تضغط إسرائيل لإقامة حكم ذاتي درزي على حدودها ضمن رؤية لتقسيم سوريا عبر توسيع نطاق عملياتها العسكرية في جنوب البلاد بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تسعى لإقناع القوى العالمية بالحفاظ على الحكومة المركزية في دمشق ضعيفة. كما تضغط من أجل تحويل سوريا إلى نظام فيدرالي يتكون من مناطق إثنية مستقلة، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية منزوعة السلاح – وهو مقترح رفضته الحكومة السورية.
وقد طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بجعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح، وأكد أن القوات السورية المتحالفة سابقًا مع القاعدة لن يُسمح لها بالعمل في المنطقة.
وجاء ذلك بعد أن هددت إسرائيل بتدخل عسكري لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وسط توترات بين بعض الدروز وقوات الأمن الحكومية في إحدى ضواحي دمشق.
وقال نتنياهو يوم السبت: “لن نسمح للنظام الإسلامي المتطرف الجديد في سوريا بإيذاء الدروز.”
وتهدف إسرائيل إلى إنشاء منطقة حكم ذاتي درزية على حدودها كجزء من رؤية أوسع لسوريا مقسمة إلى ولايات شبه مستقلة، مع حكومة مركزية ضعيفة.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في اجتماع وزاري ببروكسل في 24 فبراير: “سوريا المستقرة يمكن أن تكون فقط سوريا فيدرالية تحترم طرق الحياة المختلفة.”
ويرى بعض المحللين أن هذه الرؤية قد تُبقي سوريا في حالة ضعف وانقسام دائمين، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وقال دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: “لإسرائيل مصلحة في ضمان عدم تشكيل سوريا تهديدًا لها، لكنها تحتاج أيضًا إلى دعم انتقال مستقر هناك.”
وحذر شابيرو من أن استمرار التدخل العسكري الإسرائيلي قد يجعل إسرائيل قضية مركزية في السياسة الداخلية السورية.
ومنذ سقوط بشار الأسد قبل ثلاثة أشهر، شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت البنية العسكرية السورية لمنع وصول الأسلحة إلى القيادة الجديدة، خاصة جماعة هيئة تحرير الشام (HTS)، مما أدى إلى إضعاف قدراتها العسكرية.
في خطاب أمام القمة العربية في القاهرة يوم الثلاثاء، ندد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بالضربات الإسرائيلية، قائلًا: “منذ احتلالها للجولان عام 1967، لم تتوقف إسرائيل عن انتهاك حقوق شعبنا.”
وتشعر إسرائيل بقلق متزايد من دور تركيا في سوريا، حيث دعمت أنقرة حركة التمرد التي أطاحت بنظام الأسد في ديسمبر، مما جلب نفوذها مباشرة إلى حدود إسرائيل.
ورغم أن تركيا عضو في الناتو وحليف للولايات المتحدة، إلا أن العلاقات مع إسرائيل توترت، خاصة بعد الحرب في غزة.
وتخشى إسرائيل من أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي كانت له علاقات سابقة مع القاعدة، قد يكون متحالفًا مع أنقرة.
وتحاول إسرائيل تعزيز علاقاتها مع الأقلية الدرزية داخل إسرائيل وفي سوريا، حيث ترى فيهم شريكًا أمنيًا واستراتيجيًا محتملًا.
وقال أمير عفيفي، مسؤول عسكري إسرائيلي سابق: “إسرائيل تحتاج إلى بناء تحالف استراتيجي مع الدروز لضمان عمقها الأمني في سوريا.”
في الوقت نفسه، استثمرت إسرائيل في دعم المجتمع الدرزي داخل أراضيها، خاصة في قضايا الإسكان والتراخيص، حيث اشتكى الدروز سابقًا من تمييز الحكومة ضدهم.
وفي ظل تزايد النفوذ التركي، تأمل إسرائيل أن تستعيد روسيا بعض مواقعها في سوريا بعد أن تخلت عن قواعدها خلال الصراع الأخير.
وخلال العقد الماضي، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا، وكانت لديها قناة تنسيق مع روسيا لمنع أي تصادم.
يوم الاثنين، قصفت الطائرات الإسرائيلية مستودع أسلحة تابعًا للنظام السوري السابق في القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد.
ويقول محللون إن هذا قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، ويُفاقم الانقسامات داخل سوريا، مما قد ينعكس في النهاية سلبًا على أمن إسرائيل.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70811