جماعة الحوثي تحولت إلى رقم إقليمي لا يمكن تجاوزه

تحولت جماعة أنصار الله “الحوثي” في اليمن إلى رقم إقليمي لا يمكن تجاوزه وقد تمكنت من استهداف المدن الإسرائيلية والسفن في البحر الأحمر بعد الحرب الإسرائيلية على غزة بحسب ما أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن جماعة الحوثي برزت أقوى من الحملة العسكرية التي قادتها السعودية لمدة 7 سنوات، ونجت من ضربات جوية شنتها إسرائيل وإدارة بايدن العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة ظهرت في التسعينيات كتمرد قبلي متواضع، لكنها سيطرت على مناطق واسعة في شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء عام 2014، ما أشعل حربًا أهلية لا تزال مستمرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثي تحملت آلاف الضربات الجوية من حملة عسكرية قادتها السعودية بدعم أمريكي لأكثر من سبع سنوات، لكنها فشلت في إعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى السلطة.

وترى الصحيفة أنه بفضل الدعم الإيراني من أسلحة وتدريب، وسّع الحوثيون قدراتهم لتهديد السعودية والإمارات بالطائرات المسيّرة والصواريخ.

بعد اندلاع الحرب في غزة أواخر 2023، حوّل الحوثيون تركيزهم إلى المدن الإسرائيلية والسفن المارة عبر سواحل اليمن إلى البحر الأحمر، مما أعاق التجارة في أحد أكثر الممرات المائية التجارية ازدحامًا في العالم.

وردت إدارة بايدن، إلى جانب بريطانيا، بضربات جوية متقطعة قللت من الهجمات الحوثية لكنها لم توقفها. كما شنت إسرائيل ضربات خاصة بها على اليمن، بما في ذلك استهداف مطار صنعاء في ديسمبر.

والآن، يأمل ترامب، في أول عملية عسكرية كبيرة لإدارته الجديدة، أن ينجح حيث فشل الآخرون.

وقال مسؤولون أمريكيون إن ضربات السبت هدفت إلى إعادة فتح ممرات الشحن وتوجيه تحذير إلى داعمي الحوثيين في إيران. ووصفوا الضربات بأنها بداية حملة مستمرة قد تستمر لأسابيع، بحسب محللين.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث لقناة “فوكس نيوز” الأحد: “حرية الملاحة أمر أساسي، إنه مصلحة وطنية محورية. في اللحظة التي يقرر فيها الحوثيون التوقف عن استهداف سفننا وطائراتنا المسيّرة، ستتوقف هذه الحملة. لكن حتى ذلك الحين، ستكون بلا هوادة”.

وصرح مستشار الأمن القومي مايك والتز أن الضربات استهدفت قادة الحوثيين، بعد أن أدرج ترامب الجماعة كمنظمة إرهابية في يناير، بعدما أزالتها إدارة بايدن من القائمة سابقًا.

وقال والتز: “كان هذا ردًا ساحقًا استهدف العديد من قادة الحوثيين وتم تصفيتهم”، دون أن يحدد أسماء المستهدفين. بينما قالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين إن 31 مدنيًا قُتلوا وأُصيب 101 آخرون.

وتُمكن هجمات الحوثيين وردودهم المتحدية على الضربات الغربية الجماعة من إظهار التضامن مع الفلسطينيين، وزيادة شعبيتهم في العالم العربي، وتقديم أنفسهم كلاعب دولي يتحدى أقوى الجيوش في العالم.

قال محمد الباشا، مؤسس شركة “باشا ريبورت” للاستشارات الأمنية ومقرها الولايات المتحدة: “الاعتقاد بأن موجة هائلة من الضربات الجوية ستجعل الحوثيين يستسلمون ببساطة أمر سخيف. سيردون بشدة. ستكون دورة انتقامية شرسة”.

وأضاف أن هذه الضربات الجوية تمثل تصعيدًا جديدًا في النزاع. فقد يعيد الحوثيون استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية، بل وحتى القواعد العسكرية الأمريكية في جيبوتي والإمارات. وحذر من أنه إذا طال أمد النزاع، فمن المرجح أن يستأنف الحوثيون الهجمات على السعودية للضغط بشكل غير مباشر على واشنطن.

ومنذ عام 2023، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة، مما أدى إلى إغراق سفينتين وقتل أربعة بحارة. وادعوا مؤخرًا إسقاط طائرة مراقبة أمريكية وإطلاق صاروخ على مقاتلة أمريكية.

وقال محمد البخيتي، المتحدث باسم الحوثيين، إن عملياتهم البحرية تستهدف إسرائيل لانتهاكها وقف إطلاق النار في غزة، محذرًا من أن الهجمات الأمريكية ستقابل برد. وكتب على منصة “إكس”: “سنقابل التصعيد بالتصعيد، ومن بدأ فهو الأظلم”، مقدمًا الصراع مع الولايات المتحدة على أنه معركة بين الخير والشر.

فيما قال وولف-كريستيان بيس، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، إن قدرة الحوثيين على تنفيذ المزيد من الهجمات قد تضعف جزئيًا بسبب الخسائر التي تكبدوها في الضربات السابقة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقد انضم ترامب إلى سلسلة الرؤساء الأمريكيين، منذ جورج بوش الابن، الذين أمروا بضربات جوية ضد الحوثيين أو القاعدة في اليمن، أو كليهما.

وخلال العقد الماضي، عانى اليمن، الذي يعد بالفعل أحد أفقر دول العالم، من عشرات الآلاف من الضحايا والمجاعة والأوبئة وانهيار الدولة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.