وول ستريت جورنال: خطة إماراتية لعملية برية في اليمن بدعم أمريكي

قدّم مقاولون أمنيون أميركيون خاصون نصائح للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة، وفقًا لأشخاص مشاركين في التخطيط. وقال مسؤولون أميركيون ويمنيون إن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم هذه الفصائل، طرحت الخطة مع مسؤولين أميركيين خلال الأسابيع الأخيرة.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية من قبل القوات المحلية، مع التأكيد على أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن ما إذا كانت ستدعم هذا الجهد. وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تقود المحادثات الخاصة بالعملية البرية، بل إن النقاش يدور حول تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لتولي مسؤولية أمن البلاد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز “في نهاية المطاف، تقع مسؤولية الأمن في البحر الأحمر على عاتق شركائنا في المنطقة، ونحن نعمل عن كثب معهم لضمان بقاء طرق الشحن في تلك المياه آمنة ومفتوحة لسنوات قادمة”.

وبموجب الخطة الجاري مناقشتها، ستنشر الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد قواتها على الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، وستحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، وفقًا لمسؤولين يمنيين.

إذا نجحت، فإن العملية البرية ستدفع الحوثيين إلى التراجع من أجزاء كبيرة من الساحل، حيث شنّت الجماعة المصنّفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة هجمات على سفن تمر في تلك المياه.

وسيشكّل الاستيلاء على الحديدة ضربة كبرى للحوثيين، إذ سيحرمهم من شريان اقتصادي حيوي ويقطع طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران. وتنفي طهران علنًا تزويد الحوثيين بالسلاح، لكن مفتشي الأمم المتحدة تتبعوا مرارًا شحنات سلاح مصادرة تعود إلى إيران.

قال القائد الحوثي البارز محمد علي الحوثي إن الحملة الجوية الأميركية فشلت في وقف الجماعة، وإن العملية البرية ستلقى نفس المصير.

تأتي المناقشات حول العملية البرية في وقت تقول فيه واشنطن إنها تدرس خيارات لإنهاء حملتها الجوية في اليمن، إذ تسعى إدارة ترامب إلى إظهار التزامها بحملات محدودة وتجنب الحروب التي لا تنتهي.

وتشكل العملية البرية الكبرى خطرًا بإحياء الحرب الأهلية اليمنية التي خمدت منذ سنوات، وتسببت في أزمة إنسانية عندما دعمت السعودية والإمارات القوات المحلية بحملة قصف جوي.

بدأ الحوثيون مهاجمة السفن في البحر الأحمر والمياه القريبة بعد أن أرسلت إسرائيل قواتها إلى غزة ردًا على هجمات حماس في أكتوبر 2023 جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين. ولا تزال معظم حركة السفن التجارية تُحوّل إلى الطريق الأطول حول جنوب إفريقيا بدلًا من المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

وقد أطلقت الولايات المتحدة عمليتها ضد الحوثيين في 15 مارس، وقالت إنها تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة في أحد أهم طرق الشحن التجاري.

وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 350 ضربة جوية منذ بداية الحملة. ولم تصدر القيادة العسكرية الأميركية أي تقييم ميداني منذ الضربات الأولى.

فيما قال مسؤولون يمنيون ومراقبون مطّلعون على الحرب في البلاد إن نحو شهر من الضربات الأميركية أسفر عن نتائج مختلطة، مؤكدين أن الغارات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين.

فمنذ بداية الضربات، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيّرة قرب حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس. ترومان» المتمركزة في البحر الأحمر، كما استأنفوا هجماتهم على إسرائيل.

وقال مسؤولون أميركيون إن حاملة طائرات ثانية وسفنًا مرافقة لها وصلت مؤخرًا إلى المنطقة، مما يُرجّح تصعيد الضربات الجوية لعدة أسابيع إضافية.

ومع ذلك، فإن احتمال دعم عملية برية يثير تعقيدات للولايات المتحدة، التي كانت قد دعمت تحالفًا مكوّنًا من نحو 12 دولة عربية بقيادة السعودية والإمارات ضد الحوثيين خلال الحرب الأهلية الطويلة في اليمن.

وقد انتهى ذلك الصراع بهدنة في عام 2022، رغم استمرار القتال منخفض الحدة بين الحوثيين وبعض الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات. وأخبر مسؤولون سعوديون، وهم من أبرز داعمي الحكومة اليمنية، نظراءهم الأميركيين واليمنيين سرًا بأنهم لن يشاركوا في أي عملية برية جديدة في اليمن، خوفًا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي سبق أن أطلقها الحوثيون على مدن سعودية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.