إيران تهدد إسرائيل والولايات المتحدة برد “مدمر” على الهجمات التي تستهدفها وحلفاءها، حيث يشهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات، وتأتي هذه التهديدات في سياق تصعيد عسكري متزايد، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة ولبنان ضد جماعات المقاومة، مما يزيد من حدة الأوضاع في المنطقة.
وفي تصريحاته الأخيرة، أكد آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، أن “الأعداء، سواء كانوا النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية، سيتلقون بالتأكيد ردًا مدمرًا على ما يقومون به ضد إيران والأمة الإيرانية”.
تأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، والتي أسفرت عن مصرع عدد من الأشخاص.
خامنئي لم يحدد موعدًا أو نطاق الهجوم المحتمل، لكنه أشار إلى أن إيران ستدرس ردودها بعناية، وقد اتسمت تصريحاته السابقة بحذر أكبر، حيث دعا إلى عدم المبالغة أو التقليل من شأن الهجمات الإسرائيلية.
ومنذ بداية التصعيد العسكري في 7 أكتوبر 2023، أسفرت العمليات الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 43,000 فلسطيني، وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة.
الأوضاع الإنسانية في المنطقة متدهورة بشكل غير مسبوق، حيث تتعرض غزة لعمليات قصف متواصلة، ويعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء.
في لبنان، تتزايد الهجمات من قبل حزب الله ضد المواقع الإسرائيلية، حيث أشار الحزب إلى أنه استهدف صناعات عسكرية في مدينة حيفا، كما نفذت الجماعات المدعومة من إيران في العراق هجمات بالطائرات المسيرة على منتجع إيلات الإسرائيلي، مما يضاعف من الخطورة في المنطقة.
من جهة أخرى الأزمة الإنسانية في غزة أصبحت “مروعة”، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في شمال غزة يهدد بحدوث كارثة إنسانية كبرى. يتعرض السكان هناك لخطر الموت بسبب الأمراض والمجاعة والعنف.
وأكدت وكالات الأمم المتحدة أن كل السكان في شمال غزة في خطر وشيك، حيث لا تتوفر لهم المساعدات الأساسية.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة اليونيسف من التأثيرات النفسية المدمرة على الأطفال في لبنان بسبب الحرب المستمرة.
وقالت المنظمة إن الأطفال يعانون من جروح جسدية ونفسية عميقة، مما يؤثر على صحتهم النفسية بشكل كبير.
وقدمت الولايات المتحدة جهودًا دبلوماسية لاستعادة الهدوء في المنطقة، حيث أُفيد بأن الإدارة الأمريكية اقترحت على لبنان إعلان وقف إطلاق نار أحادي الجانب لإحياء المحادثات المتوقفة بين إسرائيل وحزب الله، لكن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، نفى هذه التقارير، مما يعكس التعقيدات التي تواجهها الدبلوماسية في هذه الأوقات العصيبة.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد تؤثر التطورات في الشرق الأوسط على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يسعى الرئيس بايدن إلى تحقيق استقرار في المنطقة.
ومع ذلك، يبدو أن التهديدات الإيرانية والهجمات الإسرائيلية ستستمر في تعقيد الوضع.
وتبقى منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط كبير مع استمرار التوترات العسكرية والسياسية.
إن التهديدات الإيرانية والردود الإسرائيلية تشير إلى إمكانية تصعيد أوسع قد يطال المزيد من الدول في المنطقة، في ظل الأزمات الإنسانية المستمرة، فإن الأمل في التوصل إلى حل سلمي يبدو بعيدًا، مما يترك ملايين الأشخاص في حالة من القلق والخوف من المستقبل.
إن العالم يراقب عن كثب، حيث قد تكون الأيام والأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مصير المنطقة واستقرارها.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68832