تخفيضات الإمارات النفطية تسهم في انخفاض إنتاج أوبك في ديسمبر

أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عن انخفاض إنتاج النفط الخام بمقدار 120 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 27.05 مليون برميل يوميًا في ديسمبر، وفقًا لتقرير صادر عن بلومبيرغ.

ويُعزى هذا الانخفاض إلى تقليص الإمارات العربية المتحدة صادراتها النفطية في إطار استراتيجيتها المستمرة لدعم استقرار أسواق النفط العالمية وتعزيز استقرار الأسعار.

وقامت الإمارات بتقليص صادراتها النفطية إلى أدنى مستوى لها خلال 18 شهراً، في خطوة تهدف إلى تعزيز الانضباط داخل أوبك، كما أفادت بلومبيرغ استنادًا إلى بيانات تتبع الناقلات. هذا التقليص جاء في وقت يسعى فيه التحالف المكون من دول أوبك+ لتحقيق استقرار الأسواق، حيث تم الاتفاق في اجتماع أوبك+ الشهر الماضي على تأجيل الزيادة في الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حتى أبريل، على أن يتم تنفيذ الزيادة على مراحل.

وفي سياق متصل، خفضت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، المملوكة للدولة، مخصصات الخام لبعض المشترين الآسيويين في يناير وفبراير، بما يتماشى مع أهداف التحالف الإنتاجية. وكانت أبوظبي قد وافقت في الاجتماع الأخير على تأجيل الزيادة التي حصلت عليها سابقًا نتيجة لزيادة قدرتها الإنتاجية.

وعلى الرغم من هذه الإجراءات، فإن إنتاج الإمارات في ديسمبر بلغ حوالي 3.2 مليون برميل يوميًا، وهو ما يفوق الحد المتفق عليه بمئات الآلاف من البراميل، وفقًا لتقديرات بلومبيرغ. في المقابل، أسهمت زيادة طفيفة في الإنتاج من قبل نيجيريا وليبيا في تعويض جزء من هذا النقص، بينما عززت التخفيضات من إيران والكويت الانخفاض العام في الإنتاج.

وتواصل أوبك بقيادة السعودية جهودها للحفاظ على الانضباط في إمدادات النفط، خاصة في ظل تراجع الطلب وزيادة الإمدادات الأمريكية. ومن جهة أخرى، تركز نيجيريا على تحقيق حصتها البالغة 1.5 مليون برميل يوميًا، مع سعيها للوصول إلى مستوى إنتاج قدره 2 مليون برميل يوميًا.

ويعكس انخفاض إنتاج ديسمبر التزام أوبك بتوجيه السوق والتعامل مع تحديات الامتثال الداخلي بين أعضائها، في وقت يشهد فيه السوق تقلبات مستمرة.

تعكس خطوات الإمارات العربية المتحدة واستراتيجياتها للتقليص الطوعي لصادرات النفط إلتزام أوبك والمحافظة على الانضباط والتوازن في السوق النفطية العالمية. ورغم التحديات التي يواجهها تحالف أوبك+، فإن مساعيه لتحقيق الاستقرار في الأسواق تسهم في استقرار الأسعار وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

يبقى التحدي الأكبر هو التكيف مع تقلبات السوق والالتزام بقرارات التحالف، لضمان مستقبل مستقر ومستدام لصناعة النفط العالمية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.