يتوقع خبراء الصناعة أن تقوم الشركات في الخليج العربي خاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قريباً بإعطاء الأولوية لتوظيف الأشخاص ذوي مهارات محددة بدلاً من التركيز فقط على الأدوار الوظيفية، وهو ما يعكس اتجاهاً متزايداً نحو نهج أكثر اعتماداً على المهارات في التوظيف.
وتقول رينيه ماكجوان، الرئيس التنفيذي لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة الخدمات المهنية مارش ماكلينان، إن أصحاب العمل يختارون المواهب تقليديا على أساس المؤهلات وعدد السنوات ونوع الخبرة ؛ وهم لا يزالون يأخذون هذه المعايير في الاعتبار ولكنهم بدأوا أيضا في النظر إلى المهارات اللازمة لمستقبل مؤسساتهم.
وتضيف ” قد تكون هذه المهارات محددة في مجال الذكاء الاصطناعي ، أو التكنولوجيا، أو إدارة الأشخاص، أو أنواع مختلفة من التحليل. وسوف يتم نقل هذه المهارات إلى أدوار مختلفة وسوف تحمل قيمة عالية.
وتشير إلى أنه “من المرجح أن تتمكن المنظمات في الشرق الأوسط من تحديد المهارات المطلوبة بشكل أسرع، ومن ثم قد نواجه فترة من عدم التوافق بين المهارات . وعندئذ ستفكر الشركات في التوظيف على أساس المهارات بدلاً من وظائف محددة.”
وتوضح ماكجوان أن العديد من مؤسسات القطاع العام في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقوم بتقييم قوتها العاملة الحالية ورسم خرائط السيناريوهات والبناء عليها للمستقبل. كما تقوم بتقييم المواهب لتحديد فجوات المهارات وتحديد الحاجة إلى رفع المهارات أو إعادة تأهيلها وتنفيذ برامج متعددة السنوات لذلك. وهذا يمهد الطريق للقطاع الخاص.
وقد أثار النمو السريع في قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي الآمال في تحقيق مكاسب في إنتاجية القوى العاملة، لكنه أثار أيضا المخاوف.
ويعتقد ما يقرب من 60 في المائة من 12 ألف مدير تنفيذي من المستوى التنفيذي استطلعت آراءهم شركة ميرسر في تقريرها عن اتجاهات المواهب العالمية العام الماضي أن التكنولوجيا تتقدم بشكل أسرع من قدرة شركاتهم على إعادة تدريب العمال.
وجدت شركة ميرسر أن ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين يشعرون بالقلق بشأن قدرة مواهبهم على التحول.
وقد أدى تدفق المواهب وتزايد المنافسة إلى خلق فائض في دولة الإمارات العربية المتحدة.
“تتدفق الكثير من المواهب إلى السوق. ورغم أن هذا يبدو جيدًا من وجهة نظر صاحب العمل، فإن التحدي الذي يفرضه هذا هو كيفية اختيار المواهب المناسبة؟” تتساءل ماكجوان.
وتقول “يتطلب الأمر الكثير من الجهد من أصحاب العمل لاختيار أفضل المواهب التي ستمنحهم الميزة التنافسية في السوق التنافسية.”
فيما تقول زهرة كلارك، رئيسة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة تايجر للتوظيف، إن سوق العمل في الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج عمومًا مختلطة، اعتمادًا على الدور والمستوى.
وتوضح أنه في بعض القطاعات، هناك نقص في المرشحين ، مما يجعل من الصعب على أصحاب العمل العثور على المواهب المناسبة.
وتضيف : ” على سبيل المثال، تعد وظائف المساعد الشخصي الخاص صعبة بشكل خاص بسبب قلة عددها المتاحة في المنطقة، وغالبًا ما يظل المرشحون المتميزون مع أصحاب عملهم الحاليين. وفي حين أن هناك عددًا كبيرًا من المرشحين الذين يتنقلون بين الأدوار، فإن العديد منهم يفتقرون إلى مجموعة المهارات المناسبة ، مما يخلق صراعًا لأصحاب العمل للعثور على الشخص المناسب”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70370