حولت اسرائيل غزة الى جحيم حيث جسدت صورة الدكتور حسام ابو صفية أخبار عام 2024، الذي كان يرتدي معطفه الأبيض، يخطو وسط الأنقاض في مستشفى كمال عدوان الذي كان يديره – آخر مستشفى كبير باقٍ في شمال غزة – متوجهًا نحو دبابات إسرائيلية، فوهات مدافعها موجهة نحوه.
لقد هيمنت السنة الماضية على الموت والدمار الذي أحدثته إسرائيل في هذا الجيب الصغير.
كان العام 2024 مليئًا بمجزرة عشرات الآلاف من الفلسطينيين – من الشهداء الذين نعلم عنهم – والآلاف الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة؛ جوع كل السكان؛ تدمير المدن والقرى والمناطق الزراعية؛ والمسح المنهجي للقطاع الصحي في غزة، بما في ذلك قتل واعتقال وتعذيب المئات من العاملين في المجال الطبي الفلسطيني.
عام 2024 كان أيضًا شاهدًا على توافق متزايد من قبل السلطات القانونية والحقوقية الدولية على أن كل هذا يرقى إلى جريمة الإبادة الجماعية.
هنا كانت صورة، من الأيام الأخيرة في السنة، التي قالت كل شيء. أظهرت طبيبًا وحيدًا – وهو من خاطر بحياته للحفاظ على تشغيل مستشفاه في وقت كانت محاصرًا بالقوات الإسرائيلية، وقصفته المدافع الإسرائيلية والطائرات المسيّرة، وتعرض طاقمه للاقتصاص من قبل القناصة الإسرائيليين – وهو يسير بشجاعة نحو قاتليه، وقاتلي شعبه.
لقد فقدت غزة في عام 2024 أكثر من مجرد أرواح؛ فقد فقدت الإنسانية والكرامة. في وقت تسعى فيه إسرائيل لإغلاق أي نافذة أمل للفلسطينيين، أصبحت غزة شاهدًا على أكبر عملية تهجير قسري شهدها القرن الواحد والعشرون.
والحديث عن “وقف إطلاق النار” أصبح مجرد شعار فارغ، لأن الحصار المستمر لم يترك مكانًا للسلام أو لأي حلول سياسية جادة. إن الفلسطينيين، الذين تعرضوا لأبشع أنواع القمع، يواجهون معركة للبقاء على قيد الحياة لا أقل ولا أكثر.
ومن جهة أخرى، فإن العالم الدولي يظل صامتًا إزاء هذا العنف الممنهج، رغم أنه يدرك تمامًا أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل هو حرب إبادة جماعية تستهدف الهوية الفلسطينية، الأنظمة الحاكمة في بعض الدول العربية والعالم الغربي قد تفادت اتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل، تاركة الفلسطينيين ليواجهوا معركة وجودهم بأنفسهم.
لكن، على الرغم من كل هذا التدمير، يبقى الأمل في قلب الشعب الفلسطيني نابضًا، رافضًا الاستسلام مهما كانت الظروف.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70112