مع استمرار الحرب على لبنان.. أوتشا تعلن تجاوز عدد الشهداء عتبة الـ 3000 شخص

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن تجاوز عدد الشهداء في لبنان عتبة الـ 3000 شخص، مع تسجيل إصابة أكثر من 13 ألف آخرين، في ظل استمرار الحرب على لبنان.

هذه الأرقام تعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يشهدها لبنان حالياً، والتي تفوق بكثير عدد الشهداء المسجلين خلال الحرب التي وقعت في عام 2006.

ووفقًا للتقرير الأخير الصادر عن الأوتشا، فإن عدد الشهداء في لبنان قد زاد بنسبة 58% مقارنة بالصراع المسلح الذي استمر 34 يوماً في عام 2006، هذا التصعيد في العنف أدى إلى نزوح حوالي 1.3 مليون شخص، سواء داخل لبنان أو إلى الدول المجاورة، مما يمثل زيادة بأكثر من 30% عن عدد النازحين في الحرب السابقة.

وتشير وزارة الصحة العامة اللبنانية إلى أن من بين الشهداء 185 طفلاً، مع إصابة 1206 آخرين منذ بدء الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنات في أكتوبر 2023، الأرقام المروعة تشير إلى حجم المعاناة التي تعاني منها الأسر اللبنانية في ظل الظروف الحالية.

وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب الغارات الجوية المكثفة التي تنفذها القوات الإسرائيلية وأوامر الإخلاء التي صدرت في العديد من المناطق، فمنذ 23 سبتمبر 2024، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء لأكثر من 160 قرية وأكثر من 130 مبنى، مما أجبر السكان على الفرار من منازلهم في ظل ظروف قاسية للغاية.

هذه الأوامر أدت إلى زيادة المخاطر والتحديات التي تواجه الأسر، حيث يسعون للبحث عن الأمان في ظل الحرب المستمرة. فالتحديات الكبرى تشمل نقص الغذاء والدواء، مما يزيد من معاناة النازحين.

وعلى الرغم من الوضع المتدهور، بدأت بعض المدارس العامة في لبنان تعمل كملاجئ للنازحين، حيث أُغلِقَ ما يقرب من 400 مدرسة أخرى بسبب عدم الأمان أو الأضرار، ومع ذلك، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية عن استئناف تدريجي للفصول الدراسية، بدءًا من ثلاثة أيام في الأسبوع، مع تسجيل 175 ألف طالب، بينهم 38 ألف طفل نازح.

هذه الخطوة تعتبر مهمة لتوفير بعض الاستقرار للأطفال الذين تأثروا بالحرب، وقد تم دعم هذه الجهود بالتعاون مع اليونيسف. ومن المتوقع أن يساهم استئناف التعليم في تحسين الوضع النفسي للأطفال وتخفيف آثار النزاع عليهم.

وحذر منسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، من أن النداء العاجل للبنان الذي يطالب بتوفير 426 مليون دولار للاستجابة الإنسانية لم يتم تمويله إلا بنسبة 21% فقط، هذا النقص في التمويل يهدد قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الضرورية للمتضررين من النزاع.

وتظهر التقارير أن الطلب على الغذاء والدواء والمأوى آخذ في الازدياد، مما يستدعي استجابة سريعة من المجتمع الدولي لتلبية احتياجات السكان المتضررين، على الرغم من الجهود المبذولة، فإن الوضع الإنساني في لبنان يتطلب مزيدًا من الدعم والتعاون بين الدول والمنظمات الإنسانية.

ومع تزايد عدد الضحايا وعمق الأزمة الإنسانية، يبقى الأمل في أن تتوصل الأطراف المعنية إلى حل سلمي ينهي النزاع ويعيد الاستقرار إلى لبنان.

إن الحاجة إلى الدعم الإنساني تتزايد، ويتطلب الوضع الراهن استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان سلامة ورفاهية المدنيين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.