“FT”: كل ما تريد معرفته عن أمير الظل في الإمارات وأدواره الخفية

لندن – خليج 24| أزاحت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الستار عن الأدوار الخفية لمستشار الأمن القومي في الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.

وقالت الصحيفة إن طحنون يراقب كل شيء وهو الموثوق به ولكن تحت الرادار.

وبينت أن اتفاقية تطبيع الإمارات مع إسرائيل شارك فيها رجلان مؤثران وعادة ما يعملان بالظل أحدهما طحنون .

وأشارت الصحيفة إلى أن الأول كان مدير الموساد يوسي كوهين، بينما كان على الجانب الآخر طحنون بن زايد.

وبينت أن الأمن هو الذي أخرج طحنون كأهم شخصية مؤثرة في الإمارات إلى دائرة الضوء، وفق الصحيفة.

وأكدت أن ظهوره أبرز الرابطة بين القوة والتجارة والمصالح الوطنية الاستراتيجية في دول الخليج مثل الإمارات والسعودية وقطر.

ونبهت إلى بروز جيل من الأمراء الشباب الميال للتكنولوجيا والعقلية الأمنية إلى المقدمة.

وأكدت الصحيفة وجود ازياد في صورة عن آلية العمل الداخلي للعائلة المطلقة الحاكمة في أبو ظبي.

وتقول كريستين فونتنروز مسؤولة شؤون الخليج بمجلس الأمن القومي بإدارة دونالد ترامب، إن طحنون جزء من هذا هو الغموض.

وتضيف: “هو هادئ وموجود في كل مكان، فهو في الولايات المتحدة وفي المرة التالية تراه في طهران لكنه لن يخبرك”.

وطحنون 51عامًا، هو أخ شقيق لولي العهد محمد بن زايد، الحاكم الفعلي، وفق الصحيفة.

يدير ملفًا واسعًا يتجاوز الأمن القومي إلى القطاع التجاري الغامض في الإمارة الغنية بالنفط.

ويقول مسؤولون غربيون سابقون إنه يدير على مستوى السياسة الخارجية أهم ملفات الدولة الحساسة والمتحدية.

وأشاروا إلى إدارته ملف علاقة الإمارات مع إيران واليمن والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة وروسيا.

لكن، مصالحه تمتد إلى قطاع واسع من المؤسسات التجارية الكبرى.

فيعرف عنه أنه مدير شركة إي دي كيو القابضة كأهم الشركات المستثمرة.

ويترأس بنك أبو ظبي الأول، أكبر مقرض في الإمارات والذي تملك فيه الحكومة والعائلة الحاكمة أسهما كبيرة.

كما يترأس مجموعة رويال جروب والشركة الدولية القابضة العاملة بقطاع الصيد والصحة.

وضاعفت أرصدتها 4 مرات إلى 4 مليارات دولار عام 2020 التي تولى الشيخ طحنون إدارتها.

لكن النتائج المترتبة علة حضور العائلة الحاكمة في التجارة يضيّق من المساحة المتاحة للقطاع الخاص في اقتصاد تسيطر عليه الدولة.

ونقلت عن مدير تنفيذي أجنبي: “لو كان لديك رجل يلعب القمار ولديه ورقتان فمن الأفضل ألا تلعب أمامه”.

وقال: “لا يمكنك التنافس مع العائلة المالكة عندما تكون كل الأعمال الكبيرة ملكًا للدولة”.

وكشفت الصحيفة أن الخطوط الغامضة بين الدولة ومصالح العائلة الحاكمة كان سمة دول الخليج لكنها أصبحت أكثر وضوحا في الإمارات والسعودية.

وذكرت أنه وفي وقت بات فيه حكام البلدين أكثر استبدادًا وهوسًا بالأمن وراغبين بتطوير قطاعات جديدة ذات علاقة بالتكنولوجيا.

بينما قال الخبير بشؤون الخليج بمدرسة لندن للاقتصاد ستيفن هيرتوغ إن القيادة باتت الآن متركزة بسيطرة أكثر وسلطة أقل توازن بين الأبناء والأعمام وأبناء الأعمام.

وأضاف: “هذا استراتيجي، ويهدف لنيل سيطرة سياسية وليس الريع، وتحت سيطرة محمد بن زايد في الإمارات”.

وأكمل هيرتوغ: “هذا مثل الجيل الجديد من الأمراء بالسعودية الذين هم أصحاب محمد بن سلمان، وهي مركزة يتم استخدامها كأداة للقائد وليس كتلة غير واضحة كما في السابق”.

وذكرت الصحيفة أن بن سلمان شخصية حاضرة بمجال الأمن والاقتصاد، فقد عين بعد تولي والده الملك سلمان الحكم وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية.

كما حوّل هيئة الاستثمار العام بـ400 مليار دولار إلى أداة استثمار في الخارج. ومثل محمد بن زايد، فقد تبنى سياسة خارجية حازمة.

بينما الجيل الجديد من الأمراء على رأس الحكم بقطر، إذ أصبح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حاكمًا بعمر الـ33 عاما.

وذكرت أن تحت رقابته الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني 40عامًا، نجمًا صاعدًا ووزيرًا للخارجية ورئيسًا لجهاز قطر للاستثمار.

لكن طحنون ظل متميزًا بين جيله من ناحية سعة دوره وقدرته على العمل تحت الرادار، كما تقول فونتنروز.

دبلوماسي أمريكي سابق وصف طحنون بأنه رجل الظل.

وقال إنه وإلى جانب شقيقه المؤثر ولي العهد ضمن ستة من أبناء الشيخ زايد الذين يقودهم محمد، يعرفون بـ”أبناء فاطمة الستة”، ومنهم الشيخ منصور مالك نادي مانشستر سيتي، والشيخ عبد الله وزير الخارجية.

ونبهت إلى أن طحنون لديه خبرة عشرة أعوام في الجيش، وعين نائبًا لشقيقه الشيخ هزاع، مدير الأمن القومي، إذ حل محله بعد 3 أعوام.

ونوهت إلى أن صعوده تزامن مع سياسة التدخل الخارجي التي تبناها بن زايد، وتضييق مساحة التعبير في الداخل.

عرف عن طحنون بقربه من شقيقه محمد، وهو “جزء من حلقة مقربة لمحمد بن زايد يتحدث معهم بهذه الموضوعات، وطحنون رقم واحد”، وفق دبلوماسي غربي.

ويرى المسؤولون الأجانب أن طحنون رجل براغماتي وتحليلي، وكان أول من تحدث عن منظور سحب القوات الإماراتية من اليمن؛ لأن الحرب لا يمكن الانتصار فيها.

وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق إن طحنون أول من أعطى انطباعًا وقلقًا من دعم الإمارات للجنرال خليفة حفتر.

وأشار إلى أنه ليس “زعيما سياسيا قابلا للبقاء”، وأنه “رجل عسكري متقلب”.

وأكد أنه شوه التدخل في ليبيا سمعة الدولة الخليجية، وطالما ما اتهمتها الأمم المتحدة بخرق قرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

فيما قدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية أن الإمارات ربما قدمت دعما لمجموعة فاغنر الروسية التي نشرت ألفي مرتزق في ليبيا لدعم حفتر.

وكشفت منظمة هيومان رايتس ووتش عن أن شركة إماراتية “بلاك شيلد” جندت سودانيين للعمل كحراس أمن، ثم أرسلتهم للقتال في ليبيا.

وقالت المنظمة إن هذا مثال واحد من “التورط الخبيث للإمارات في النزاعات الخارجية”، ولم ترد وزارة الخارجية على أسئلة للتعليق.

ويقول المراقبون إن إنشاء شركات مثل جي42 هو امتداد لأهداف الإمارات الإستراتيجية، حيث باتت تعتمد على قطاعات التكنولوجيا والصحة.

وأشاروا إلى أنها ستكون علاقتها مع الاحتلال متركزة على هذين المجالين، بالإضافة لتكنولوجيا الزراعة، وعبر كيانات مرتبطة بالعائلة المالكة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.