فنان بولندي يعيد تجسيد واقع غزة من خلال مقاطع فيديو لجرائم الحرب الإسرائيلية

فنان بولندي يعيد تجسيد واقع غزة من خلال مقاطع فيديو لجرائم الحرب الإسرائيلية، حيث افتُتح في العاصمة البولندية وارسو معرض جديد بعنوان “مع أعمق التعازي”، والذي قام فيه الفنان البولندي إيغور دوبروولسكي بإعادة تجسيد مقاطع فيديو تُظهر الفظائع التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة.

ويعكس هذا المعرض القضايا المتعلقة بالعنف الجسدي والاقتصادي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.

وبدأ المعرض بأداء فني حيث كان الفنان معصوب العينين ومربوط اليدين، جاثياً على الأرض الأسمنتية بجانب أكفان بحجم الأطفال، وظل دوبروولسكي في هذا الوضع لمدة سبع ساعات، محاكيًا بذلك معاناة الرجال الفلسطينيين كما تظهرها مقاطع الفيديو التي نشرها جنود إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال دوبروولسكي: “أعتبر الناس المضطهدين قريبين من قلبي، فمن الصعب تحمل رؤية الآخرين يتعرضون لظلم هائل، وكانت لوحاته محاطة بتفاصيل الفظائع التي تمت الإشارة إليها خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي أُطلق عليه بشكل واسع “الإبادة الجماعية المباشرة”.

وتضمنت المعروضات شاشات LCD تعرض مقاطع فيديو لدوبروولسكي وهو يعيد تمثيل بعض اللقطات التي قام الجنود الإسرائيليون بنشرها على تيك توك، والتي توثق تدمير المباني السكنية والمدارس وسرقة المنازل وإساءة معاملة المواطنين، وهي جميعها تُعتبر جرائم حرب وفقًا لاتفاقية جنيف.

وخلال ساعات الأداء، اقترب العديد من الزوار من الفنان، بعضهم لتوثيق اللحظة وآخرون للاطمئنان عليه، وفي إحدى اللحظات، حاولت امرأة لا تستطيع تحمل المنظر فك قيوده، بينما نزل السفير الفلسطيني محمود خليفة واحتضنه.

وعلى الرغم من نجاح المعرض، يواجه دوبروولسكي تهديدات بسبب عمله على قضية فلسطين، واعترف بأنه غالبًا ما يشعر بالخوف على مستقبله، خاصة في ظل القمع الواسع للتضامن مع الفلسطينيين، ومع ذلك، يؤكد على أهمية الاستمرار في التعبير عن الحقائق، قائلاً: “أنا أعلم ما هو الصواب وما هو الخطأ، ويجب أن أفعل شيئًا، حتى مع وجود أعذار كثيرة لعدم القيام بذلك.”

ويمتلك دوبروولسكي دعمًا قويًا من عائلته، حيث أكدت والدته، تيريزا، أنها تقف إلى جانبه مهما كان الأمر، فتقول: ” أنا مكتئبة ومرعوبة، لكنني مليئة بالإعجاب بابني”.

وقالت منسقة المعرض، كارولينا كليزفسكا، إن هذا المعرض يمثل وسيلة لتوسيع نطاق “المحتوى الذي يتعرض للتلاعب والرقابة”.

وأضافت: “الفن في هذا الوقت هو المجال الوحيد للحرية، وأشعر أن هذا يمثل خطرًا من حيث أن المزيد من الناس سيستيقظون ويتأثرون بهذا النوع من الأداء.”

ويعكس معرض دوبروولسكي صرخة فنية ضد الظلم والمعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، من خلال إعادة تجسيد تلك اللحظات المروعة، ويهدف الفنان إلى إيصال رسالة قوية للعالم حول الحاجة إلى العدالة والتضامن مع أولئك الذين يتعرضون للظلم.

إن أعماله تبرز أهمية الفن كوسيلة للتغيير الاجتماعي وزيادة الوعي بالقضايا الإنسانية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.