لوحة إعلانية عملاقة تسلّط الضوء على دور الإمارات في حرب السودان تظهر في لندن

ظهرت في وسط العاصمة البريطانية لندن لوحة إعلانية عملاقة تلفت الانتباه إلى دور الإمارات العربية المتحدة في الحرب الدائرة في السودان، وذلك في شارع أكسفورد، أحد أكثر شوارع التسوق ازدحامًا في المدينة.

وتظهر اللوحة الإعلانية، التي تُعرض بشكل متكرر كل 80 ثانية على مدار اليوم والليل، صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لامرأة شابة تلتقط صورة “سيلفي” في حمام سباحة لا متناهٍ، مع أفق دبي الفاخر في الخلفية.

غير أن الصورة الظاهرة على شاشة هاتفها لا تعكس مشهد دبي، إحدى الإمارات السبع، بل تُظهر دمار الحرب في السودان. وبجوار الصورة، تظهر علامة تحديد موقع تشير إلى دبي مع عبارة لافتة تقول: «لن تبدو صورتك الذاتية جيدة بمجرد أن تكتشف ما يفعلونه في السودان».

كما يتم عرض الصورة ذاتها على جانب شاحنة متنقلة تجوب شوارع وسط لندن.

وتأتي هذه اللوحة ضمن حملة تقودها منظمة آفاز غير الربحية، بهدف لفت الانتباه إلى الدور الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في الحرب السودانية، حيث تُتهم بدعم قوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية متهمة بارتكاب إبادة جماعية وجرائم واسعة بحق المدنيين.

وتحتوي اللوحة الإعلانية على رمز استجابة سريعة (QR Code) يربط المستخدم بمقالات وتحقيقات صحفية حول دور الإمارات في السودان، من بينها تقارير نشرها موقع ميدل إيست آي، وصحيفتا الغارديان ونيويورك تايمز.

ولا تزال الإمارات تنفي تقديم أي دعم لقوات الدعم السريع، وقالت مؤخرًا إن تقريرًا نشره موقع ميدل إيست آي بشأن استخدام الإمارات قاعدة في بوساسو بالصومال كان قائمًا على “تلفيق”.

إلا أن الأدلة على تورط أبو ظبي في النزاع السوداني، وفق تقارير متعددة، تزايدت بشكل مطّرد منذ اندلاع الحرب.

وتشمل هذه الأدلة بيانات تتبع الرحلات الجوية، والأرقام التسلسلية للأسلحة، ومصادر متعددة في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى جانب دبلوماسيين في أوروبا والولايات المتحدة، فضلًا عن لقطات فيديو تشير إلى إرسال الإمارات أسلحة ودعمًا لوجستيًا إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الحليف القديم لأبو ظبي.

وتمر خطوط الإمداد إلى قوات الدعم السريع عبر مناطق تسيطر عليها أو تتعاون معها جهات حليفة للإمارات، من بينها جنوب ليبيا، وتشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، إضافة إلى منطقتي بونتلاند وصوماليلاند في الصومال.

وقال دبلوماسيون من دول عدة إن تورط الإمارات في حرب السودان يُعد «سرًا مكشوفًا»، غير أن جهود الضغط السياسي المكثفة التي تمارسها أبو ظبي، إلى جانب ما وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقًا بـ«أموالها غير المحدودة»، أسهمت في حمايتها من أي مساءلة مباشرة أو تبعات ملموسة.

وتهدف حملة آفاز إلى إبراز التناقض الصارخ بين صورة الإمارات كوجهة سياحية فاخرة، ودورها المثير للجدل في حرب السودان التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، وتسببت في أكبر أزمة إنسانية ونزوح في العالم.

وأفادت وسائل إعلام إماراتية، الخميس، بأن فنادق الدولة استقبلت أكثر من 23 مليون نزيل خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، وأن قطاع السياحة والسفر أسهم بنحو 70 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.

وبحسب دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، زار الإمارة أكثر من مليون شخص من المملكة المتحدة خلال العام الجاري، فيما تضم الإمارات أكثر من 200 فندق فاخر.

وقال أحد المارة في لندن للناشطين، وفق منشور نشرته منظمة آفاز: «دبي مدينة مغرية للغاية، لنكن صريحين. لم أكن أربط دبي بالحروب أبداً».

فيما قال آخر: «هذا أمر مروع حقًا. لا أعتقد أنني سأذهب إلى دبي الآن».

يُذكر أن قوات الدعم السريع نشأت من ميليشيات الجنجويد التي استخدمها نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير لقمع التمرد في دارفور خلال العقد الأول من القرن الحالي.

وكانت هذه القوات جزءًا من الدولة والجيش السوداني بين عامي 2013 و2023، قبل أن تنشق عن القوات المسلحة السودانية في أبريل/نيسان 2023.

ولا تزال الحرب مستمرة منذ ذلك الحين، وأسفرت عن نزوح أكثر من 14 مليون سوداني. وفي المقابل، تتلقى القوات المسلحة السودانية دعمًا من مصر وتركيا، وسط اتهامات بارتكاب فظائع من جميع أطراف النزاع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.