السعودية تعلن عن نجاح مشروع “مسام “في إزالة 720 لغمًا حوثيًا في اليمن

تعلن السعودية عن نجاح مشروع “مسام” في إزالة 720 لغمًا وعبوة ناسفة من مناطق مختلفة في اليمن خلال الأسبوع الماضي، وذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمساعدة الشعب اليمني.

هذه الخطوة تأتي في وقت يعاني فيه اليمن من تبعات الصراع المستمر، حيث تمثل الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال أسامة الغصيب، المدير التنفيذي للمشروع، إن الحصيلة الإجمالية للألغام التي تم التخلص منها منذ بدء المشروع في عام 2018 بلغت 467,431 لغمًا. واشتملت الألغام التي تمت إزالتها مؤخراً على 29 لغمًا مضادًا للأفراد و21 لغمًا مضادًا للدبابات و670 من الذخائر غير المنفجرة.

وقد تم زرع هذه الألغام بشكل عشوائي، مما جعلها تشكل تهديدًا دائمًا للمدنيين.

ويهدف مشروع “مسام” إلى إزالة الألغام وتوفير طرق آمنة للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المحتاجين، وقد تم تنفيذ عمليات إزالة الألغام في عدة مناطق، بما في ذلك مأرب وعدن والجوف وشبوة وتعز والحديدة ولحج وصنعاء والبيضاء والدُهلة وصعدة.

وتعتبر الألغام الأرضية من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيين في المناطق المتأثرة بالصراع، فقد أجبرت الألغام الملايين من الناس على النزوح، مما زاد من معاناتهم وأوضاعهم الإنسانية سوءًا.

وتشير التقارير إلى أن حوالي 5 ملايين شخص قد تم تهجيرهم من منازلهم منذ بداية النزاع في اليمن، حيث تشكل الألغام سببًا رئيسيًا في ذلك.

تسهم عمليات إزالة الألغام في إعادة بناء المجتمعات المحلية وتسهيل حركة المدنيين، حيث توفر بيئة أكثر أمانًا للعودة إلى منازلهم.

وفي هذا السياق، يركز مشروع “مسام” على تدريب المهندسين المحليين في مجال إزالة الألغام وتزويدهم بالمعدات الحديثة اللازمة لتنفيذ هذه العمليات بشكل فعال.

بالإضافة إلى جهود إزالة الألغام، يقدم المشروع دعمًا للضحايا الذين تعرضوا لإصابات نتيجة الألغام، كما يتضمن ذلك تقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي للمتضررين، مما يساعد في إعادة تأهيلهم ومساعدتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وتأتي هذه المبادرات في إطار توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أمر بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، في محاولة لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

ويعكس هذا الجهد التزام السعودية الثابت بدعم اليمن وشعبه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

وعلى الرغم من التقدم المحرز في إزالة الألغام، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المشروع، ويبقى وجود الألغام في مناطق جديدة تهديدًا مستمرًا، مما يتطلب مزيدًا من الموارد والتعاون الدولي لضمان نجاح عمليات إزالة الألغام.

كما أن الحاجة إلى التوعية بمخاطر الألغام بين السكان تعتبر ضرورية لتقليل الإصابات والحوادث.

ويمثل مشروع “مسام” خطوة مهمة نحو تحقيق الأمان والاستقرار في اليمن. من خلال إزالة الألغام وتقديم الدعم للضحايا، وتسعى المملكة العربية السعودية إلى إعادة بناء المجتمعات المحلية وتوفير حياة أفضل للمدنيين.

إن استمرارية هذه الجهود ستساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، وتساعد اليمن على الخروج من أزمته الحالية نحو مستقبل أفضل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.