بثت قناة تلفزيونية مملوكة للمخابرات المصرية، مقطع فيديو دعائيا للرئيس عبد الفتاح السيسي يحذر فيه من أن سوريا دمرت وأن قوى لم تسمها تحاول أن تفعل الشيء نفسه في مصر.
ويأتي الفيديو ، وهو عبارة عن مجموعة من خطابات قديمة للسيسي، في أعقاب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، تقدم المتمردون نحو العاصمة دمشق، منهين بذلك أكثر من 50 عاما من الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد.
وقال السيسي في الفيديو الذي بثته قناة أون التي تديرها شركة يونايتد ميديا سيرفيسز المملوكة للمخابرات المصرية: “انتبهوا مهمتهم في سوريا انتهت”.
وأضاف “لقد دمروا سوريا بالفعل”، مضيفا: “هدفهم هو إسقاط الدولة المصرية”.
تولى السيسي منصب الرئيس في عام 2014، بعد عام من قيادته للانقلاب على سلفه المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي، الذي توفي أثناء احتجازه في عام 2019 بسبب الإهمال الطبي.
وقد تميز عقد حكم السيسي بما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش وجماعات حقوقية أخرى بأنه أسوأ أزمة حقوق إنسان في البلاد في التاريخ الحديث، مع وجود أكثر من 60 ألف سجين سياسي وآلاف آخرين يُعتقد أنهم اختفوا قسراً.
وفرض السيسي حظراً افتراضياً على الاحتجاجات والمعارضة على مدى العقد الماضي، وانتقد مراراً وتكراراً ثورة 2011 المؤيدة للديمقراطية باعتبارها مؤامرة لتفكيك الدولة المصرية وتقسيم البلاد.
وقال السيسي في مقطع فيديو مذاع على قناة أون تي في: “إنهم يعلمون أن سقوط مصر يعني انتشار الفوضى في العالم أجمع”.
وتابع “ولهذا السبب تُبذل كل الجهود لتقويض الاقتصاد المصري والسلم الاجتماعي”.
وتعهد السيسي بحماية مصر من مثل هذه الجهود قائلا “أقول مرة أخرى وأتمنى أن يفهم الجميع هذه الرسالة، نحن لن نتردد في حماية وطننا وشعبه من الشر”.
وأضاف “نحن نحمي شعبنا والأمن القومي المصري، ومن يهدد أمننا سنواجهه بالوسائل المناسبة”.
وبعد سقوط الأسد، عقد السيسي لقاءً إعلامياً وشخصيات عامة أشار فيه إلى التطورات في سوريا، قائلاً إنه من غير المرجح أن تشهد مصر شيئاً مماثلاً.
وقال في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع الأسبوع الماضي: “هناك شيئان لم أفعلهما: يدي لم تتلطخ بدماء أحد، ولم تأخذ أموال أحد”.
وفي أعقاب رحيل الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، خرج العديد من اللاجئين السوريين في مصر إلى الشوارع للاحتفال بشكل عفوي.
لكن قوات الأمن المصرية فرقت التجمعات بسرعة واعتقلت نحو 30 سوريا، بحسب منظمة حقوقية مصرية.
وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن ثلاثة من المعتقلين يواجهون الآن خطر الترحيل إلى سوريا.
وفي هذه الأثناء، ذكرت قناة العربية الأسبوع الماضي أن مصر فرضت قيوداً جديدة على تأشيرات الدخول للسوريين.
وأضاف التقرير أن السوريين الذين يحملون تأشيرات أوروبية أو أميركية أصبحوا بحاجة إلى تصريح أمني إضافي لدخول مصر.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69855