الرئيس اللبناني يزور السعودية على أمل استعادة العلاقات الاقتصادية

يزور الرئيس اللبناني جوزيف عون المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه منصبه في يناير حيث سيدفع نحو استعادة العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.

وتمثل الزيارة بداية لسلسلة من الزيارات الدولية التي تهدف إلى إحياء علاقات لبنان مع الدول العربية، خاصة بعد حرب إسرائيل في المنطقة.
وستكون المحطة الأولى الرياض حيث سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ومن المتوقع أن يطلب عون، الذي كان قائدا للجيش اللبناني قبل انتخابه رئيسا في التاسع من يناير/كانون الثاني، من السعودية إعادة تفعيل حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للقوات المسلحة اللبنانية، بحسب ما قاله في مقابلة مع قناة الشرق التلفزيونية بثت الجمعة.

وكان تم تعليق المنحة العسكرية في عام 2016 أثناء التوتر الدبلوماسي، بعد فشل لبنان في إدانة الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. تهدف هذه الرحلة إلى إعادة العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر، حيث تندد الرياض بشكل خاص بنفوذ إيران في لبنان من خلال حزب الله.

وقال عون “آمل وأنتظر من المملكة العربية السعودية وخاصة ولي العهد تصحيح العلاقة بما يخدم مصالح البلدين”، في إشارة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.

وستركز المناقشات على الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان، وقضايا الأمن الإقليمي، وخاصة الوجود الإسرائيلي في المناطق الحدودية في جنوب لبنان.

وتحتاج البلاد إلى إعادة إعمار عاجلة بعد أشهر من الضربات الإسرائيلية، ولكن المساعدات والدعم الأجنبي يتوقفان على الإصلاحات المالية التي طال انتظارها.

وقال عون إن لبنان ملتزم بهذه الإصلاحات لكنه يأمل أن تأتي مساعدات إعادة الإعمار بدورها “خطوة بخطوة” للسماح بإعادة البناء، حتى يتمكن اللبنانيون النازحون من القرى المدمرة في الجنوب من العودة إلى ديارهم.

ومن المنتظر أن يرفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حظر السفر المفروض على المواطنين السعوديين إلى لبنان في عام 2021 بسبب مخاوف أمنية، كبادرة على ولايته الجديدة.

بعد حرب حزب الله وإسرائيل عام 2006، أنفقت السعودية مليارات الدولارات في البلاد على إعادة إعمار الجنوب وتوفير الدعم السياسي، إلا أن قوة حزب الله زادت لاحقا بدعم ونفوذ إيران.

والتطورات الأخيرة في المنطقة ــ مع تعامل إسرائيل مع حزب الله العام الماضي وإسقاط حليف الجماعة المسلحة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول ــ تترك المجال لاستعادة العلاقات بين بيروت والرياض.

وتأتي زيارة عون في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحولات حيوية. ففي لبنان يأتي انتخابه بعد أكثر من عامين من الفراغ السياسي وتشكيل الحكومة والحرب مع إسرائيل التي أضعفت حزب الله عسكريا وسياسيا.

كما أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة قد أعادت رسم المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة.

وسيرافق عون في زيارته إلى الرياض وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، ومن ثم يتوجهان إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية المقرر أن تبدأ الثلاثاء.

في الثامن من فبراير/شباط، أعلن نواف سلام رئيس الوزراء اللبناني تشكيل حكومة جديدة ، منهياً بذلك أكثر من عامين من حكم حكومة تصريف الأعمال.

وقال سلام إن حكومته الجديدة سوف تسعى إلى أن تكون “حكومة إصلاح وإنقاذ”، وتعهد بإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي بعد الحرب المدمرة بين إسرائيل وحزب الله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.