزائر عمار بلحيمر إنها “تستعمل الحراك الجديد كوسيلة في حربها على البلاد”.

ونقلت صحيفة “الموعد” عن بلحيمر قوله إن “دولة الجزائر تعمل على توعية المنساقين دون وعي وراء هذه الدعوات”.

ونبه إلى أن الإمارات تلجأ لوسائل قذرة، مؤكدا أن هذه الأساليب أصبحت مكشوفة.

غير أن الرئيس الجزائري أكد استمرار الاستقرار في البلاد “بفضل قوة الجيش وهو مؤسسة دستورية تقدس الدستور”.

وحول القضية الفلسطينية التي رأى أن موقف الجزائر منها أحد أسباب استهدافها بالمؤامرات، شدد على الموقف الثابت منها.

وقال “مواقفنا من القضية الفلسطينية لا تتغير لا بالتقادم ولا بالتخاذل”.

وتساءل “كل الدول العربية اتفقت على مبدأ الأرض مقابل السلام لكن اليوم لا سلم ولا أرض فلِمَ التطبيع؟”.

وحول المؤامرات التي حيكت في الدول المجاورة للجزائر من قبل الإمارات، قال تبون “رفضنا أن تكون طرابلس أو عاصمة عربية وشمال إفريقية يحتلها المرتزقة”.

وكشف أن بلاده “كانت على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس”.

وقال “حينما قلنا إن طرابلس خط أحمر كنا نقصد جيدا ما نقول والرسالة وصلت لمن يهمه الأمر”.

وأضاف الرئيس الجزائري أن “مالي ودول الساحل شهدت عدم استقرار بعد ليبيا”.

وتتوالى الفضائح التي تعصف في الإمارات، حيث دخلت فضيحة جديدة على الخط تتعلق برفض الجزائر لمساعدات مالية وطبية من أبو ظبي ترغب في استثمارها تخريب البلاد.

وسرعان ما فتح الإعلان الجزائري عن تفاصيل محاولات أبو ظبي لاستغلال الأزمة الاقتصادية بعدة مواقف، أبرزها قضية الصحراء والتطبيع.

وتقول مصادر دبلوماسية لموقع “خليج 24” إن الجزائر رفضت مساعدات إماراتية قدمت على أساس تجاوز الظرف الراهن، احتجاجًا على مؤامراتها.

وتشير إلى تضمنها شحنات لقاح فيروس كورونا المستجد وأموال لتخطي أزمتها الاقتصادية واسنادها في قضايا محورية في المنطقة.

وتؤكد المصادر أن الإمارات سعت من وراء ذلك لاستمالة رضا الرئيس تبون الذي رفض فتح صفحة بيضاء مع أبو ظبي.

وأشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يرغب في استثمار سير الجزائر ببطء كبير بعملية التلقيح.

وذلك لاعتمادها على اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا حصرًا.

وتوضح المصادر أن ابن زايد يشعر أن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة بالجزائر منذ أشهر بأنها فرصة ملائمة لإرضاخها بالعباءة الإماراتية.

وتشير إلى رفض الجزائر جملة وتفصيلًا أي مساعدة من أبو ظبي.

ويأتي ذلك في تأكيد على رفضها خيار طي خلاف الماضي، وفتح صفحة جديدة بينهما.

وتوضح المصادر أن الجزائر منزعجة من دعم الإمارات للمغرب بقضية الصحراء وفتح قنصلية لها بمدينة العيون، وهو ما يثير حنقها.

وتلفت إلى أن الإمارات لم تتودد إلى الجزائر بغية كسب رضاها بالعمل على ترميم الملفات المكسورة.

وتشدد المصادر على أن أبو ظبي هدّدت الجزائر بمراجعة علاقتها السياسية والاقتصادية وسحب جميع استثماراتها من البلاد.

ومرت علاقة أبو ظبي بالجزائر بمحطّات فارقة.

كان أبرزها وفاة رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح (80عامًا) بسكتة قلبية يوم 23 ديسمبر 2019.

جاء ذلك عقب أيام فقط من انتخاب عبد المجيد تبّون رئيساً للجزائر يوم 13 ديسمبر 2019.

صالح كان من المقرّبين لابن زايد عقب زيارة أدّاها لدبي في فبراير 2019.

جاء ذلك قبل أسابيع فقط من استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من منصبه.

ولم يتقبّل الحراك الجزائري الزيارة واعتبرها محاولة للبحث عن تسويات إقليمية لشأن جزائري داخلي مع دولة راعية للانقلابات في المنطقة.

وترجمت هواجس الحراك الجزائري إلى شعارات في الشارع.

وعلى غرار ذلك هتف “قايد صالح عميل الإمارات”، و”إلى حكام الإمارات لن تحقّقوا أجنداتكم على دماء الجزائريين”.

ويبرر بالنظر للسعي المحموم لأبو ظبي إلى استمالة “البروفيلات” العسكرية الوازنة، في أيّ دولة تشهد تحرّكات شعبية منادية بالتغيير السياسي.

وتتهم الإمارات بتخريب الوضع في مصر والسودان وليبيا واليمن.

ويتهم بأن ذلك في إطار مشروع كامل لعسكرة المنطقة ووأد أي نفَس ثوري قد يأتي بالإسلاميين للسلطة.

وكشف الصحفي الفرنسي نيكولا بو عن تفاصيل صادمة في مقال بعنوان (في ذروة الحراك الشعبي الجزائري وقبل استقالة الرئيس بوتفليقة بأسابيع).

وأزاح الستار عن طبيعة العلاقات بين الفريق قايد صالح بدولة الإمارات.

فالرجل الأوّل بالمؤسسة العسكرية الجزائرية، والمتحكّم بميزانية تسلّح ضخمة بـ11 ملياراً سنويا.

ويصنف صالح المسؤول في الجزائر، من زبائن البنوك الإماراتية.

ولأبو ظبي حضور كبير في مشروع تعاون بين الجيش الوطني الجزائري ومجموعة مرسيدس بنز الألمانية، لإنتاج عربات مصفحة “نمر”.

وأبرمت مجموعة “توازن” الإماراتية اتفاقية مع مجموعة Epic gpim الألمانية للنهوض بالصناعات الميكانيكية.

وكشف عن ضمن مشروع جزائري – ألماني لدعم الصناعات الميكانيكية داخل وزارة الدفاع الجزائرية.

وذكر نيكولا بو بأنّ البنوك الإماراتية تعدّ “صندوقاً” لأموال أثرياء الجزائر (لديهم علاقات بالمؤسسة العسكرية وعائلة بوتفليقة المتنفذة).

وتشير إلى أنهم أودعوا فيها ثروات بمئات ملايين الدولارات باعتبارها جنّة ضريبية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.