كشف إدارة مشروع نيوم الضخم في المملكة العربية السعودية عن تحديثات رئيسية لأربعة من مشاريعها الرئيسية، مؤكدة أن جميعها قيد التنفيذ، إلا أن مشروع “ذا لاين” الطموح سيستغرق حوالي 100 عام حتى يكتمل ويستوعب السكان بالكامل.
وفي عرض تقديمي خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قدم كل من رايان فايز، نائب الرئيس التنفيذي لنيوم، ودينيس هيكي، الرئيس التنفيذي للتطوير، تفاصيل حول تطورات المشروع العملاق ومناطقه المختلفة.
وتتكون نيوم من أربع مناطق رئيسية تمتد من الشمال إلى الجنوب:
•تروجينا (منطقة جبلية)
•ماغنا (منطقة ساحلية)
•ذا لاين (المدينة الخطية الذكية)
•جزر سندالة وميناء أوكساغون
وأوكساغون و”ذا لاين” هما المحوران الاقتصاديان، بينما تم تصميم المناطق الأخرى كمقاصد سياحية وطبيعية.
و“ذا لاين” هو المشروع الأكثر طموحًا في نيوم، لكنه يواجه تحديات كبيرة.
وقد كان من المتوقع أن تستوعب المدينة 1.5 مليون شخص بحلول عام 2030، لكن هذا الرقم تم تخفيضه إلى أقل من 300,000 شخص وفقًا لتقرير صدر في أبريل 2024.
ونفى المسؤولون السعوديون هذه التعديلات، مؤكدين استمرار خطط المشروع الأصلية.
في حديثه خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، شبّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “ذا لاين” بالفرق بين الآيفون وأجهزة نوكيا التقليدية، مؤكدًا أن المشروع سيكون ثورة في مفهوم المدن الحضرية.
في المقابل فإن “ذا لاين” يثير انقسامًا عالميًا، حيث يرى البعض أنه فكرة مذهلة ستحدث ثورة في التصميم الحضري، بينما يصفه آخرون بأنه مشروع غير عملي.
قال دينيس هيكي، المسؤول عن تطوير نيوم: “الجميع يريد رؤية نتائج فورية، لكننا نبني مدينة جديدة بالكامل من الصفر… إنها ليست مجرد مدينة أخرى، بل مدينة ذات هدف ورؤية للمستقبل”.
وأشار إلى أن بناء مدينة بحجم لندن أو نيويورك يتطلب تخطيطًا يمتد لعقود طويلة.
ويجري حاليًا أعمال الحفر وتجهيز البنية التحتية، حيث تعمل 260 حفارة و2000 شاحنة على مدار الساعة.
ومن المتوقع أن تبدأ أعمال صب الأساسات قريبًا، مع الانتقال إلى البناء العمودي بحلول نهاية عام 2025.
وقد كشف تحقيق تلفزيوني أن 21,000 عامل مهاجر لقوا حتفهم في السعودية منذ بدء تنفيذ رؤية 2030 في عام 2016، لكن السلطات السعودية وصفت هذه الأرقام بأنها “معلومات مضللة”.
والعديد من الشركات العالمية العاملة في نيوم، مثل بيكتل، إيغيس، موط ماكدونالد، جاكوبس، وأتكنز، لم تصدر أي تعليقات حول هذه التقارير.
ويعد أوكساغون أحد أكثر أجزاء نيوم تقدمًا، حيث أصبح الميناء جاهزًا للعمل ويتم توسيعه ليكون منشأة متطورة على مصب قناة السويس.
وسيتم ربط أوكساغون بـ”ذا لاين” عبر خط سكك حديدية ثقيل لنقل البضائع والركاب، إلى جانب استكشاف حلول النقل الذاتي.
ويجري حاليًا حفر الجبال في ماغنا لإنشاء منتجع فاخر يضم فندقًا ومناطق سكنية ومرافق تجارية.
وسيتم تنفيذ عملية الحفر على غرار عمليات التعدين، حيث سيتم حفر ممرات من الأسفل إلى الأعلى لإنشاء مساحات داخل الجبل.
وتروجينا، المصممة كوجهة للرياضات الشتوية والرياضات المائية، قيد الإنشاء حاليًا.
ويتم بناء بحيرة صناعية وقرية رياضية لاستضافة دورة الألعاب الشتوية الآسيوية 2029.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تستطيع السعودية تحويل نيوم إلى “الآيفون” في عالم المدن، أم أنه مجرد مشروع طموح لن يرى النور كما هو مخطط له؟.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70416