ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا في مؤتمر استثماري في ميامي ترعاه جهات حكومية سعودية يوم الأربعاء، في وقت يسعى فيه مؤسسة ترامب إلى توسيع إمبراطوريتها العقارية في السعودية، بينما يسعى الرئيس إلى تعزيز العلاقات مع الشريك في الشرق الأوسط.
وبحسب شبكة سي بي إس الأمريكية، جاء خطاب ترامب بعد يوم من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة السعودية الرياض حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما تسعى الإدارة إلى الحصول على تعاون السعودية في مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحرب في غزة.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد تعهّد في مكالمة هاتفية مع ترامب عقب توليه منصبه في يناير، باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.
وقد عُقدت القمة FII PRIORITY في ميامي بيتش، والتي وُصفت بأنها فرصة للقادة الفكريين والمستثمرين وصناع السياسات للالتقاء و”إطلاق قيمة استثنائية”. يُعتبر صندوق الاستثمارات العامة السعودي الداعم الرئيسي للمؤتمر، إلى جانب كيانات حكومية سعودية أخرى، بما في ذلك وزارة الاستثمار السعودية وبنك الرياض، الذي تسيطر عليه الحكومة السعودية.
وتحت قيادة ولي العهد، كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد استثمر 2 مليار دولار في شركة الأسهم الخاصة لصهر ترامب، جاريد كوشنر، بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض في عام 2021. كما يُعد الصندوق داعمًا رئيسيًا لدوري LIV Golf، الذي أقام عدة بطولات في ملاعب جولف مملوكة لترامب.
وتثير العلاقات التجارية لعائلة ترامب مع السعودية تساؤلات حول دوافع الخطاب الذي ألقاه الرئيس، وما إذا كانت مصالحه التجارية قد تؤثر على كيفية إدارته للعلاقة مع القيادة السعودية الاستبدادية.
قال جوردان ليبوفيتز، نائب رئيس الاتصالات في منظمة المواطنين من أجل الأخلاق في الحكومة (CREW): “عندما ترى شيئًا كهذا، عليك أن تتساءل: هل يتم ذلك لتعزيز مصالح ترامب التجارية، أم أن هناك سببًا يجعل أمريكا تريد رئيسها هناك؟”
وأضاف: “الرئيس منخرط في صفقات تجارية في بلد أجنبي، وعليك أن تتساءل: ما الذي يضعه في المقام الأول، أعماله أم مصالح الأمريكيين؟”
وبدأ ترامب خطابه بالتفاخر بعقاراته في منطقة ميامي، ثم تحدث عن القادة في الشرق الأوسط، لكنه ذكر السعودية وقادتها بالاسم فقط.
وأشاد بالمملكة العربية السعودية ووصفها بأنها “مكان خاص بقيادة خاصة”، وذكر وزير المالية السعودي محمد الجدعان.
وأشار ترامب إلى أن السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بندر آل سعود، كانت جالسة بجانب رجل الأعمال إيلون ماسك في الجمهور. كما أشاد بصهره ومستشاره السابق في شؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، واصفًا إياه بأنه “رجل مميز جدًا”.
وشكر ترامب السعودية على “العمل العظيم” الذي قامت به في استضافة المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، كما أشاد بولي العهد السعودي، وهاجم مجددًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ”الدكتاتور”.
وأكد البيت الأبيض أن الأمير محمد بن سلمان لعب دورًا في الإفراج الأخير عن الأمريكي المحتجز في روسيا مارك فوجل.
كما كرر ترامب خطته لخفض الضرائب على الشركات التي تصنع منتجاتها داخل الولايات المتحدة، قائلاً: “أحمل اليوم رسالة بسيطة لرجال الأعمال من جميع أنحاء البلاد والعالم: إذا كنتم تريدون بناء المستقبل، ودفع الحدود، وإطلاق الابتكارات، وتحويل الصناعات، أو تحقيق ثروة… هل تريدون تحقيق ثروة؟ معظمكم قد فعل ذلك بالفعل، لا أريد أن أقول… لا يوجد مكان أفضل على وجه الأرض من الولايات المتحدة الحالية والمستقبلية تحت قيادة رئيس معين يُدعى دونالد ج. ترامب.”
كما أشاد بجهود إدارته في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وأثنى على عمل ماسك في تقليص حجم الحكومة، حيث يهدف إلى خفض الإنفاق حتى 2 تريليون دولار.
واقترح ترامب إعادة 20% من التوفير المحقق من وزارة الكفاءة الحكومية إلى المواطنين الأمريكيين، مع تخصيص 20% أخرى لتسديد الديون. لكنه لم يوضح أين ستذهب 60% المتبقية من هذه المدخرات.
وسلم ترامب إدارة مؤسسة ترامب أورغانايزيشن إلى أبنائه ووضع أصوله في صندوق استئماني قبل توليه منصبه في يناير، وهو ترتيب مماثل لما فعله في ولايته الأولى. لكنه رفض بيع مصالحه التجارية بالكامل، مما أثار تساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل في تعاملاته مع الكيانات الأجنبية.
وفي العام الماضي، أعلنت مؤسسة ترامب عن خطط لتطوير برج ترامب في جدة، وهي مدينة سعودية رئيسية على البحر الأحمر.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70735