بدأت اليوم في الرياض فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) لمكافحة التصحر، وهو أكبر اجتماع من نوعه تنظمه الأمم المتحدة، حيث يستمر من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز القدرة العالمية على مواجهة الجفاف، بالإضافة إلى معالجة التحديات الملحة المتعلقة بتدهور الأراضي والجفاف.
ويحضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس البنك الدولي أجاى بانغا، حيث يتوقع أن يشهد الأيام الأولى من المؤتمر مجموعة من القمم الرفيعة المستوى والحوار الوزاري.
وفي اليوم الافتتاحي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق مبادرة الرياض العالمية لمقاومة الجفاف، والتي تهدف إلى تسريع العمل الدولي في هذا المجال.
وأكد عبد الرحمن عبد المحسن الفدلي، رئيس مؤتمر COP16 ووزير البيئة والمياه والزراعة في السعودية، أن المبادرة ستدعم البلدان الأكثر تضرراً من الجفاف، وستكون مدعومة باستثمار قدره 150 مليون دولار على مدى عشر سنوات.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أيضًا عن عزمه تعزيز التعاون العالمي خلال COP16، حيث سيعمل مع الشركاء الدوليين لمواجهة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على الأمن الغذائي وفقدان التنوع البيولوجي ونقص المياه.
وأشارت جيسيكا روسوال، مفوضة البيئة والمياه في الاتحاد الأوروبي، إلى أن الأرض تفقد نحو 100 مليون هكتار من الأراضي الصحية كل عام، مما يؤكد الحاجة الملحة للعمل.
وأعلن أسامة فقيه، نائب وزير البيئة، عن تشكيل مجموعة “أصدقاء الرئيس”، والتي ستعمل على صياغة إعلان الرياض السياسي، وهو وثيقة رئيسية للمؤتمر.
وتهدف هذه المجموعة إلى تحقيق نتائج ملموسة من المؤتمر وتعزيز التعاون الدولي في مجالات مكافحة التصحر.
ودعت أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز التعاون الدولي في مجال تدهور الأراضي.
وشددت على أن “الأرض تدعمنا، ونحن نتDestroyها. العمل لا يمكن أن ينتظر”. جاءت دعوتها في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثيرات تغير المناخ على النظم البيئية.
وألقى عبد الرحمن الفدلي كلمة أكد فيها التزام المملكة بمكافحة التصحر، مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط هو من أكثر المناطق تأثرًا بتدهور الأراضي والجفاف.
وأوضح أن رؤية 2030 تشكل حجر الزاوية في الأجندة الخضراء للمملكة، حيث أن حماية البيئة والموارد الطبيعية ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إبراهيم ثياو، السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى الحاجة الملحة لاستثمار 2.6 تريليون دولار بحلول نهاية العقد لمواجهة تحديات الجفاف وتدهور الأراضي.
وأضاف أن القطاع الخاص يجب أن يلعب دورًا أكبر في تمويل مشاريع استعادة الأراضي، مشيرًا إلى أن استثمارات القطاع الخاص تشكل حاليًا 6% فقط من المبالغ المطلوبة.
ومع احتدام النقاش حول التصحر، أكد المتحدثون على أن هذه القضايا ليست محلية فقط، بل تتطلب استجابة عالمية منسقة، كما تم التطرق إلى قضايا مثل الهجرة والنزوح القسري بسبب الأزمات البيئية، مما يبرز أهمية التعاون الدولي.
ويُعتبر مؤتمر COP16 نقطة تحول محتملة في الجهود العالمية لاستعادة الأراضي والتكيف مع الجفاف، ومع التركيز على الحلول العملية والشراكات متعددة الأطراف، يأمل المشاركون في تقديم استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم.
وتُعتبر هذه الفعالية فرصة لتوحيد الجهود الدولية، وتعزيز التزام الدول بالتعاون في مواجهة تحديات التصحر، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69412