قالت صحيفة التايمز البريطانية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برز كلاعب رئيسي في الدبلوماسية الدولية ويتوسط في محادثات أوكرانيا لتغيير صورته لصانع سلام.
وحسب الصحيفة “لم يمضِ وقت طويل منذ أن كان محمد بن سلمان شخصية منبوذة، يتجنبه العديد من قادة العالم بسبب مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018”.
وقد كان هناك استثناءان بارزان: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حرص بعد أسابيع فقط من الجريمة على الترحيب بالأمير السعودي في مؤتمر عالمي بضربة كف عالية.
لاحقًا، صرّح ترامب بأنه سعى لحماية ولي العهد، الذي أنفق مليارات الدولارات على شراء الأسلحة الأمريكية.
في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى الحاكم الفعلي للسعودية على أنه شاب متهور، حيث تورط في غضون ثلاث سنوات في حرب مدمرة في اليمن، وفرض مقاطعة على قطر، وشنّ حربًا دبلوماسية على كندا، ويُقال إنه احتجز رئيس الوزراء اللبناني كرهينة.
لكن الأمور تغيرت منذ ذلك الحين. في السنوات الأخيرة، توافد كل مصرفي ومستثمر بارز تقريبًا إلى السعودية، على أمل لقاء الأمير، المعروف اختصارًا بـMBS، أو أحد مساعديه الذين يديرون مليارات الدولارات.
ويقول مساعدوه إنه أصبح أكثر نضجًا وحكمة، ويركز الآن على إصلاح المملكة التي كانت شديدة المحافظة لجذب السياحة والاستثمار، مع السعي في الوقت نفسه إلى جعلها قوة دبلوماسية عالمية تسهم في حل النزاعات بدلًا من إشعالها.
خلال العامين الماضيين، لعبت المملكة دورًا رئيسيًا في التوسط في عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين الولايات المتحدة وروسيا.
وعلى مدار عدة أسابيع، اقترح المسؤولون الروس أن المملكة ستكون المكان المثالي لاستضافة قمة بين صديقي الأمير محمد القدامى، ترامب وبوتين. وأكد الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء أن الاجتماع سيتم في السعودية.
كانت الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف أمريكي وثيق آخر وقائدها صديق لبوتين، خيارًا آخر لاستضافة القمة. لكن على عكس الإمارات، تمكن الأمير محمد من بناء علاقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
في عام 2023، دعا زيلينسكي وممثلين عن روسيا إلى قمة جامعة الدول العربية، والتي حضرها أيضًا بشار الأسد، الدكتاتور السوري الذي أعادت السعودية ضمه إلى الجامعة.
بحلول ذلك الوقت، كانت أوكرانيا قد تلقت ملايين الدولارات من المساعدات السعودية، بينما استثمر السعوديون مئات الملايين في الأسهم الروسية رغم العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
كانت قمة الجامعة العربية استعراضًا للقوة السعودية، مما أثار استياء بعض الدول العربية والولايات المتحدة، خاصة عندما استغل زيلينسكي الفرصة لانتقاد تلك الدول بسبب عدم تقديمها دعمًا كافيًا لأوكرانيا.
وبالنسبة للسعوديين، كان الحدث تأكيدًا على مكانتهم كأرض محايدة لاجتماع القوى العالمية لحل خلافاتها، وهو ما عززه إعلان ترامب عن قمة مع بوتين في المملكة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70595