أعلنت المملكة العربية السعودية رفضها القاطع لما وصفته بـ”الإعلان الإسرائيلي الخطير” بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة، مجددة موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
وفي بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية السعودية مساء الأربعاء، عبّرت المملكة عن إدانتها الشديدة للتصريحات الإسرائيلية المتعلقة بفرض سيطرة كاملة على قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب مدمرة منذ أكتوبر الماضي، أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى وتدمير شبه كامل للبنية التحتية.
وأكدت الرياض في بيانها أن “المملكة ترفض بشكل قاطع ما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية”، واصفة ذلك بأنه “خرق واضح للقانون الدولي، وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، وتحدٍ سافر للقرارات الأممية ذات الصلة”.
وأضاف البيان أن “الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تكرّس سياسة فرض الأمر الواقع وتجهض أي أمل في تحقيق تسوية سياسية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.
وجددت وزارة الخارجية السعودية التأكيد على أن “أي محاولة لتوسيع الاستيطان أو ضم الأراضي المحتلة هو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا”، مشددة على “أهمية إلزام السلطات الإسرائيلية بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُقر بعدم شرعية الاحتلال أو الاستيطان”.
وشددت المملكة على دعمها الكامل للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من مواقفها التاريخية الثابتة، مشيرة إلى أن الحل العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.
وأكد البيان أن “السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة”.
ويأتي الموقف السعودي الرافض في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب على غزة، وسط مخاوف من انفجار أمني أوسع قد يمتد إلى لبنان وسوريا والضفة الغربية. ويُنظر إلى بيان الرياض باعتباره جزءًا من جهد عربي أوسع يسعى للجم التصعيد، ودفع نحو تسوية سياسية شاملة تُنهي الاحتلال وتضمن الحقوق الفلسطينية.
ويعكس البيان السعودي أيضًا رغبة المملكة في تأكيد استقلالية قرارها السياسي في التعامل مع الملف الفلسطيني، في ظل تزايد التحليلات الغربية حول تقارب إقليمي يضعف مركزية القضية الفلسطينية في الأجندة العربية، وهو ما تنفيه الرياض بشكل متكرر.
وبهذا الموقف الواضح، تعيد المملكة العربية السعودية التأكيد على التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها القاطع لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تمسّ وحدة الأراضي الفلسطينية أو تكرّس واقع الاحتلال.
ويُتوقع أن يتبع هذا البيان تحركات دبلوماسية سعودية ضمن المحافل الإقليمية والدولية، لحشد موقف جماعي يدفع باتجاه وقف العدوان الإسرائيلي، وإحياء المسار السياسي على أسس عادلة وشاملة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71502