تحديات متعددة في الشرق الأوسط تنتظر إدارة ترامب في البيت الأبيض

تمحورت النقاشات في سياق عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وكيف ستؤثر سياسته الخارجية على منطقة الشرق الأوسط والعالم في ظل ما ينتظره من تحديات متعددة.

خلال مقابلة مع روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق وزميل بارز في معهد الشرق الأوسط، تم استعراض التوقعات المتعلقة بكيفية تعامل الإدارة الجديدة مع القضايا الإقليمية والدولية.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط في حالة من التوتر المتزايد، خاصة بعد الهجمات التي قادتها حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من عمليات عسكرية إسرائيلية وحرب ابادة مستمرة حتى الان.

ويتوقع فورد أن يكون للسياسة الخارجية لترامب تأثيرا كبيرا على هذه النزاعات لاسيما في الشرق الأوسط.

ورغم وعود ترامب بإنهاء الحروب، يشدد فورد على أن إنهاء النزاعات الحالية ليس بالأمر السهل، بل قد يتطلب وقتًا طويلًا.

ففي ظل عدم وجود دعم كبير داخل الحزب الجمهوري لحل الدولتين، يبدو أن الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال أو التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين سيكون محدودًا.

يوضح فورد أن هناك قلة من الأعضاء في الحزب الجمهوري الذين يدعمون إنشاء دولة فلسطينية، مما يجعل من الصعب على الإدارة القادمة أن تضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه.

 

وتبقى العلاقات مع المملكة العربية السعودية محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ضوء رغبة الرياض في تعزيز موقفها الإقليمي.

ويعتبر فورد أن قادة الخليج، وخاصة السعودية، يمكنهم أن يكونوا عوامل مؤثرة في توجيه ترامب نحو إعادة النظر في قضايا مثل فلسطين، فإذا كانت القضية الفلسطينية ستصبح أولوية لدى القادة العرب، فقد يدفع ذلك ترامب للتفكير في إعادة تقييم موقفه من إسرائيل.

يشير فورد إلى أن ترامب قد يسأل الحكومة السعودية عما إذا كانت لا تزال متمسكة بفكرة إنشاء دولة فلسطينية كجزء من أي اتفاق دفاعي أمريكي سعودي، ومع ذلك، من المحتمل أن تتجنب الإدارة الجديدة أي شروط تتعلق بفلسطين، نظرًا لعدم قبول الإسرائيليين لذلك.

وفيما يتعلق بالدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، يتوقع فورد أن ترامب لن يفرض حظرًا على الأسلحة، بل قد يسعى بدلاً من ذلك لتقليل المساعدات الخارجية على المدى الطويل.

هذا التوجه يعكس وجهة نظر ترامب السابقة حول المساعدات الخارجية، حيث يعتبرها إنفاقًا يمكن توجيهه داخل الولايات المتحدة.

تاريخيًا، كانت الولايات المتحدة أكبر مزود للأسلحة لإسرائيل، وقد طلبت تل أبيب دعمًا عسكريًا إضافيًا في السنوات الأخيرة، ويتوقع فورد أن تستمر هذه العلاقة القوية بين البلدين، حتى في ظل التوترات الإقليمية.

بالنسبة للبنان، يعتقد فورد أن هناك فرصة لمشاركة أمريكية مبكرة في المفاوضات حول النزاع المستمر مع حزب الله، رغم أن لبنان ليس من أولويات ترامب، إلا أن العلاقة العائلية بين ترامب وبعض الشخصيات اللبنانية قد تساهم في تسهيل هذه المحادثات.

أما بالنسبة لسوريا، فيرى فورد أن ترامب قد يسعى لسحب القوات الأمريكية المتبقية هناك، حيث يعتبر أن الوضع في سوريا ليس ذا أولوية بالنسبة له. ومع ذلك، فإن الانسحاب قد يكون معقدًا بسبب وجود القوات الإيرانية والروسية في البلاد.

ومن المحتمل أن تعود إدارة ترامب إلى سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران، كما يشير فورد إلى انقسام الفريق حول كيفية التعامل مع إيران، حيث يدعو بعض الأعضاء إلى تغيير النظام، بينما يعارض آخرون التدخل العسكري.

ترامب نفسه، وفقًا لفورد، يتسم بالحذر عندما يتعلق الأمر بإرسال القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط.

وتعتبر السياسة تجاه أوكرانيا أيضًا موضوعًا معقدًا، ينقل فورد أن هناك انقسامًا داخل إدارة ترامب حول دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

بينما يدعم البعض، مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، جهود أوكرانيا، فإن الآخرين، مثل السيناتور جي. دي. فانس، يعارضون ذلك. هذا الانقسام قد يؤخر اتخاذ قرارات حاسمة.

وتتسم السياسة الخارجية المحتملة لترامب بالتعقيد، حيث تواجه الإدارة القادمة تحديات متعددة في الشرق الأوسط، تعتمد نجاحها على كيفية تعاملها مع القضايا الحساسة مثل القضية الفلسطينية والعلاقات مع السعودية، بالإضافة إلى إدارة النزاعات في لبنان وسوريا.

كما أن موقف ترامب تجاه إيران وأوكرانيا سيشكلان جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العامة، مما يتطلب منه تحقيق توازن بين المصالح الأمريكية والضغوط الإقليمية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.