شرعت المملكة العربية السعودية في سباق لاستكشاف الأجزاء غير المرئية من البحر الأحمر، بهدف حماية التنوع البيولوجي في المملكة والحفاظ عليه في إطار الرؤية السعودية 2030.
وقد أسفرت الرحلة السعودية – وهي مهمة سعت إلى استكشاف البحر الأحمر بشكل شامل – عن قائمة طويلة من الاكتشافات.
وكان اكتشاف الثقوب الزرقاء في مياه المملكة العربية السعودية من أبرز الاكتشافات. وعلى بعد حوالي 40 ميلاً بحريًا قبالة ساحل القنفذة، يمكن رؤية الثقوب الزرقاء من السماء على شكل شعاب مرجانية دائرية تمامًا تغلف لونًا أزرق مميزًا، مما يشير إلى وجود مياه عميقة بداخلها.
وتم الإبحار باتجاه جنوب البحر الأحمر على متن سفينة OceanXplorer – وهي سفينة أبحاث مجهزة بغواصات مأهولة، وروبوتات في أعماق البحار، وطائرة هليكوبتر، وغيرها من التقنيات المتقدمة.
وكان الجميع يدرك أن ضفة فرسان – وهي منصة كربونية مغمورة تضم ثالث أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم – تنطوي على تعقيد هيكلي غير عادي تحت سطح البحر، ولكن ما وجدناه تجاوز توقعاتنا.
وتم مراجعة الخرائط البحرية لضفة فرسان، وقد لفتت انتباهنا منطقة تبدو وكأنها مياه عميقة تقع بين متاهة من الشعاب المرجانية الضحلة للغاية. ولم يتم رسم خرائط لهذه المناطق منذ أكثر من قرن، ولم تخضع لاستكشاف علمي مستهدف.
ويعد اكتشاف الثقوب الزرقاء يعزز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية للسياحة البيئية ورائدة عالميًا في الحفاظ على البيئة البحرية.
باستخدام مروحية OceanXplorer، تم بمسح سطح البحر ووجدنا 10 من الثقوب الزرقاء خلال رحلتنا الأولى. ولم نكن وحدنا في اهتمامنا بهذه التشكيلات الفريدة.
وقد انضمت إلى الرحلة السلاحف البحرية والدلافين وأسماك القرش والحيتان مع عجولها المولودة حديثًا. حتى أن بعض هذه الحيوانات أوضحت كيفية الوصول إلى المياه العميقة بالداخل.
تابع المشاركون في الرحلة مجموعة من الدلافين عبر قناة صغيرة، عميقة بما يكفي لنتمكن من عبورها في وعاء صغير.
وبمجرد الدخول تم رسم خريطة لبنية الثقوب، واستخرجنا عينات، ونشرنا أجهزة استشعار لتوصيف الظروف، بينما نشرت OceanXplorer غواصاتها وروبوتاتها لاستكشاف الجدران الخارجية العميقة للثقوب.
وفي الخارج، تدعم الشعاب المرجانية الضحلة تنوع الحياة البحرية. وفي الداخل، ينخفض عمق المياه إلى 50 مترًا، وتمتد الجدران الخارجية إلى 300 متر تحت سطح البحر. جمعت مركبات أعماق البحار الصور الأولى للشعاب المرجانية المخبأة في أعماق سطح الأرض، والتي يصل عمقها إلى 130 مترًا.
لا يمكن رؤية بعض الأنواع البحرية بمركبات أعماق البحار بسبب طبيعتها المراوغة. استخدمنا تقنيات متقدمة لاستخراج الحمض النووي من عينات المياه لفهرسة الحياة البحرية التي تتخذ من هذه النظم البيئية الفريدة موطنًا لها.
وقد اكتشف الفريق البحثي الثقوب الزرقاء إلى جانب العلماء المشهورين الدكتور محمد قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للحياة البرية، والبروفيسور كارلوس دوارتي، المنسق العلمي للبعثة. وقد شكلت قيادتهم القوية بيئة تعاونية متعددة الجنسيات.
وتماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030، يقود المركز الوطني للحياة الفطرية مبادرة توسيع المناطق البحرية المحمية في المملكة العربية السعودية لتشمل هذه النظم البيئية الفريدة. ويعزز اكتشاف الثقوب الزرقاء مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية للسياحة البيئية ورائدة عالميًا في الحفاظ على البيئة البحرية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=66868