مصر تستضيف 1.2 مليون لاجيء سوداني في أزمة إنسانية متفاقمة

تستضيف مصر 1.2 مليون لاجيء سوداني في أزمة إنسانية متفاقمة وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا مع تدفق مئات اللاجئيين السودانيين يوميًا هربًا من الصراع الدائر في السودان وتزايد الأزمة الإنسانية.

منذ اندلاع النزاع بين الجنرالات المتنافسين في أبريل 2023، أصبح الوضع في السودان كارثيًا، حيث أسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، مما أجبر العديد منهم على البحث عن ملاذ في الدول المجاورة.

وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين (UNHCR)، يبلغ عدد السودانيين المسجلين رسميًا في مصر 546,746 لاجئًا، في حين أن هناك العديد من الآخرين في انتظار التسجيل، هذه الأرقام تشير إلى حجم الأزمة الإنسانية التي تواجهها البلاد، حيث بات السودانيون يشكلون ثلثي إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في مصر، الذي يبلغ 827,644 شخصًا من جنسيات مختلفة.

تعود أسباب النزوح الجماعي إلى الصراع المستمر في السودان، حيث تتقاتل المجموعات المسلحة بسبب السيطرة والنفوذ.

أدى هذا الصراع إلى تفكيك البنية التحتية الأساسية، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة للعديد من المواطنين، بالإضافة إلى ذلك، فإن العنف المتزايد والتهديدات الأمنية دفعت الآلاف إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان.

في بداية النزاع، كانت مصر قد خففت متطلبات الدخول للسودانيين، مما سمح للنساء والأطفال والرجال فوق سن الخمسين بالعبور بسهولة، لكن بعد مدة قصيرة من اندلاع النزاع، فرضت الحكومة المصرية قيودًا جديدة تتطلب تأشيرات دخول لجميع السودانيين.

وقد أدى ذلك إلى محاولة العديد من الأشخاص الدخول بطرق غير نظامية، مما يعرضهم لمخاطر إضافية.

وتعتبر الأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع في السودان ضغوطًا هائلة على موارد مصر وبنيتها التحتية.

أكدت حنان حمدان، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الحكومة المصرية، أن الوضع الحالي غير مستدام ويتطلب مساعدة دولية فورية وكبيرة لضمان حماية ورفاهية اللاجئين، كمتا تتزايد الضغوط على الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان، مما يجعل من الصعب تقديم الدعم الكافي للاجئين والمواطنين على حد سواء.

حتى الآن، تم تأمين حوالي 56% من التمويل المطلوب لمساعدة اللاجئين، مما يعني أن هناك فجوة كبيرة تحتاج إلى سدها. وقد حصل “خطة الاستجابة الإنسانية للسودان 2024” على 1.52 مليار دولار من التمويل، في حين أن المبلغ المطلوب هو 2.7 مليار دولار، هذه الفجوة في التمويل تهدد قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات اللازمة لملايين المتضررين.

وتتجلى معاناة اللاجئين في قصصهم الشخصية، رجا أحمد عبد الرحمن، شابة سودانية، عبرت الحدود بشكل غير نظامي ودُفعت حوالي 500,000 جنيه سوداني (حوالي 830 دولارًا) للسفر في شاحنة صغيرة مع 16 شخصًا آخر، تصف رحلتها بأنها كانت “مرهقة ومرعبة”، حيث كانوا يخشون باستمرار من أن يتم إيقافهم من قبل القوات المسلحة السودانية.

وتتطلب هذه الأزمة الإنسانية استجابة سريعة من المجتمع الدولي، كما ينبغي على الدول والهيئات الإنسانية تقديم الدعم المالي والمساعدة اللوجستية لضمان توفير احتياجات اللاجئين، كما يجب تعزيز التعاون بين الدول المجاورة لتقاسم الأعباء وتقديم الدعم اللازم.

وتُظهر الأرقام والحقائق أن مصر تواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة بفضل تدفق اللاجئين السودانيين.

إن الحاجة إلى الدعم الدولي لم تكن أكثر إلحاحًا من الآن، حيث يجب أن تأتي الاستجابة من المجتمع الدولي بشكل سريع وفعّال لضمان الأمان والرفاهية للذين فروا من النزاع، وتفادي تفاقم معاناتهم في بلد اللجوء.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.