فاز الروائي المصري محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 عن روايته “صلاة القلق”.
ومُنح ندى جائزة قدرها 50 ألف دولار أمريكي عن روايته الشعرية الثالثة في حفل أقيم في أبوظبي مساء الخميس. وتأتي الجائزة مع تمويل إضافي لترجمة الرواية إلى الإنجليزية.
وهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها مصري بالمسابقة منذ عام 2009، عندما فاز بها يوسف زيدان عن روايته ” عزازيل” .
تدور أحداث رواية “صلاة القلق”، الصادرة عن دار ماسيليانا للنشر، في قرية معزولة بصعيد مصر، حيث يعتقد سكانها أنهم محاصرون بحقل ألغام ولا يعرفون الكثير عن العالم الخارجي سوى أن الحرب مع إسرائيل مشتعلة منذ عقد، وأن قريتهم قد تكون خط الدفاع الأول الذي يمنع العدو من دخول مصر.
ويصف ندى عملية كتابة الرواية بأنها ثرية. يقول: “جاءتني فكرة الرواية أواخر عام ٢٠١٧. بدأت كقصيدة، ثم تحولت إلى رواية قصيرة، ثم إلى رواية ضخمة، عدتُ إليها وحذفتُ منها مقاطع حتى اتخذت شكلها المنشور”.
كان القلق الذي يسود شخصيات الرواية حاضرًا أيضًا في النص نفسه، وهو يتنقل بين الأنواع والأشكال التعبيرية. لذا كانت رحلتي مع الرواية بمثابة منعطف تعلّم، بدأته بالشعر، حيث كنت أذكر نفسي بقول الجاحظ (الكاتب والأكاديمي العراقي في القرن الثامن الميلادي): «لا خير في كلام لا يُعبّر عن معناك».
وقد أشادت الأكاديمية والمترجمة المصرية البريطانية منى بيكر، رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام، بالعمل لأنه يطرح بعض الأسئلة المقلقة للقراء.
وقالت ” لقد فازت صلاة القلق لأنها نجحت في تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية تتردد صداها لدى القارئ وتوقظه على أسئلة وجودية ملحة”، كما تقول.
يمزج محمد سمير ندا بين تعدد الأصوات والرمزية ولغة شعرية آسرة، جاعلا من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها الوحي مع الصمت، والحقيقة مع الوهم. هذه الرواية تتجاوز مجرد قرية في صعيد مصر، بل تصبح استعارة لمجتمعات يحاصرها الخوف والاستبداد، مانحةً الرواية أبعادًا تتجاوز الجغرافيا وتلامس مواضيع إنسانية كونية.
يصفها الأستاذ ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، بأنها رواية كلاسيكية مستقبلية في الأدب العربي المعاصر. ويقول: “بسحر الكتابة الأنيقة والبنية البارعة للرواية، ينجذب القارئ إلى عالم مصغر ديستوبي ذي معانٍ متعددة الأصوات، يأسر القارئ ببراعة حتى النهاية”.
رواية “صلاة القلق” صيغت ببراعة ومهارة سردية كبيرتين، وهي رواية آسرة ومحفزة للفكر. ومن المتوقع أن تصبح عملاً كلاسيكياً في المشهد الأدبي العربي في السنوات القادمة.
وُلد ندى في العراق قبل أن ينتقل إلى طرابلس، ثم يستقر في القاهرة. تتنوع مسيرة ندى الأدبية بقدر تنوع صوته. أثناء عمله في قطاع السياحة وشغله حاليًا منصب المدير المالي في القاهرة، كتب رواياتٍ وساهم بتعليقاتٍ ثقافية في الصحف المصرية. من بين مؤلفاته السابقة ” مملكة مليكة” (٢٠١٦) و “اعترافات الأسوار” (٢٠٢١) .
وبرزت رواية ندى من قائمة مختصرة ديناميكية ضمت رواية “لمسة نور” للكاتبة الإماراتية نادية نجار ، وهي رواية تتعمق في جوانب مختلفة من ماضي المنطقة، بما في ذلك تاريخ دبي قبل اكتشاف النفط.
كما رُشّح الروائي الموريتاني أحمد فال الدين لجائزة نوبل عن روايته ” دانشمند” ، التي تُعيد تصور حياة الإمام والباحث أبو حامد الغزالي في القرن الثاني عشر، وكذلك رواية “وادي الفراشات” للكاتب العراقي أزهر جرجيس، التي تتناول تطور بغداد على مدى العقدين الماضيين من خلال مزيج من الخيال والدراما والكوميديا.
وحصلت جميع الروايات المرشحة على جائزة نقدية بقيمة 10,000 دولار أمريكي. ومن المتوقع مشاركة ندى والمؤلفين المرشحين في جلسات معرض أبوظبي الدولي للكتاب ، الذي يُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من السبت إلى 6 مايو.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71353