جنود اسرائيليون يرفضون الخدمة في غزة بسبب ما شهدوه من ممارسات وصفوها باللاأخلاقية

قال يوتام فيلك، أحد الجنود الإسرائيليين الذين قرروا التوقف عن القتال في غزة، إن صورة الجنود الإسرائيليين وهم يقتلون مراهقًا فلسطينيًا غير مسلح في قطاع غزة لا تفارق ذهنه.

وأضاف فيلك، الذي كان يعمل في وحدة الدبابات، أن الأوامر كانت تقضي بإطلاق النار على أي شخص يدخل المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة.

وأوضح أنه شهد مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، لكنه لا يستطيع نسيان حادثة مقتل المراهق الفلسطيني.

ويعتبر فيلك من بين مجموعة متزايدة من الجنود الإسرائيليين الذين قرروا رفض الخدمة في غزة بسبب ما شهدوه من ممارسات وصفوها بأنها تتجاوز الحدود الأخلاقية.

وعلى الرغم من أن الحركة صغيرة – حيث وقع حوالي 200 جندي على رسالة تعهدوا فيها بالتوقف عن القتال إذا لم تؤمن الحكومة وقفًا لإطلاق النار – يقول الجنود إن هذا يعد “طرفًا صغيرًا من الجليد” وأنهم يأملون أن ينضم إليهم آخرون.

وسبعة من الجنود الذين رفضوا الاستمرار في القتال وصفوا كيف تم قتل الفلسطينيين بشكل عشوائي ودُمرت المنازل. وقالوا إنهم تلقوا أوامر بإحراق أو تدمير المنازل التي لم تشكل تهديدًا، كما شاهدوا زملاء لهم وهم ينهبون المنازل ويدمرونها.

وفي البداية، قال فيلك إنه كان يعتقد أن استخدام القوة سيؤدي إلى إجبار الطرفين على التفاوض، لكن مع مرور الوقت، قال إنه شهد كيف تم تدمير قيمة الحياة البشرية.

وذكر أنه في يوم مقتل المراهق الفلسطيني، أطلقت القوات الإسرائيلية طلقات تحذيرية على قدميه، لكنه استمر في التحرك، وكان آخرون قد قُتلوا أثناء دخولهم المنطقة العازلة.

أما يوفال غرين، وهو مسعف عسكري، فقد وصف تركه لوظيفته بعد قضائه شهرين في غزة، قائلاً إنه لم يستطع العيش مع ما شاهده، بما في ذلك تدمير المنازل وسرقتها.

وقال إن اللحظة الحاسمة كانت عندما أمر قائدهم الجنود بحرق منزل، بدعوى أن حماس قد تستخدمه، مما جعله يشعر بغضب شديد فترك وحدته.

وبعض الجنود أقروا بأنهم يعانون من صراع داخلي وندم، وأشاروا إلى أنهم يتحدثون مع أصدقائهم وأسرهم لمعالجة ما رأوه، وأكدت تولي فلينت، وهي مختصة في علاج الصدمات النفسية، أن العديد من الجنود يعانون من “إصابة أخلاقية” وهي حالة تنشأ عندما يشهد الأفراد أو يقومون بأفعال تتعارض مع معتقداتهم الشخصية، مما يؤدي إلى شعور بالذنب والأرق.

وإزاء هذه المواقف، اعتبر البعض من الجنود الذين قضوا شهورًا في غزة أن هذا النوع من الرفض يضعف قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، واعتبروا أن كل الإجراءات التي اتخذتها القوات كانت ضرورية، بما في ذلك تدمير المنازل التي استخدمتها حماس كملاذات.

وفي الوقت نفسه، كانت هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل وحماس لوقف القتال، في حين تدور المفاوضات لوقف إطلاق النار. وقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال قبل تنصيب ترامب في 20 يناير 2025.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.