كشفت منصة التحقيقات العربية “إيكاد” عن خفايا التفاعل المريب على حسابات قوات الدعم السريع المتمردة في السودان وقائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” وعلاقة دولة الإمارات بذلك.
وذكرت المنصة أنه مع بدء الحرب السودانية بدت عدة حسابات رسمية غريبة لفريق إيكاد، أهمها حساب حميدتي الرسمي وحساب قوات الدعم السريع، والتفاعل على الحسابات كان ضخمًا وغير مسبوق.
وأوضحت أنه مع مراقبة حثيثة لحساب حميدتي المريب، لاحظت حصد عدة تغريدات لتفاعل ضخم، أحدها تغريدة شكر فيها حميدتي الاتحاد الإفريقي على مساهمته في التوصل لاتفاق سلام.
تلك التغريدة وتغريدات مماثلة لها حققت معدلات مشاهدة اقتربت من النصف مليون، وهو ما يُعد رقمًا ضخمًا مقارنة بمعدلات المشاهدة لتغريدات “حميدتي” قبل الحرب، والتي لم تتجاوز عشرات الآلاف.
المُثير في تلك التغريدة أنها خلال ساعتين فقط من يوم 14 يونيو، تم إعادة تغريدها 460 مرة من أصل 540 إعادة تغريد، بمعدل 85% من إجمالي إعادة التغريد.
ما كان لافتًا أنه على عكس حساب “القوات المسلحة السودانية – الإعلام العسكري” الذي يحظى بتفاعل متواضع، كان حسابا “الدعم السريع” و”حميدتي” يحظيان بتفاعل كبير، من قبل جمهور يحمل هويات عربية.
دفع هذا التفاوت في التفاعل إلى مقارنة معدلات زيادة المتابعين على حساب “حميدتي” والدعم السريع” من جهة، وعلى حساب “القوات المسلحة السودانية – الإعلام العسكري” من الجهة الأخرى، تحديدًا في الأسبوع الأول من الحرب، فمن الطبيعي زيادة المتابعين تزامناً مع حدث ضخم.
ارتفع عدد متابعي حساب “القوات المسلحة السودانية – الإعلام العسكري” بين 17 و24 أبريل الماضي بمقدار 9,983 حسابًا.
أما حساب “حميدتي” فقد كسب خلال ذات الفترة المذكور نحو 31,943 متابعًا جديدًا.
فيما كسب حساب الدعم السريع نحو 24,251 متابعًا جديدًا.
هذه المقارنة تؤكد على أن حسابي حميدتي والدعم السريع كانا تحت تأثير عامل “التضخيم” الممنهج.
ما عزز فرضية وجود تضخيم ممنهج على حساب “الدعم السريع” أنه حصل على عشرات الآلاف من المتابعين الجدد خلال الأيام التي سبقت الحرب، ما يرجح أن من يدير الحساب كان على علم مسبق بالتصعيد العسكري قبل وقوعه، وعمل على ضخ المتابعين الوهميين.
دفعت الأرقام السابقة المنصة إلى تحليل طبيعة المتابعين لحسابي “الدعم السريع” و”حميدتي”، وبتحليل متابعي الأخير تجلت لنا الحقائق بصورة أوضح حول طبيعة تلك اللجان الداعمة لحميدتي وقواته.
اكتشفت المنصة أن من بين 223 ألف متابع على حساب “حميدتي”، يوجد أكثر من 87 ألف حساب “غير نشط”، كما يوجد 27 ألف متابع للحساب لم يشاركوا بتغريدات قط على حساباتهم.
معظم هذه الحسابات كانت وهمية، تحمل تعريفات شخصية (bio) دينية وأدبية متشابهة، بل متطابقة بعض المرات.
هنا ظهر خمس حسابات من تلك المجموعة، متطابقة تمامًا في السيرة الذاتية وتضم عبارة “تظاهر بالاكتفاء.. حتى وإن كنت أكثرهم احتياجًا لكل شيء”.كما تشابهوا كذلك في تاريخ إنشائهم الذي كان في مارس 2023.
كما يقومون جميعًا بالترويج لحسابات الدعم السريع وحميدتي، بذات التوقيت والنسق.
تتشابه كذلك تلك الحسابات الخمسة في أسمائهم الأجنبية، ورغم ذلك يتقمصون الهوية الكويتية، ويتفاعلون جميعهم مع صفحات كويتية محلية مثل “تفتيش الكويت” و”صحيفة سيرج الإلكترونية”.
المريب حول تلك الحسابات أن جميعها تقوم بتضخيم التفاعل على تغريدات رئيس الإمارات “محمد بن زايد” وعلي حسابات إماراتية تمدح العائلة الحاكمة الإماراتية، وكذلك تتفاعل مع حساب الكاتب في العين الإماراتية “سيف الدرعي” الذي يغرّد بأجندة الحكومة الإماراتية.
وبسبب التفاعل غير المعتاد لتلك الحسابات، قام تويتر بتقييد محتوى 3 حسابات منهم، وهو ما يؤكد أنها حسابات وهمية مؤدلجة.
ظهرت مجموعة أخرى مشابهة لهذه المجموعة، أنشئت جميعها في يناير 2022، وتضخّم تغريدات حميدتي والدعم السريع وكذلك تدّعي الهوية الكويتية، وتضخم أيضًا محتوى العائلة الحاكمة الإماراتية.
قادت عملية التدقيق لمجموعة جديدة أكثر غرابة من سابقتها، تدعي الهوية السعودية وتتشارك كذلك في التفاعل مع حساب رئيس الإمارات “بن زايد” وداعمي عائلته، وتتشابه كذلك في الـBio.
كما أن بعضها كان تشابه في الأسماء ذاتها، مثل وجود حسابين بينهم باسم “زينة الراشيد” وآخرين باسم “أبو ملاذ”.
الأكثر غرابة في تلك الحسابات، أنها حسابات قديمة المنشأ تعود إلى 2011 و2012 و2013، على عكس اللجان السابقة الحديثة، ما يُشير إلى أنه ربما تم سرقتها أو شراؤها لإضفاء المصداقية عليها، لضخها في لجان تنتحل الهوية السعودية.
ما يؤكد أن تلك الحسابات ليست سعودية الأصل، هو اللغة العربية الركيكة المستخدمة في الـbio، وكذلك اعتماد اسم عائلة غير صحيح مثل اسم “الراشيد” والتي كتبت بدلًا من كنية “الرشيد” المعروفة في السعودية.
أضف إلى ذلك أن بعضها لا زال يحتفظ بتغريدات سابقة تؤكد أن مالكها غير عربي، مثل humza__mahmood الذي لديه عدة تغريدات قديمة باللغة الإنجليزية طالب في إحداها مجلس الشيوخ الأمريكي” برفع الرقابة” داخل الولايات المتحدة، وحساب Mordechaye الذي يحتفظ بتغريدات فرنسية منذ عام 2012.
جميع تلك المجموعات السابقة عمدت تضخيم محتوى حسابَي “حميدتي” و”الدعم السريع” من خلال إعادة التغريد والإعجاب، بجانب تعزيزها محتوى رئيس دولة الإمارات والحسابات الإماراتية المروجة لأعمال العائلة الحاكمة بالإمارات.
كل ذلك يعني أن الآلاف من متابعي حسابي “الدعم السريع” و”حميدتي” هم لجان إلكترونية وهمية، تم حصد الآلاف منها في أيام الحرب الأولى، وجميعها متشابه تمامًا في سيرتها الذاتية وتدعي هويات كويتية وسعودية لا علاقة لها بها، والأغرب أن جميعها داعمة لرئيس الإمارات وعائلته المالكة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=63604