قالت وكالة “رويترز” العالمية للأنباء إن الإمارات العربية المتحدة تخالف الإجماع العربي بشأن مستقبل غزة والموقف من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” باشتراطها نزع سلاح الحركة بالكامل.
وذكرت الوكالة أن الإمارات تعتبر حماس تهديداً وجودياً، وتشترط نزع سلاح الحركة بالكامل، بينما تدعو دول عربية أخرى إلى نهج تدريجي، وفقاً لمصدر مطّلع.
أما السعودية، فتعتبر استمرار وجود حماس المسلحة في غزة عقبة أمام أي حل، بسبب المعارضة القوية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين يجب أن توافقا على أي خطة، بحسب الوكالة.
وقدتبنّى القادة العرب يوم الثلاثاء خطة إعادة إعمار مصرية لقطاع غزة، بقيمة 53 مليار دولار، تتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك على عكس رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”ريفيرا الشرق الأوسط”.
وأعلن البيت الأبيض أن الخطة التي تبنتها الدول العربية لا تعالج واقع غزة، مؤكداً أن ترامب متمسك بمقترحه.
وكانت خطة ترامب، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والاستحواذ على القطاع، قد لاقت إدانة عالمية الشهر الماضي، ما عزز مخاوف الفلسطينيين من تهجير دائم من أراضيهم.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن المقترح المصري، الذي رحبت به حماس وانتقدته إسرائيل والولايات المتحدة، تم تبنيه في ختام قمة في القاهرة. وأضاف السيسي أنه واثق من قدرة ترامب على تحقيق السلام، مؤكداً أن قطاع غزة قد دُمِّر بالكامل بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وتبقى الأسئلة الكبرى حول مستقبل غزة متعلقة بمن سيتولى إدارتها، ومن سيموّل إعادة الإعمار التي تحتاج إلى مليارات الدولارات.
وأوضح السيسي أن مصر عملت بالتعاون مع الفلسطينيين على تشكيل لجنة إدارية مكونة من تكنوقراط فلسطينيين مستقلين، تتولى إدارة شؤون غزة لفترة مؤقتة بعد انتهاء الحرب، إلى حين عودة السلطة الفلسطينية.
لكن قضية حماس تظل من أكثر القضايا تعقيدًا، خصوصًا أن هجومها في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
وقد ردت إسرائيل بهجوم عسكري أدى إلى مقتل أكثر من 48,000 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة المحلية، كما نزح تقريباً جميع سكان غزة، مما أدى إلى اتهامات بجرائم حرب وإبادة جماعية، وهي اتهامات ترفضها إسرائيل.
وأعلنت حركة حماس في بيان أنها توافق على اقتراح اللجنة الإدارية المصرية، لكنها لن تشارك بمرشحين لها فيها. ومع ذلك، ستحتاج اللجنة إلى موافقة حماس على مهامها وأعضائها وأجندتها، على أن تعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في وقت متأخر يوم الثلاثاء إنه تم تحديد أسماء الأفراد الذين سيشاركون في اللجنة.
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمقترح المصري، وحثّ ترامب على دعمه باعتباره بديلاً عن تهجير الفلسطينيين.
كما أعلن عباس، الذي يتولى السلطة منذ 2005، استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عندما تسمح الظروف بذلك، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة للحكم والقوات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. وردت حماس بالترحيب بفكرة الانتخابات.
لكن عباس يواجه تحديات متزايدة بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما أضعف شرعيته. ويعتبره العديد من الفلسطينيين زعيماً غير ديمقراطي وغير متصل بواقعهم.
وفي بيان لها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة بأنها “تعتمد على رؤى قديمة”، رافضة الاعتماد على السلطة الفلسطينية، كما انتقدت بقاء حماس في السلطة.
أما واشنطن، فقد عبرت عن رفضها للخطة العربية، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض براين هيوز: “المقترح الحالي لا يعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حالياً، وسكانها لا يستطيعون العيش بكرامة في أراضٍ مغطاة بالأنقاض والذخائر غير المنفجرة”.
وأضاف: “الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة إعمار غزة بدون حماس”.
وتعتمد إعادة إعمار غزة بشكل كبير على مساهمات الدول الخليجية الغنية بالنفط، مثل الإمارات والسعودية، التي تمتلك الأموال اللازمة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن صندوق إعادة الإعمار سيسعى للحصول على تمويل دولي وإشراف عالمي، ومن المرجح أن يكون مقره في البنك الدولي.
وقد تأسست حماس عام 1987 على يد جماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وقال مسؤول حماس البارز، سامي أبو زهري، إن الحركة ترفض دعوات إسرائيل والولايات المتحدة لنزع سلاحها، مؤكداً أن “حقها في المقاومة غير قابل للتفاوض”.
وأضاف أبو زهري أن الحركة لن تقبل أي محاولة لفرض مشاريع أو أي شكل من أشكال الإدارة غير الفلسطينية أو وجود قوات أجنبية في غزة.
ومنذ ما يقرب من شهر، تتشاور مصر والأردن ودول الخليج بشأن بديل لمخطط ترامب، الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين وسيطرة أمريكية على غزة، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
ووفقًا لمسودة البيان الختامي للقمة، التي اطلعت عليها رويترز، رفضت الدول العربية التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة.
وقال مصدر مطّلع إن إسرائيل قد لا تعارض تسليم إدارة غزة لكيان عربي، بشرط استبعاد حماس من المشهد.
لكن مسؤولًا إسرائيليًا قال لرويترز: “منذ البداية، كانت أهداف الحرب القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70814