دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذّرة من أن عدم تحقيق تحسن في الظروف على الأرض قد يؤدي إلى فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
جاءت هذه التصريحات على لسان ليندا توماس-غرينفيلد، المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن.
وقالت توماس-غرينفيلد: “يجب أن تتطابق كلمات إسرائيل مع الأفعال على الأرض، وهو ما لا يحدث حتى الآن”، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة قد حددت مهلة لإسرائيل لتأخذ خطوات ملموسة في غضون 30 يومًا، وإلا فإنها ستواجه عواقب، بما في ذلك احتمال توقف نقل الأسلحة الأمريكية.
في 13 أكتوبر، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بضرورة السماح بدخول الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى إلى جميع مناطق غزة، وخاصة في الشمال، مع قرب فصل الشتاء، كما أكدت على ضرورة حماية العاملين في توزيع المساعدات.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث صوت الكنيست الإسرائيلي على قانون يمنع أي تعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقد أثار هذا القرار قلقًا واسعًا بين قادة العالم والمنظمات الدولية فيما يتعلق بإمكانية توصيل المساعدات إلى غزة.
وقال رئيس الوزراء النرويجي، يونس غار ستور، إن بلاده ستطلب من محكمة العدل الدولية توضيح التزامات إسرائيل كمحتل لتسهيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وأضاف أن النرويج تهدف إلى التأكيد على أنه لا يوجد بلد معفي من التزاماته الدولية.
وتعتبر الأونروا أكبر مزود للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتقدم خدمات في مجالات الصحة والتعليم، وقد حذرت توماس-غرينفيلد من أنه لا يوجد بديل للأونروا في توصيل المساعدات إلى غزة، وأعربت عن “مخاوف حقيقية” بشأن القوانين التي تم تمريرها في الكنيست.
وأضافت أن قرار الكنيست سيؤدي إلى عواقب “مدمرة”، حيث ستحرم الأونروا من القيام بعملها الذي كلفت به من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعت إلى ضرورة أن تتصرف إسرائيل وفقًا لالتزاماتها تحت ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وتوالت ردود الفعل على قرار الكنيست من قبل دول أوروبية، حيث صرحت وزيرة التنمية البريطانية، أنيليز دودز، بأن الأونروا لا غنى عنها في تقديم المساعدات للفلسطينيين، وأكدت أن المملكة المتحدة بدأت تفقد صبرها تجاه أعذار إسرائيل لفشلها في توصيل المساعدات بشكل كبير إلى غزة.
كما أشار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى أنه يمكن فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين إذا تم “تدمير الأونروا”، وحذرت وزيرة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في ألمانيا، لويز أمتسبرغ، من أن هذا القرار سيجعل عمل الأونروا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية مستحيلًا، مما يعرض المساعدات الإنسانية الضرورية لملايين الناس للخطر.
وتعتبر الأوضاع في غزة مأساوية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. مع استمرار القصف والعمليات العسكرية، تصاعدت المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، وأكدت المنظمات الإنسانية أن ملايين الفلسطينيين يواجهون خطر الجفاف والمجاعة والأمراض.
من جهة أخرى دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة أن تتصرف إسرائيل بطريقة تتماشى مع التزاماتها القانونية الدولية، مشيرًا إلى أن القوانين الوطنية لا يمكن أن تغير تلك الالتزامات.
وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يتكاتف لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية.
وتتزايد الضغوط على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي، حيث يتطلب الوضع الحالي إجراءات فورية لتحسين الأوضاع في غزة، كما وتتجه الأنظار نحو الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعمل معًا لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
كما أن هناك حاجة ملحة لتقديم الدعم للفلسطينيين في هذه الأوقات العصيبة، حيث تعتبر الأونروا الجهة الوحيدة القادرة على توصيل المساعدات بشكل فعال
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68777