سوريا بعد الأسد: الجولاني يؤكد على ضرورة تجنب الصراعات مع إسرائيل

قال أحمد الشرع ، قائد هيئة تحرير الشام (HTS)، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه أكد أنه غير مهتم بالدخول في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة البناء بعد انتهاء حكم بشار الأسد.

وفي تصريحات له أضاف الشرع أن الأولوية في الوقت الراهن هي إعادة الإعمار والاستقرار وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

كما أشار إلى أن “سوريا في حالة حرب مرهقة بعد سنوات من الصراع، ولا تسمح الظروف الحالية بخوض مواجهات جديدة.”

وفي وقت لاحق، أعلنت عدة دول عربية، بما في ذلك السعودية والإمارات والأردن، إدانتها لما اعتبرته “الاستيلاء الإسرائيلي على المنطقة العازلة” في هضبة الجولان.

وكانت إسرائيل قد توسعت مؤخراً إلى المنطقة العازلة داخل سوريا التي تم إنشاؤها بعد حرب 1973، بما في ذلك الجهة السورية من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث استولت على موقع عسكري سوري مهجور، إسرائيل من جانبها أكدت أن هذه التحركات “مؤقتة” وتستهدف فقط تعزيز أمن الحدود.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مستودعات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، واعتبرت هذه الهجمات بمثابة تصعيد لتهديدات إسرائيلية غير مبررة، وفقاً لما ذكره الشرع.

وفيما يخص روسيا، التي ساعدت تدخلاتها العسكرية في تغيير مسار الحرب لصالح الأسد ومنحت الأخير اللجوء بعد خروجه من سوريا هذا الأسبوع، قال الشرع إن العلاقات مع روسيا يجب أن تخدم المصالح المشتركة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب إدارة حذرة للعلاقات الدولية.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية على المواقع السورية، يواجه الجولاني تحديات كبيرة في إدارة الوضع العسكري والسياسي في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.

ورغم التصعيد الإسرائيلي، فإن الشرع يركز على استعادة الاستقرار داخل سوريا وتجنب الانزلاق في صراعات جديدة يمكن أن تعطل عملية إعادة البناء.

ويعتبر الشرع أن سوريا بحاجة إلى استعادة علاقاتها مع جيرانها والدول الكبرى في المنطقة لضمان أمنها واستقرارها، وهو ما يتطلب دبلوماسية هادئة بعيداً عن المغامرات العسكرية التي قد تزيد الأوضاع تعقيداً.

إضافة إلى ذلك، فإن التصعيد الإسرائيلي لا يعكس فقط التوترات الإقليمية ولكن أيضًا التحديات التي تواجهها القوى الدولية، مثل روسيا، في الحفاظ على توازن مصالحها في المنطقة. فإسرائيل، التي تركز على أمنها وحماية حدودها، تعتبر هذه الهجمات ضرورية لضمان عدم تحول سوريا إلى منصة تهديد لها، وهو ما يزيد من تعقيد الملف السوري في ظل التحولات السياسية الجديدة.

كما أن الدول العربية، التي أعربت عن استنكارها لهذا التصعيد، تحاول إيجاد حل سياسي يعيد الاستقرار للمنطقة دون الانزلاق في دائرة العنف المتجددة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.