الضغوط تزداد على لبنان وسط التصعيد الإسرائيلي وتقارير تقدم باتفاق لوقف إطلاق النار

تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان، حيث تركزت الهجمات على مدن الجنوب بما في ذلك صور، وسط شائعات تتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غضون أيام قليلة.

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يقود فيه المبعوث الأمريكي آموس هوكستين مفاوضات معقدة بين السلطات الإسرائيلية واللبنانية بغرض إنهاء النزاع الذي اندلع في 23 سبتمبر الماضي.

ومنذ بداية الحرب، أسفرت الغارات عن استشهاد حوالي 3800 شخص، دون احتساب أفراد حزب الله الذين لقوا حتفهم في المعارك، وهو رقم يصعب تحديده بسبب القصف الكثيف الذي يطال المناطق الجنوبية.

وقد تضررت آلاف المباني السكنية والتجارية، مما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون في حالة من الخوف والقلق.

من جهته أعرب النائب إلياس بو صعب، نائب رئيس البرلمان اللبناني، عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أشار إلى أن الضغوط العسكرية الإسرائيلية تتزايد كلما اقتربت المفاوضات من تحقيق نتائج.

وأضاف أن لبنان يصر على ضرورة مشاركة فرنسا في اللجنة التي ستشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي ظل هذه الظروف، أكد مسؤول إسرائيلي أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، مشيراً إلى أن الاتفاق قد يتم خلال أيام، رغم أن هناك نقاط عالقة لم يتم حلها بعد، كما أكد وزير التعليم الإسرائيلي أن هوكستين حصل على الضوء الأخضر للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق.

ومع تصاعد الغارات، يواجه السكان في مختلف المناطق اللبنانية ظروفاً معيشية قاسية، فالعديد من المباني دُمّرت، مما ترك العائلات بلا مأوى.

وعبّر السكان عن استيائهم من استخدام حزب الله كذريعة لتدمير منازلهم، حيث أكد أحد السكان أن منزله انهار نتيجة الضربات الجوية.

وتستمر الغارات على المناطق الجنوبية، حيث استشهد العديد من المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال، كما تم استهداف منشآت مدنية، مما يزيد من حالة الاستياء بين السكان الذين يعانون من آثار النزاع.

وعلى الصعيد الدولي، هناك دعوات متزايدة لوقف الأعمال القتالية، حيث يُعتبر قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تم اعتماده في عام 2006، أساساً للجهود الرامية إلى تحقيق سلام مستدام.

وينص القرار على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وسحب حزب الله من المناطق الجنوبية.

ومع تزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، يبقى الوضع في لبنان معقداً، إذ يواجه المسؤولون اللبنانيون تحديات كبيرة في التعامل مع الوضع الأمني المتدهور، في ظل تزايد تبادل القصف بين الجهتين.

وفي ظل تصاعد الأعمال العسكرية والضغوط السياسية، يظل الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قائماً، لكن التحديات كبيرة.

ويتطلع اللبنانيون إلى إنهاء هذا الصراع الذي خلف آثاراً مدمرة على حياتهم ومنازلهم، بينما تكثف القوى الدولية جهودها لإيجاد حل دائم.

ويبقى الوضع في لبنان حساساً، حيث تتداخل الأبعاد الإنسانية والسياسية في صراع طويل الأمد يتطلب حلاً شاملاً يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.