الجيش الإسرائيلي يجبر مرضى مستشفى الإندونيسي على الإخلاء في شمال غزة

أجبر الجيش الإسرائيلي مرضى مستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة على الإخلاء، حيث نقل العديد منهم، بعضهم سيرا على الأقدام، إلى مستشفى آخر في مدينة غزة، حسبما أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء.

ويعد المستشفى الإندونيسي واحدًا من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيًا في قطاع غزة، ويقع في أقصى شمال القطاع، وهو منطقة تعرضت لضغط عسكري إسرائيلي مكثف منذ نحو ثلاثة أشهر. وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في المناطق الثلاث المحيطة بالمستشفى، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، تستهدف مقاومي حركة حماس.

وفي المقابل، يتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة إخلاء سكان شمال غزة بشكل دائم لتوفير منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

وأكد منير البرش، مدير وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي أمر المسؤولين في المستشفى بإخلائه يوم الاثنين، قبل أن يداهمه في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء ويجبر من بداخله على المغادرة.

وقال البرش أيضًا إن مستشفيين آخرين في شمال غزة، هما مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان، تعرضا لهجمات متكررة من قبل القوات الإسرائيلية.

وأضاف البرش: “قوات الاحتلال أخرجت المستشفيات الثلاثة من الخدمة الطبية بسبب الهجمات المتكررة التي تسببت في تدمير أجزاء منها”.

في المقابل، أفادت القوات الإسرائيلية بأنها بصدد التحقيق في التقرير، فمنذ بداية الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، رفضت مستشفيات قطاع غزة الخضوع لأوامر إسرائيل بإخلاء المنشآت أو ترك المرضى دون رعاية.

وفيما يتعلق بتوريد المساعدات الطبية، تقول إسرائيل إنها تعمل على تسهيل وصول الإمدادات الطبية والوقود، وكذلك نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في القطاع بالتعاون مع وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.

ومن جهته، قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إنهم قاوموا أمرًا جديدًا من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مئات المرضى ومرافقيهم وموظفي المستشفى.

وأضاف أن المستشفى تعرض لقصف إسرائيلي مستمر دمر المولدات وأجهزة الأكسجين وأجزاء من المبنى.

وفي تطور آخر، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في أنحاء مختلفة من القطاع، وقال المسعفون إن ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، بينهم عضو في خدمات الطوارئ المدنية، استشهدوا في أربع غارات عسكرية منفصلة اليوم الثلاثاء.

وتأتي هذه الحرب بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على الأراضي الفلسطينية المحتلة في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص، وأسر 251 آخرين إلى غزة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس عن استشهاد أكثر من 45,200 فلسطيني، وفقًا للمسؤولين الصحيين في القطاع، بينما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحولت العديد من مناطق القطاع إلى أنقاض.

وفي سياق محاولات التهدئة، بدأت وساطات من مصر وقطر والولايات المتحدة للحصول على وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأجانب. وعلى الرغم من أن هذه الجهود حققت بعض التقدم، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي تقدم حاسم حتى الآن.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إنه تم إحراز تقدم في مفاوضات الأسرى مع حماس، لكنه لم يكن متأكدًا من المدة التي ستستغرقها العملية للوصول إلى نتائج ملموسة. ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، تقلصت الفجوات بين إسرائيل وحماس بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة في غزة، على الرغم من وجود اختلافات حاسمة لم تُحسم بعد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.