قلصت المملكة العربية السعودية بعضاً من طموحاتها العالية لمشروع نيوم العملاق وتركز الآن على استكمال عناصر ضرورية لاستضافة فعاليات رياضية عالمية على مدار العقد المقبل.
وأفادت ثلاثة مصادر وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء بعد يوم واحد من مغادرة مفاجئة للرئيس التنفيذي القديم للمشروع، أن التقليص السعودي لمشروع نيوم يأتي مع تزايد التكاليف.
وأشارت المصادر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المعروف باسم MBS، ضخ مئات مليارات الدولارات في مشاريع تنموية عبر صندوق الاستثمارات العامة في المملكة.
لكن، ومع استمرار تراجع أسعار وإنتاج النفط، تواجه السعودية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على إيرادات الهيدروكربونات تحديات اقتصادية، ما أجبرها على تقليص بعض خططها الطموحة خلال العام الماضي.
ونيوم، المشروع الحضري والصناعي المطل على البحر الأحمر، والذي يقارب حجمه حجم بلجيكا، ويستوعب ما يقرب من تسعة ملايين شخص، يمثل جزءاً رئيسياً من خطة ولي العهد “رؤية 2030” لخلق محركات اقتصادية جديدة بعيداً عن النفط.
وأعلن ولي العهد لأول مرة عن مشروع نيوم في 2017 بمساحة تبلغ 26,500 كيلومتر مربع، ويشمل عدة مناطق مثل المناطق الصناعية واللوجستية.
وإحدى أجزاء المشروع الرئيسية هي “ذا لاين”، والتي تم تصورها كسلسلة من الوحدات متعددة الاستخدامات الحضرية بعرض 200 متر وارتفاع 500 متر، تمتد على طول 170 كيلومتراً بواجهات معكوسة، تعبر الصحاري والجبال.
وقال مستشار مطلع على المشروع: “عندما تم عرض المشروع لأول مرة، كانت التكاليف تقدر بحوالي 500 مليار دولار، لكن ذا لاين وحدها كانت ستكلف أكثر من تريليون، ولهذا تم تقليص المشروع.”
وتتضمن خطط “ذا لاين” مسارات معلقة وحدائق وملعبًا ويهدف المشروع إلى العمل بنسبة 100٪ على الطاقة المتجددة.
لكن العمل الآن يركز فقط على استكمال امتداد بطول 2.4 كيلومتر، يتضمن ملعبًا يُتوقع أن يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2034، وبعد ذلك سيتم تقييم الخطط المستقبلية، وفقًا لأحد المصادر الثلاثة المطلعة على الأمر.
وقال المصدر: “تم تعديل خطط ذا لاين في سبتمبر وأكتوبر لإدماج الملعب، مما أضاف فائدة للمشروع لأنه سيُستخدم لكأس العالم.”
كما يعتبر إكمال مشروع تروجينا، وهو منتجع جبلي مخطط له لاستضافة الألعاب الآسيوية الشتوية في 2029، أولوية أخرى، وفقًا لنفس المصدر، الذي أضاف أن نيوم قد تم تقليصه وتقسيمه إلى أجزاء.
وقال المستشار: “يتم الآن النظر في كل شيء عن كثب، وهو أمر منطقي لأن الجميع في مختلف المشاريع كانوا يعملون بشكل منفصل وكان هناك الكثير من التداخل.”
كان قادة المشروع يعملون ضمن جداول زمنية ضيقة للغاية لتسليم تطويرات ضخمة بحلول موعد 2030، مع تأخر العديد من الخطط عن الجدول الزمني أو مواجهة التأخير، وفقًا لعدة مصادر سابقة.
وأفاد مصدران آخران مطلعان على الأمر لرويترز أن رحيل نظمي النصر، الرئيس التنفيذي القديم، كان جزئياً بسبب عدم قدرته على تحقيق أهداف رئيسية.
وذكر مصدر آخر مطلع أن عدة مسؤولين في نيوم يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالرئيس التنفيذي السابق قد يغادرون الشركة قريبًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69086